| عزيزتـي الجزيرة
قبل ما يقارب عشر سنوات فقدنا عالماً من العلماء وفقيهاً من فقهاء نجد الكبار ألا وهو الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله السبيل الذي هو بحق يعد من علمائنا الأعلام في الفقه في العصر الحاضر ويعد واحداً من أوائل المدرسين الأفذاذ الذين تخرج على أيديهم عدد كبير من العلماء الأفاضل الذين يتبوأون الآن مناصب عالية في البلاد وواحداً من أشهر القضاة العادلين الذين نفع الله بهم نحواً من ربع قرن من الزمان العالم العامل الزاهد العابد الذي اتصف بالزهد والوقار وقلة الكلام والمحافظة على الوقت فقد أمضى عمره في طب العلم وبذله وفي التدريس والتصنيف والقضاء وانقطع في آخر عمره للعبادة وتلاوة القرآن الكريم ولهذا نفع الله به وبعلمه وتدريسه وقضائه فتتلمذ عليه كثيرون ونهلوا من علمه وفضله وأفادوا من سعة اطلاعه وتنوع مناحي علمه في التوحيد والتفسير والحديث والفرائض والفقه والنحو والأدب والتاريخ كما أفادوا من صفاته الشخصية كالرزانة وحسن السمت والتواضع والإكثار من ذكر الله والصلاح والتقى والانقطاع للعلم فكان رحمه الله متبحراً غزير العلم واسع الاطلاع في علوم متنوعة قال عنه فضيلة الشيخ عبدالله الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام (إن شيخنا رحمه الله كانت له اليد الطولى في علم الفقه والحديث والنحو والصرف وعلم المواريث) وغير ذلك من ثناء العلماء عليه.
وفاته:
أصيب رحمه الله قبل وفاته بأربع سنوات بجلطة يسيرة في المخ أصيب معها بثقل في اللسان ثم ازدادت معه هذه الجلطة حتى أفقدته القدرة على النطق مع ضعف في الذاكرة والجسم مما ألزمه الفراش مدة عامين حتى توفاه الله ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر صفر من عام اثني عشر وأربعمائة وألف من الهجرة وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن في مقبرة العدل وحضر الصلاة عليه وتشييعه جمع غفير من العلماء وطلاب العلم وتأسفوا على فقده وقد رؤي له قبيل وفاته وبعده منامات حسنة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
عمر عبدالله علي الراجحي
القصيم البكيرية
|
|
|
|
|