|
| الاخيــرة
كان الأفق ضيقا وكانت الأجنحة رحبة.
كان الطريق مسدوداً وكانت الخطى جموحاً.
كان الأمس طاعنا في السن وكانت تباشير الغد ممشوقة فتية.
وكان على الاجيال الجديدة ان تشمر عن ساعدها وساقها,.
والا جعدتها رياح التغيير التي كانت قد بدأت تضرب نعاس البلاد فلا ترحم الملتحفين بأمجاد مامضىاو مخاوف ما سيأتي.
هكذا اتخيل الواقع الذي خرج منه عدد ممن نعرف ولا نعرف من النساء والرجال الذين أرادوا مستقبلا غير مكبل بقيود التخلف العلمي والأدبي أو المادي لهذا الوطن,
ولما كان لابد للتقدم الى مجتمع من اولئك الرجال والنساء الذين يتشبثون ويدافعون عن مالا يباع ولا يشترى من قيم الحق والعدل في القول والعمل فان المهمة يصح فيها قول على قدر اهل العزم تأتي العزائم .
في تلك المرحلة من بداية (هجة النفط) اطل على ارض الوطن الجيل الأول من الأكاديميين السعوديين ولم يكن التحدي سهلا,, وفي تلك المرحلة بدأ الدكتور منصور الحازمي في مواجهة الشجون الأدبية والشؤون الاكاديمية والنقدية على الساحة الثقافية وفي الحرم الجامعي لجامعة الملك سعود.
كان منا ادباء واديبات من لم يرب اجنحة بعد ومع ذلك كنا نطير حتى نكاد نمحو السحاب فكان د, منصور الحازمي يجيد القراءة في شحن الكهرباء المتدفق في شح الماء.
كان منا طلاب وطالبات من لايعرف من البحر الا حرقة الحبر ومع ذلك كنا نبحر حتى نكاد ننجل الى امواج طائشة وكان الشاعر القابع داخله يعصيه على ان يضيق بطياش الامواج.
لم نكن نعرف من الابجدية الا انتفاضات الضاد وكنا ننتفض حتى تصطك اسنان غيلان اللغة بينما لم يكن مستعدا لمعاداة الابداع مجاملة لأي من اطراف الخصومة.
كانوا ينظرون شزراً إلى أدب الشباب فقام ومنذ ان كتب عن الخبز والصمت مجموعة القاص محمد علوان الأولى والى اليوم بهتك مكامن الدهشة والتجديد في ادب الشباب, وقف نقدياً مع ابداع الشباب في وقت كان انتاج الشباب الادبي شبهة او جريرة وجاءت جائزة الملك فيصل اليه هذا العام لتتوج موضوعيته النقدية هذه.
كان عدد من الادباء الشباب ينظرون بإشفاق وتمرد الى أدب الشيوخ فقام من خلال قراءته النقدية لعدد من اعمال الرعيل الأول من الحركة الأدبية الحديثة، احمد السباعي، الانصاري، ابراهيم الناصر وغيرهم وكذلك من خلال جمعه لنماذج من اعمالهم التي كانت متناثرة في صحف الامس بكسر حدة الهوة التي كانت بين اجيال الادباء, ومازال على سبيل المثال كتابه فن القصة في الأدب السعودي الحديث الذي صدر قبل عشرين عاما مرجعا للباحثين وطلاب الجامعة, وشاهدا على قدرته النقدية في التعامل مع الاضواء.
كانوا ينظرون بشك الى تعليم المرأة الجامعي فجاءت عمادته لمركز الدراسات الجامعية للبنات بجامعة الملك سعود عددا من السنوات في بداية تأسيس المركز الى ان سُلم من بعده الى عمادة نسوية تحديا لهذا الشك باستمرار وتطور مركز الدراسات الجامعي.
وهكذا بعض الناس يموت ويحيا قاعدا وبعض الناس يصل الى عمر التقاعد شامخا لا يشيخ وان ناخت كراسي الوظيفة لغيره ولعل في فوز د, منصور الحازمي بجائزة الملك فيصل وفي استمراره في بحوثه وعمله الاكاديمي ما يجعل جامعاتنا الموقرة ومنها جامعة الملك سعود تعيد النظر في مسألة تقاعد الاكاديميين وفي نظام التعاقد المعمول به حاليا بالنسبة للمتقاعدين من الاكاديميين فليس من المنطقي وليس من العملي الاستغناء عن الخدمة الاكاديمية والعلمية المميزة لهذا الجيل, والاجدى للجامعات ان تعطي للاجيال الجديدة فرصة ان ينهلوا من معين هذه التجارب المقطرة من عرق ورحيق الروح.
ولله الامر من قبل ومن بعد .
خاتمة:
والى د, منصور الحازمي باقة من السنابل بمناسبة فوزه بجائزة الملك فيصل.
|
|
|
|
|
