أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 7th January,2001 العدد:10328الطبعةالاولـي الأحد 12 ,شوال 1421

مقـالات

شدو
في تبعات استشعار الألم عن بعد!
د, فارس محمد الغزي
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه

من تكون تلك التي يتوسل إليها شاعرنا بأن تتوقف عن عذله رغم (شهادته عليه ولها) بأنها على (حق) فيما تعذله عليه؟ لماذا يزيد العذل من ولع المعذول، بل يدفعه إلى التشبث بما يُعذل عليه من سلوك؟ ما هي حدود (ما زاد عن حده، انقلب إلى ضده)، ولماذا أسرفت في عذله وزادت من تشتته تشتتا دفع به إلى تجاهل قوة حجتها، بل استنسخ من ضعفه ومأسوية موقفه رصاصات عطلت لديه غرائز السماع والانصات، وألغت ما حواه كيانه من أجهزة الارعواء، وبعثرت ارادته، وقتلت فيه آخر ارهاصة أمل لديه، فزادت من ايغاله ايغالا إلى حد الانتفاء؟ ماذا عن وجاهة عذر (اعترافه الجميل؟),, أوليس (الاعتراف يهدم الاقتراف؟!)، أم هل ، يا ترى، إنه الحب القاتل,, وبر العقوق، فالامعان في العذل على علاته هدر، وعلى عواهنه جزاف ، بغض النظر عن واقعه الآني، ودوافعه، ونوازعه، وظروفه، ولسان حاله الصارخ استجداء وتوسلا بكافة الأسلحة المضادة لرصاص العذل، من قبيل:(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء,,! ,, و لعل له عذرا وأنت تلوم,,! ,, و كُفِّي الملام وعلليني! ,,).
عجيبة هي (الطبيعة الإنسانية!) في قفزها إلى قمة البذل والكرم عذلا، وفي انحدارها إلى حضيض المنع والبخل رفضا للعذل، وفي اغراقها للمعذول باسم انقاذه، بل في استعدادها للوقوف على شواطئ ترف الإنسان سلوانا وعذلا- تتأمل بجمال نورس البحر وعنفوان موج البحر غير عابئة بألم ضحية البحر، ملقى بجوف البحر (مأكولاً مذموما!)، ومعذولا.
لماذا تبدو الثقافة العربية (ثقافة عذل)، وأين موقع (المسؤولية الفردية) من الثقافة العاذلة (على كل شيء وفي كل وقت!) إلى درجة التغافل عما صاغته (هي) من حكم وأمثال تفيد تحذيرا من أن الامعان في العذل يثير شكوك المعذول في نوايا العاذل,, أمثال من قبيل : (إن كثير النصح يهجم على كثير الظنة,, سقطت به النصيحة على الظنة,, النصح بين الملأ تقريع,,؟!).
ما سبق قوله طبعا فيه تسليم بأن العاذل سليم النية ونقي السريرة وناصح أمين؛ بل على افتراض (انقراض!) كافة محاذير: لا تنه عن خلق وتأتي مثله,, أما في حال كانت (الحال) على النقيض، فلله در فيلسوف العرب: ميخائيل نعيمة القائل عظة الفم دون الفعل استخفاف بالموعوظ وشماتة بالواعظ! .
ختاما، إليك بتحذير من حذر من النصيحة (ناصحا!) بالقول:


أوصيك في نظم الكلام بخمسة
إن كنت للموصي الشفيق مطيعا
لا تغفلن سبب الكلام ووقته
والكيف والكم والمكان جميعا

,,( أنصحك!) بعدم الإسراف في النصيحة,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved