| القرية الالكترونية
في هذه الحلقة سوف أتحدث عن موضوع مهم وهو واقع المواقع الإسلامية من وجهة نظر شخصية بناء على التصفح الفردي أو بالأحرى تقويم للمواقع الإسلامية التي وقفت عليها, إن المتتبع لواقع المواقع في الإنترنت التي تتحدث عن الإسلام والمسلمين يجد أنها بدأت بجهود فردية وخاصة من الطلاب المسلمين المبتعثين في الجامعات الغربية وكذلك بعض المراكز الإسلامية وبعض أفراد الجاليات الإسلامية هناك ولذا جاءت اجتهادات هؤلاء الأفراد لتكون القاعدة الأساسية لهذه الجهود، الأمر الذي أدى إلى ان تكون هذه الجهود في معظمها بعيدة عن الموضوعية والدقة فقد بدأت بالانتصار للمذاهب والأحزاب بدلا من الانتصار لدين الله سبحانه وتعالى، أما دقة المواضيع المنشورة فهي لا بأس بها من حيث الصراحة ولكن حسب المذهب أو الحزب الذي أسس هذا الموقع، أما من حيث الموضوعية فهي نسبية بل بدأ الشتم بين هذه المواقع ووصل الأمر إلى أن أصبحت جهودنا لمحاربة بعضنا البعض.
إن المتصفح للمواقع الإسلامية يوماً بعد يوم يجد أنها متنامية بدرجة لا بأس بها وكل يوم يضاف جديد لتلك المواقع ومع ذلك فإن المتصفح لهذه المواقع يلحظ ما يلي:
إن المادة الموجودة في معظم هذه المواقع متكررة وغير متطورة أي أن المواقع الإسلامية لا يتم تحديثها يومياً أو على الأقل اسبوعياً كما هو موجود في المواقع الأخرى.
إن المواقع الإسلامية تميل إلى وضع الزخارف الإسلامية والصور في المقدمة الأمر الذي يضطر الباحث إلى مغادرة الموقع قبل الدخول إليه لأن هذه الزخارف والصور تحتاج إلى وقت كبير عند التصفح.
إن معظم المواقع الإسلامية ليست وظيفية بل برستيجية أعني بذلك ان المواقع الإسلامية لا تتواصل مع قرائها ولا تجيب على أسئلة السائلين واستفتاء المستفتين ولا تحقق رغبات القراء بتزويدهم بالكتب والمصاحف وما يريدون,.
ان المواقع الإسلامية سريعة السقوط وبكلمة أخرى نجد أن موقعاً ما متميز في وقت من الاوقات وخاصة في بداية التأسيس ثم لا يلبث أن يغلق أبوابه لسبب أو لآخر ومن أهم الأسباب أن هذه المواقع تدار بأفراد وليس بمؤسسات الأمر الذي يعلق نجاح هذا الموقع بنجاح هذا الفرد، وسقوطه بسقوط هذا الفرد.
ان المواقع الإسلامية تتركز في اللغتين العربية والإنجليزية فقط، أما اللغات الأخرى فهي قليلة جداً، مع أن الناطقين باللغات الأخرى عدد لا بأس به، فحبذا توجيه الجهود إلى تلك اللغات ولعل مكاتب توعية الجاليات في المملكة العربية السعودية خير من يقوم بهذه المهمة لأن الخبرة موجودة لديهم.
ان اكثر النشطين في المواقع الإسلامية هم الرافضة والقاديانية والبهائية والمذاهب الأخرى المنحرفة، أما أهل السنة والجماعة فهم قلة إذا ما قورنوا بهؤلاء.
ان المادة الموجودة في المواقع الإسلامية اكثرها نصي TEXT أما الصوت والحركة والفيديو فهي قليلة جدا, أي أن المواد مخرجة بطريقة عادية، بعيدة عن التصميم والإخراج الفني المتميز.
ان هناك ازدواجية في المواقع فما هو موجود في هذا الموقع تجده مكرراً في مواقع أخرى وعدم تعاون بين العاملين فيما بينهم، وبتوضيح اكثر يغلب على اكثر المواقع التكرار أو التوصيلات Link ومعظم المواقع هي توصيلات لغيرها ولو قمت بحصر لجميع ما في الإنترنت عن الإسلام لوجدته متشابه بدرجة كبيرة جداً.
هذه هي أهم الملاحظات ولا يعني هذا التقليل من الجهود المبذولة والمتطورة ولكن طموح الأمة الإسلامية أعلى من الموجود، والله أسأل أن يبارك في الجهود وان يوفق العاملين في هذه المواقع وأن يبارك في جهودهم وان يعنيهم لما فيه الخير والصلاح,, اما طموحات الأمة الإسلامية فلعلي أتحدث عنها في الحلقة القادمة.
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|