| مقـالات
تدل كثير من المؤشرات على أن الأمور لا تسير كما نتمنى فيما يتعلق بدرجة الانضباط السلوكي لدى طلابنا, فالحال لا تبدو أنها عند درجة التفاؤل التي نتطلع اليها؟, وتأتي مشكلة غياب القدوة أو الرمز كأحد أهم جذور المشكلة, ولنا هنا أن نسأل: كيف نطالب أبناءنا أو طلابنا باتباع سلوك لم يروه في حياتهم؟ لقد اعتدنا ان نحدثهم كثيرا ونحثهم على سلوكات وأخلاقيات دون أن نقدم لهم المثل من الواقع, ولقد ازداد الأمر سوءاً مع ظهور بوادر ضعف الروابط الأسرية وطغيان الفردية والخصوصية على عالم الصغار لينشغلوا بعالمهم الخاص بعيدا عن عالم الكبار أهل الحكمة والخبرة والتوجيه، فهم في معظم أوقاتهم إما مشغولون بأمور شكلية تافهة أو بشللية ضالة أو بمشاهدة مواد اعلامية تسيء الى السلوك والقيم، وأحيانا تجدهم يمضون الساعات ينتقلون على صفحات الانترنت فيما يضرهم ولا ينفعهم, إنها فعلا مشكلة، بل ومصيبة.
وقفات
** معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر رجل دولة يأسرك بأصالته وعمق فكره ومعدنه الثمين, كنت ممن سعدوا بحضور إحدى الأمسيات التي استضافت معاليه, وفي تلك الأمسية وجه لمعاليه سؤال حول السبب في الابقاء على مسمى وزارة المعارف وهو مسمى يتجاهل الدور التربوي لمؤسسات التعليم, فأجاب معاليه بأن المدرسة لن تكون أفضل من البيت في التربية, وإذا ما أضفنا لرؤية معاليه تلك أن تقنية المعلومات اصبحت تزاحم المدرسة لتقلص كثيرا من دورها المعرفي، فهل يعني ذلك ان مستقبل المدرسة أصبح في مهب الريح؟
** في الغرب دخل أستاذ مادة الفيزياء العجوز قاعة المحاضرة وهو يحمل على كتفه بندقية, في البداية ساورنا كطلاب شيء من القلق، فقد يكون هذا الرجل عانى من مشكلة فأراد ان يفرغها في طلابه, أطلق الأستاذ رصاصة دوى لها المكان لتخترق صندوقاً خشبياً محكم الإغلاق ومملوءاً تماما بالماء فتطاير الماء والخشب في قاعة المحاضرة, أراد الأستاذ أن يشرح لنا مفهوما فيزيائيا وأظنه نجح بكل اقتدار، وما زال هذا المفهوم راسخا في ذهني منذ خمسة عشر عاما, لا أظن ان المطلوب من اساتذة الجامعة لدينا أن يهبطوا بمستوى المحاضرة، ولكن أن يحلقوا بمحاضراتهم بعيدا في السماء تاركين الطلاب حيارى على الأرض فهو أمر لا يمكن القبول به.
E-mail:Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|