|
| العالم اليوم
بالموقف الغامض للأمريكيين وتشدد باراك وتردده وبعد تزايد وتعالي أصوات طلب الثأر للشهداء الفلسطينيين وبالذات القادة الميدانيون للانتفاضة الفلسطينية الذين يستهدفهم باراك من خلال تشكيلةقوات خاصة لاغتيالهم والذين كان آخرهم وليس أخيرهم الشهيد ثابت أمين سر حركة فتح في مدينة طولكرم.
اليهود أيضاً ورغم أنهم لايحتاجون إلى من يحرضهم ويدفعهم للاجرام، أيضاً يطالبون بالثأر خاصة بعد ان تزايد نجاح الفدائيين الفلسطينيين في اصطياد المستوطنين والجنود الاسرائيليين وتزايد قتلى اليهود، ومع هذا التزايد والنجاح الفلسطيني فان العديد من العمليات الفلسطينية سيجعل من تواصل الانتفاضة الفلسطينية أمرا لابد منه أولاً لتحقيق الهدف الذي اندلعت من أجله ثم لوقف قطعان المستوطنين عند حدهم بعد ان زاد اجرامهم إلى مايمكن احتماله ولذلك فان التفكير بما يمكن ان يقوم به الاسرائيليون لوقف الانتفاضة يعد تفكيرا منطقيا بل حتى وقائيا وواجبا في مثل هذه التطورات.
واعتماداً على آراء العديد من رجال المقاومة الفلسطينية وحتى خبراء الاستراتيجية العسكرية والمتخصصين بالفكر الصهيوني الذي هو بمجمله فكر اجرامي فان هناك عدة خيارات منها:
* الخيار الأول: اعلان إسرائيل السيطرة على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يعني ضمها إلى دولة إسرائيل وقد سبق ان ناقشت الحكومة السابقة مشروعين للضم احدهما مقدم من وزير آنذاك اسحق موردخاي والثاني مقدم من وزير البنى التحتية اريل شارون نفسه حينذاك.
وهناك سابقتان للضم في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي من العام 1967م الأولى للقدس عام 1967 والثانية للجولان عام 1981 لكن الضم على خطورته لايعني ان نتيجته نهائية أو ميئوساً منها إذ قد يخلق نقطة تفجير فعلية للوضع الاقليمي.
* الخيار الثاني: فرض حصار شامل على الأراضي الفلسطينية واللجوء لاجراءات الخنق الاقتصادي باعتبارها سلاحاً فعالاً في حال تطبيقه على قطاع غزة وبعض المناطق الخاضعة للسلطة في الضفة حيث سيؤدي إلى حرمان العمالة الفلسطينية من سوق العمل الاسرائيلي وحرمان السلطة من المبالغ المجباة في اسرائيل والتي تحولها إليها مباشرة والمساس بحركة الاستيراد والتصدير والمعروف ان هذه الأموال التي تتراوح سنوياً بين (500 550) مليون دولار تشكل 52% من دخل السلطة المقدر بنحو 877 مليون دولار حسب موازنة عام 1998م.
* الخيار الثالث: زيادة حدة التحرشات الأمنية ومضاعفة كلفة المواجهة مع جنود جيش الدفاع باستخدام الرصاص الحي والاسلحة المحرمة دوليا وقصف الجموع بالمروحيات وهو ما يجري الآن بالفعل.
وفيما يتعلق بالموقف العسكري والسيناريوهات المختلفة المحتملة في حالة تصاعد الانتفاضة وتطورها إلى مواجهة عسكرية شاملة فإن الظروف الإقليمية والدولية قد تستبعد هذا، ولعل القرارات الامريكية محاولة لتنحية هذا الخيار.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
