|
| مقـالات
يعود الانسان بعد اجازة عيدالفطر المبارك,, وبعد هدوء نسبي في الفكر يتعرض فيه الانسان لخمول إجباري يرى أنه يريحه من كثير من العناء وينسى أنه أثناء ذلك الخمول الاجباري يجد في حياته جديد وجديد ويعرض لفكره الكثير والكثير من الرغبات والميولات والنظريات ويصطدم بالواقع اليومي الذي لا مفر منه,, وهذا الواقع اليومي لا يخلو من المنغصات,, وما يثير الوسوسة والشكوك ويحمل النفس على الاضطراب وعدم الاستقرار وهو يعتقد ان اجازته المبتسرة ستمكنه من العيش بهدوء ورخاء في التمدد وانه سينعتق من العناء في العطاء الفكري,, لكنها الايام بعجلتها التي لاتفك عن الدوران ولو توقفت لتوقف معها هذا الانسان الذي هو محورها وغالباً ما يكون المحور هو العرضة الاكبر للتآكل,, وهذا مشاهد ومحسوس في الكليات والجزئيات التي لا تنفصل بعضها عن بعض,, ولا تكون الا بعضا مع بعض والاجازة هي انتقال من حياة الى حياة أخرى,, من ساعات يومية اخرى يتصور صاحبها ان دقاتها أكثر خفوقاً من سابقتها وهو تصور خاطئ لأنه لو خفقت دقات الساعات اليومية في زمن فإنها تكون اكثر رنيناً في زمن آخر خاصة في وقت الاجازة فإن ما كان متحركاً في تركيب الانسان في وقت العمل لا يتعطل بفضل الاجازة لكن يتحرك بأسلوب آخر ولغة أخرى ونسق آخر وهكذا فان هذا الانسان يتحرك مع الكون الذي يعيشه على قدر مقدر لكنه الشعور النفساني الذي يراوده عندما يتحرر من عمل يزاوله بشكل روتيني ليقع في عدة أعمال أخرى لكن لكونها جديدة فان الملل غالباً لا يثقلها في احساس صاحبها,, اننا نتخيل اننا نعيش اياماً جديدة عندما نأخذ اجازة نتخيل اننا نتحرر مما يرهق ويقلق ويجرنا إلى ما يتعب وينرفز وهذا تخيل محبب الى النفس لانه افرازات ما يسمى بالاجازة,, لكننا سنواجه القلق والنصب وضيق الخاطر والفرح والابتهاج,, وكلها متضادات تكون حياة الانسان والانسان المؤمن المعتدل المؤدي لما يطلب منه حسب المنطوق الشرعي,, هو اكثر الناس تقبلاً لما يواجهه اذ ان النفحات الايمانية وما تشرب به فكره من تأثير من التزامه بالواجبات الشرعية كل ذلك يمنحه الكثير والكثير من التوازن والاعتدال وراحة النفس واليوم يعود كثير من الناس بعد الاجازة فماذا سيقولون سيتحدث بعضهم الى بعض بالكثير مما واجهوه اثناء الاجازة وسيكون حديثاً ملوناً ومتناقضاً ومسعداً ومؤلماً وكل ذلك للتصور الخاطئ لمعنى الاجازة.
|
|
|
|
|
