| عزيزتـي الجزيرة
اللسان وأعضاء التصويت في الانسان خلقها الله تعالى لتقوم بدورها في خدمة هذا الكائن الناطق في حياته الدنيا وآخرته فكما العين لها دور والأذن كذلك فان للسان مهمات لا تقل عن ذلك.
ان الكلام هو وسيلة التخاطب والتفاهم بين البشر فبه يعبر الانسان عما يجول في ذهنه وعما يفكر فيه وبه يوصل آراءه ومشاعره وآماله وآلامه ونصائحه وارشاداته للآخرين، كما انه بواسطة الكلام تنتقل المعارف بين الأجيال فإن اللغة التي تعتبر من المقومات الأساسية للأمم تعتمد أساسا على الكلام.
أما الصمت فهو عكس الكلام، والانسان في أكثر أوقاته صامت، يفكر بصمت، يخطط ويعمل ويتأمل وينام، كل ذلك بصمت، ناهيك عن الصمت الذي يأتي بحالة المرض كحالة البكم وفي حالات السبات وفقد الوعي.
لقد قيل اذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب، والذهب على مر العصور أغلى وأثمن من الفضة بأضعاف، والمثل السابق هو خلاصة تجارب الأجيال التي وجدت ان الكلام كثيرا ما يؤدي لنتائج سلبية وكثيرا ما يوقع صاحبه بالمشاكل وكثيرا ما يوصله لكراهية الآخرين له، ان الكلام عندما يكون عبارة عن ثرثرة وغيبة ونميمة فإنه لا يستحق ان يكون لا من فضة ولا من نحاس انه أدنى من ذلك بكثير.
لقد أودع الله تعالى هذا اللسان بأفواهنا لنستخدمه في النافع الصالح لنا ولغيرنا، كما انه أعطانا امكانية الصمت لنريح اللسان ولنستمع للمفيد ونتلقى الدرر من غيرنا وان نسينا فعلينا ألا ننسى انه آت ذلك اليوم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
مها عبدالسلام الحموية
مدرسة فنون نسوية
|
|
|
|
|