أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th January,2001 العدد:10328الطبعةالاولـي الأحد 12 ,شوال 1421

محليــات

مستعجل
عشرة مليارات يورو,, منِّي للانتفاضة,,!
عبد الرحمن سعد السماري
** إذا أردت أن تكون في حل من عقلك,, أو إذا أردت أن تتسلى وتضحك بملء شدقيك,, وإذا أردت أيضاً,, أن تحزن وتكتئب,, فما عليك سوى مشاهدة النشرة الأخبارية المتلفزة من تلفزيون العراق عبر قناته الفضائية الشهيرة,.
** تكون في حل من عقلك لو صدقت خبراً واحداً فقط,, إذ يكفيك ذلك أن تكون مخبولاً لو صدقت أيّاً من هذه الأخبار الجميلة,,!!
** أما إذا أردت أن تضحك وتتسلى,, فما عليك سوى الإصغاء لتلك النوعية من الأخبار المضحكة,, حتى ليخيل لك,, أن العراق في كوكب,, والعالم كله في كوكب آخر,,!
** أما إذا أردت أن تكتئب وتضيق,, فما عليك سوى تذكّر حالة الإنسان العراقي,, الذي يعيش وسط هذا السجن الكبير العراق والذي عليه أن يسلِّم قسراً ورغم أنفه,, بصحة وسلامة وجدّية هذه الأخبار,, وأنها أخبار صادقة,,!
** لقد أعلن القائد الملهم المؤمن المجاهد؟!! صدام حسين,, أن عدد العراقيين الذين تطوعوا للذود عن الانتفاضة والدفاع عن فلسطين,, بلغ سبعة ملايين شخص,, وأنه أوقف التطوع بقرار من سيادته,, لأن العدد كافٍ لتحرير فلسطين,,!!
** سبعة ملايين شخص تطوعوا وسط مسرحية هزلية مضحكة مبكية,, لأن هؤلاء السبعة ملايين,, لم ولن يصلوا إلى فلسطين,, وصدام نفسه يعرف أن المسألة كلها هقص وضحك على العراقيين قبل غيرهم.
** ثم أعلن سيادة الرئيس المجاهد عن تبرع العراق بمليار يورو للانتفاضة المقدسة,, هكذا أعلن صدام حسين,, وإنني هنا ككاتب,, أعلن عن تبرعي بعشرة مليارات يورو ولكن,, مثل تبرع صدام حسين بالضبط,,!!
** فصدام قال,, إذا رُفع الحصار عن العراق وقبضنا الفلوس إن شاء الله,, فسوف ندفع,, وبالطبع,, لن تعجزه الحجج بعد قبض الفلوس,, وأنا أقول هنا مثلما قال صدام,, متى ملكت عشرة مليارات يورو فسوف أعطيها للانتفاضة إن شاء الله,, بمعنى,, أنه تبرع مثل تبرع صدام بالضبط,, وإن أرادوا للانتفاضة مائة مليار يورو فأنا أيضاً جاهز لأي رقم يطلبونه,, والفارق بيني وبين صدام,, أن صدام سوف يبهذلهم بالطنطنة لهذا التبرع الذي لن يأتي,, وأنا سأسكت إلى الأبد,, أما النتيجة,, فهي واحدة,, فلن يقبضوا مني,, ولا من صدام مليماً واحداً.
** في التلفاز العراقي,, ظهر القائد الملهم صدام حسين مؤخراً بعد إشاعة إصابته بجلطة دماغية,, بل اضطر لمقابلة مجموعة من الفنانين المرتزقة وقال لهم: إن رابطة الدين ورابطة الإسلام ليست رابطة,, بل الرابطة,, رابطة العروبة فقط .
** هكذا قال الرئيس المؤمن المجاهد ضمن حديثه لهؤلاء الدجالين,.
** وللعلم فقط,, فإن معنى,, المؤمن التي يطلقها إعلام صدام على القائد المؤمن,, هي المؤمن بمبادئ حزب البعث,.
** أما المجاهد,, فهو المجاهد في سبيل تحقيق مبادئ الحزب عن طريق قتل المعارضين,, أي أن الجهاد الذي يتحدثون عنه,, حدث في ارض العراق لذبح العراقيين فقط.
** الرئيس المؤمن المجاهد,, وقف أيام محنة مسلمي البلقان وذبحهم على أيدي الارهابيين الصرب,, وقف مع الصرب,, ووصف المسلمين بالارهابيين والثوريين والمنشقين والقتلة,, وأعلن عن مساندة النصارى والشيوعيين الصرب,, وبالفعل,, دعمهم وساندهم مادياً ومعنوياً,, ليمكنهم من ذبح المسلمين والعمل على محو الوجود الإسلامي من أوروبا.
** هذا,, هو القائد الملهم المؤمن المجاهد صدام حسين الخرّاط .
** المؤلم,, أن النظام العراقي,, يمارس اليوم,, المزايدة على الانتفاضة الفلسطينية,, ويحاول استثمارها لفك الحصار عنه وتبييض وجهه الكالح,, أي أنه يحاول تجيير هذه الدماء التي سالت من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية من أجل قضيته المشينة الخاسرة.
** لقد تابعت حديث سيادته أمام الفنانين المرتزقة ,, ووجدت أن هذا الحديث يمكن أن يوجه لأطفال لم يجاوزوا سن الحبو ,, أما أن يوجه لرجال,, فهذا هو محل التساؤل.
** لقد أساء لهم وأهانهم,, عندما حاول استغفالهم,, أو ظن أنهم سذج ومغفلون,, وتعامل معهم كمتخلفين ويبدو لي أنهم كذلك وإلا,, لما رضوا بتلك الاهانات واحتقار عقولهم والاساءة لدينهم ولأشخاصهم ولتاريخهم ولأمتهم ولدولتهم,.
** وأخيراً,, صدام حسين,, أعلن قبل أيام عن إلغاء وجود الدولار من أرض العراق أو التعامل به,,واستعاض عن ذلك باليورو فانهار الدولار في اليوم الثاني,, وانهار اقتصاد أمريكا ونصف الكرة الأرضية بقرار السيد الرئيس,, وأصبحت أمريكا تتسول وتشحذ يميناً وشمالاً بسبب هذا القرار التاريخي؟!! .
** فيما تضاعف سعر صرف اليورو عشر مرات في اليوم الثاني لقرار السيد الرئيس.
** هذه,, هي قرارات السيد الرئيس,, وكان الله في عون شعبه المسكين,, فهو ضحية هذا الجلاد الخراط ولكن,, إلى متى؟!,, الله وحده أعلم.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved