| مقـالات
* قبس:
(تكرم النحلة لأنها لا تعمل من أجل نفسها ولكن من اجل الجميع)
حكمة يونانية
اللهم لا حسد ان تستطيع امرأة لم تحترف الكتابة يوما أن تؤسس داراً للنشر في السعودية بل وتتفق مع دار غاليمار الفرنسية التي تصدر كتباً متخصصة للأطفال وتترجم بنفس المواصفات الفنية سلسلة الاكتشافات الأولى، وتصدر عدداً منها لكنني فقط اتساءل عن مقومات نجاح التجربة فنيا وتربويا وليس تجاريا، هذه المرأة ربة بيت وفي لقاء اجرته معها احدى الصحف المحلية هي ليست كاتبة ولكن على حد تعبيرها فان لديها محاولات كتابة خاصة بها، ونفذت عن طريق احد دور النشر قصتين مصورتين.
والسؤال المؤلم موجه إلينا نحن الكاتبات ممن امضينا السنين الطوال نكتب للطفل,, للمرأة,, للمجتمع، لثقافة الامة ألم يحن الوقت حتى نفكر بما هو ابعد من كتابة الزاوية في الصحف وتجميع المقالات او القصص القصيرة ونشرها في مجموعات؟
انا لا اقلل من شأن كتابة الزاوية فهي رسالة عظيمة ولكنها مع الوقت ودون اهتمام تتحول الى عمل آلي وربما عبء ثقيل لا يترك للكتابة مجالاً للتفكير في مستقبل عملية الكتابة لدينا على مستوى عام.
دعوني اتساءل ماذا فعل جيلنا للكتابة؟ لقد حفر الجيل الرائد من الكاتبات والصحفيات الصخر بيديه في وقت لم يكن لديه من الامكانات وقبول المجتمع الا النزر القليل وجئنا نحن في زمن الانترنت وتطور المؤسسات الصحفية فماذا قدمنا؟
ألم يحن الوقت لكي نتجاوز كل المسافات ونقضي على الهوة بين الصحافيات والكاتبات مثلا ونفكر في جمعية تضمنا كاتبات وصحفيات تبحث في مشكلاتنا وتطور آلية العمل لدينا؟ خاصة وان نظام المطبوعات الجديد قد سمح بتشكيل الجمعيات بعد اعتماد وزير الاعلام للائحة الجمعية مما تنص عليه المادة الثانية من النظام وقد حوت تسعة عشر نشاطا بالاضافة الى أي نشاط تقترح الوزارة اضافته ويقره مجلس الوزراء ومن ضمن تلك الانشطة (الخدمات الصحفية والدراسات والاستشارات الاعلامية والنشر والتوزيع والمطبوعات وخدمات الاعداد لما قبل الطباعة).
نحن في عالم الاتصالات فما هو دورنا حتى نسمع صوتنا الآخر في كل مكان وهل أدينا الرسالة وكنا مؤثرين في الحركة الثقافية والفكرية احييها لأنها استطاعت أن تفهم ان التجارة تنال كل شيء حتى الثقافة والفكر والتربية ولنبق نحن الكاتبات في شغل شاغل بما نكتبه يوميا من زوايا ولا نقف على الاقل ونبحث عن القارىء الذي لم يعد حبيس خيار واحد فالبدائل لديه عدة.
nbashatah@hotmail.com
|
|
|
|
|