| مقـالات
: ان حزام الأمان جديد على بلادنا الحبيبة حيث ان هناك عددا لا بأس به كان يطبقه من دون تعليمات او توجيهات، كما انه موجود في كل السيارات، ولكنه لم يكن يستخدم، ولطالما أعجبنا بأمثال هذه القرارات الصائبة التي تلزم بتطبيق ما ينفع، ومبعث اعجابنا هو الحرص كل الحرص على صحة المواطن والمقيم قبل كل شيء، ومن قبل كل الدوائر ذات الشأن، والحمد لله.
لقد وصلت أرقام الحوادث والاصابات والوفيات في المملكة لأرقام فلكية لم يكن معها بد من تطبيق ذلك، والتشديد عليه، ورغم ذلك اقتضت الحكمة ان يتم ذلك بالتدريج، وبعد حملة اعلامية وعملية موفقة وعلى مدار أشهر، كما ان ما نقوم به أثبتت الدراسات العلمية جدواه وفعاليته في الحد من الاصابات والوفيات باذن الله كما ان الحزام بحد ذاته له فعل نفسي، اذ يقوم السائق بتهدئة قيادته لسيارته، والابتعاد عن التهور.
للقضية وجه آخر، نعم فهذا الحزام الجديد الذي لم نتعود على استخدامه سابقا، والذي ما زال حادا قاسيا لقلة استعماله قد يؤذي أحيانا، وخصوصا اذا ما تم تركيبه على عجل، أو تم تذكر ذلك على حين غفلة، ومن ثم سحبه بسرعة البرق، ويزداد الأمر أهمية عند الأشخاص البدينين وهم كثر في مجتمعنا، أو عند النساء، وهن نصف المجتمع، فقد يسبب ألما وازعاجا، وهذا ما لا نريده، ولذلك مطلوب التأني والرفق في استخدامه، وربطه قبل انطلاق السيارة، وليس بعد ذلك، والانتباه حين استخدامه، وتدريب الأطفال عليه، وكذلك لا مانع من وضع قطعة اسفنجية أو قماشية أو ما شابها بمناطق الاحتكاك الشديدة بالحزام وخاصة عند البدينين، وهذه كلها نصائح من أرض الواقع، فلربما كان للحزام في بلادنا خصوصيته، ونقطة أخرى يجب عدم اغفالها ألا وهي فحص الحزام دوريا لكشف صلاحيته وجودته، وكذلك تفقد أحزمة المرافقين والأطفال، وفي كل هذا فائدة باذن الله.
هل يستحق الحزام كل هذا؟ نعم يستحق ذلك وأكثر، وأنا هنا لست بصدد تعداد وذكر فوائده من الناحية الصحية والوقائية، فهذا المجال ندعه لذوي الاختصاص، ولكنني أستطيع التأكيد والثناء على الدراسات العديدة التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك فائدته ونفعه، ونحن هنا لا نقلد فقط، وانما نأخذ النافع بما يناسبنا، ويناسب واقعنا ويخدم صحتنا وصحة أهلنا وأبنائنا واخواننا وضيوفنا.
حدث ذات مرة ان ركب أحدهم في سيارة، ولم يكن له بها سابق عهد فجلس متربعا، وعندما نظر الى صديقه السائق قلده وانزل ساقيه، وبعد قليل لاحظ ان السائق مربوط الى الكرسي بذلك الحزام، وحاول ان يلاحظ كيف حدث ذلك، ووجد الحزام وسحبه فسحب معه ولكن أعيته الحيلة، ولم يستطع تقليد السائق، فسأل السائق لماذا أنت مربوط الى الكرسي؟ فقال له: انهم يقولون ان توقفت السيارة فجأة ارتطم رأسي بالزجاج فيتهشم لشدة الضربة، وهذا الحزام على ما يذكرون يخفف ذلك، فقال له أرجوك توقف واربطني واشدد الربطة ما استطعت.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|