| الاقتصادية
ليس كلنا يجد في شهر الصوم فرصة لمراجعة العادات الغذائية فالبعض منا لا فرق عنده بين رمضان وغيره من الشهور في هذا الجانب بل انهم قد يقبلون على الأكل أكثر فتزيد أوزانهم وأمراضهم، لذلك فان الحديث هنا عن الناس الذين جربوا فضل الصوم في القدرة على التحكم بالعادات الغذائية مثل نوع الأكل وكميته ومواعيده وتجنب ملء البطن بالشر: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه.
ان لدينا كمجتمع سعودي الكثير من الأخطاء الاستهلاكية ولا سيما تلك المتعلقة بالطعام وبعضنا يستطيع في رمضان أن يتخلص من هذه الأخطاء والقليل منا من يستمر بعد رمضان على ما اكتسبه من نظام غذائي جديد استطاع من خلاله أن ينقص وزنه ويجنب معدته ما كانت تعانيه من آلام وأمراض.
وهذا لا يعني أبداً أن يظل الانسان يصوم كل يوم وانما يحاول أن يبقى على قدرته بالسيطرة على معدته كماً ونوعاً ووقتاً وهذا أمر لن ينعكس فقط على صحة الانسان ونشاطه وحيويته وانما أيضاً سوف ينعكس على اقتصاد المجتمع انطلاقاً من اقتصاد البيت حين نعود شعباً يأكل ليعيش لا يعيش ليأكل ونعود قوماً لا نأكل حتى نجوع واذا أكلنا لا نشبع.
لقد سرقتنا الهجمة الاستهلاكية البطنية فتحولت بيوتنا الى مطابخ وشوارعنا الى مطاعم وأصبحت اعلاناتنا تخاطب بطوننا حتى اذا ما جاء رمضان استيقظ بعضنا مما هو فيه وهجر المطابخ والمطاعم والاعلانات الى شيء مما يسد رمقه ويسند عوده ويعينه على الحياة فأصبح يأكل ليعيش.
حبذا لو كنا كلنا كذلك في كل يوم وكل شهر فنبقي علاقتنا بالصوم قائمة لجزء من اليوم وأيام من الشهر وعن أنواع من الطعام تضر أكثر مما تنفع وتعل أكثر مما تشفى, اذا فعلنا ذلك فاننا سنوفر الكثير مما ننفقه في المطابخ والمطاعم والمستشفيات واذا فعلنا ذلك فان الكثير مما ندفعه على الغذاء والدواء سنوفره لأشياء أخرى أهم تتعلق بعقولنا وقلوبنا وبيوتنا.
انها دعوة للانطلاق من رمضان الى حياة أخرى لا يكون فيها الأكل والشرب همنا الأكبر.
|
|
|
|
|