| الاقتصادية
ان من يذهب منا لاحدى وكالات السيارات يلحظ ذلك الكم الهائل من العمالة والموظفين غير السعوديين والمنتشرين في مختلف الادارات والاقسام سواء كان ذلك في اقسام التسويق او المبيعات او غيرها من الادارات في تلك الوكالة، عندها يتبادر الى الذهن احد الاستفسارين التاليين:
1 أليست قضية السعودة وايجاد فرص العمل المناسبة لشباب هذا الوطن من اهم القضايا التي حظيت بالدعم والرعاية من قبل الدولة.
2 وهل يتطلب العمل في مجال البيع والتسويق في وكالات السيارات لمهارات دقيقة يستحيل ان تتوافر في شبابنا السعودي.
اننا اذا كنا ندرك جميعا بأن قضية السعودة تأتي في صدر اولويات حكومتنا الرشيدة وعلى كافة المستويات، واذا كنا نعلم جميعا بان غالبية تلك الوظائف الادارية والتسويقية في تلك الوكالات لا تتطلب سوى الى القدر المعقول من المهارة والخبرة، بل انني لا ابالغ اذا قلت بأن الوجاهة والقدرة على اقناع الزبون تعد اهم الجوانب الواجب توافرها فيمن يقوم بأعمال البيع والتسويق في تلك الوكالات, عندها يحق لنا ان نتساءل عن السبب الذي يدفع تلك الوكالات الى السماح لنفسها بحرمان شباب هذا الوطن من الحصول على تلك الفرص العملية خاصة وان حجم المكافآت التي تصرفها تلك الوكالات للعاملين الاجانب في مجال البيع والتسويق تتجاوز مبلغ الثلاثة او اربعة آلاف ريال اضافة الى تأمين وسيلة النقل وبدل السكن وغيرها من الامتيازات.
الجدير بالذكر ان بعض تلك الوكالات تقرر نسبة معينة من الربح للعامل الاجنبي في مجال التسويق مقابل كل سيارة يقوم ببيعها.
الا يعلم اصحاب تلك الوكالات ان توظيف شبابنا المؤهل بدلا من تلك العمالة الاجنبية هو واجب يمليه عليهم انتماؤهم وولاؤهم لهذا البلد.
الا يعلم اصحاب تلك الوكالات ان هناك الآلاف من المؤهلين من شباب هذا الوطن والباحثين عن تلك الفرص الوظيفية وبرواتب ومزايا تقل عن ما يتم صرفه لتلك العمالة الاجنبية, الا يعلم اصحاب تلك الوكالات ان وجود الشباب السعودي المؤهل في مجال البيع والتسويق هو اكثر وجاهة لتلك الوكالة وان تواجده في واجهة الوكالة يعطي نوعا من الارتياح لعملاء الوكالة.
مجرد تساؤل
لماذا لا يتم الاستعجال والحزم في سبيل سعودة الكثيرة من الحرف التي لا تحتاج الى مهارات عالية.
واذا كنا نحمد الله على النجاح المتحقق في مجال سعودة اسواق الخضار فليس معنى ذلك ان كافة ابناء هذا البلد سيعملون في تلك الاسواق حيث ان القدرة الاستيعابية لتلك الاسواق قد اكتملت تقريبا كما اتمنى من كافة المسؤولين عن قضايا السعودة بأن يتم بذل قصارى الجهد لكي لا تستغرق عملية سعودة العشرات من الحرف والمهن نفس المدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها سعودة اسواق الخضار وان كان الامر كذلك فلنقل على السعودة السلام.
|
|
|
|
|