|
| عزيزتـي الجزيرة
خرج الدكتور المتخرج من كلية الطب حديثاً من داره وهو قاصد الحلاق ليحلق رأسه استعداداً للمقابلة الشخصية على وظيفة طبيب متدرب في احد المستشفيات فدخل عند أول حلاق واجهه في طريقه وجلس على كرسي الحلاقة وبدأ الحلاق يقص شعر رأسه وقد جعل من رأسه خريطة مليئة بالجبال والوديان والأنهار لأن هذا الحلاق هو عبارة عن وافد جاء من بلده ليدرس ويتعلم الحلاقة في رؤوس الناس, وخرج الدكتور من عند الحلاق وهو في أسوأ حال ولا يدري ماذا يصنع أو لمن سوف يتجه لكي يلبس على رأسه حتى ولو كانت باروكة لتغطي ما فعله هذا الحلاق الذي أخذ يتعلم الحلاقة في رأسه ولكن بعد أن لعن الشيطان واستقرتفكيره من هذه الاساءة فضل الذهاب الى المنزل والاتصال هاتفياً بالمستشفى واعلامهم بالاعتذار عن حضور المقابلة الشخصية لظروف خاصة، وما كان من المسؤول في المستشفى الا ان اجابه بأن المستشفى لا يستطيع أن يكيف أوقاته حسب رغبته ولذلك فان لم يستطع الحضور في الوقت المحدد للمقابلة فلا يتعب نفسه ويأت في أي وقت آخر, وبهذا يكون قد أضاع فرصة ثمينة بعد انتظار طويل في البحث عن هذه الوظيفة.
فقد درس هذا الدكتور ما يقارب من العشرين عاماً ليأتي هذا الحلاق فيضيع فرصته الثمينة والسبب هو لأن الحلاق مثل ميكانيكي السيارات مثل مصلح الأجهزة الالكترونية مثل النجار مثل البناء مثل الخياط مثل السباك مثل,,, جميع المهن ومحلات الخدمات الأخرى لا توجد عليها هيئة تتحقق من معرفة هؤلاء الذين يدعون معرفتهم بهذه المهن والتخصصات, فاذا كان الدكتور مطلوبا بشهادات والمهندس والمدرس والصيدلي والمحاسب وغيرها من الاختصاصات التي لا يتم الاقدام على العمل بها الا بعد التأكد من مقدرة أصحابها على ممارستها ممارسة سليمة من قبل جهات مختصة, فلماذا هذه الأخرى لا يتم تكوين هيئات وادارات مختصة لترخيص أصحابها ومراقبة الالتزام بها من قبل ممارسيها وذلك ليس مستحيلاً أو صعباً على الدولة القيام به وتنفيذه وهي الحريصة دوماً على مصلحة الانسان كائناً من كان فشرطي المرور يحاسب السائقين وموظف البلدية يحاسب بائع الخضروات واللحوم والمطاعم والمواد الغذائية ووزارة التجارة ترخص للتجار وتراقبهم والبقية الباقية ملقاة على عاتق حماية المستهلك.
فلو كنت مثل ذلك الدكتور فهل سوف تذهب الى حماية المستهلك للاحتجاج على هذه الحلاقة الرديئة وان ذهبت فسوف ينمو شعر رأسك قبل أن يستطيعوا اجابتك على أي استفسار أو شكوى وهذا ليس بسبب تقصيرهم ولكن السبب هو أن حماية المستهلك هي العلاج لهذا المرض بينما الواجب أن تكون هناك وقاية قبل أن يحدث ولو بقيت القضية على رغبات الذين يسعون الى المدخول المالي بأي شكل من الأشكال فأنا أول من سوف يفتح ورشة لاصلاح الطائرات في المنطقة الصناعية وأذهب الى مكتب العمل والاستقدام بطلب الحصول على فيزا لميكانيكي طائرات في ورشة بالمنطقة الصناعية.
عادل العيثان
|
|
|
|
|
