| الثقافية
هل مات الأدب,,؟ سؤال صدمني به احد الزملاء في هذه الجريدة,, والتساؤل حول الجدوى من هذه الصفحات الأدبية التي نسطرها حول القضايا الأدبية والثقافية.
ولاننا الى الآن نتكلم في مجاز الثقافة ونحن نقصد الأدب المنطوق والمكتوب فإن السؤال يستحق التقدير بل علينا ان نراجع هذه الصفحات الأدبية التي نسميها الثقافية وكتابها الذين لايقولون شيئاً في نظر الزميل وهل لا زالت هناك قيمة او جدوى من الاستمرار في كتابتها على انها نمط بصرف النظر عن الاحوال العامة ومجريات الامور في الحال الاجتماعي والفكري والسياسي,, وهل كتاب الصفحات الأدبية اناس فارغون يعيدون ويجترون ماكتبوه مستعملين قدرتهم الأسلوبية لتكرار الموضوع مرارا مخاتلين القارئ والمحرر من اجل الحضور والمعاش,, وهم في الغالب يلجؤون لنقد الشعر أو القصة لان النقد لاينطلق من حقائق تمكنت مراجعتها معهم.
لسنا في زمن من الازمنة التي يرغب بها الناس بالادب والكلام الطويل والمشكلة ليست في الادب نفسه بصفته مادة الثقافة الاولية المشكلة لكنها في المناسبةالاجرائية في زمن الادب.
هنا يصير من الحسن ان اعود لطرح اسئلة جديدة في مجال الثقافة واذا كانت اسئلتي في المرة السابقة عن الماهية فهذا اليوم قد تكون في الإجراء الثقافي والجدوى من الأدب والكتابة حوله.
لكي يبقى في الموضوع ما يسأله عنه ويناقش فإن الطرح في طرفيه الماهية والإجراء يأتي من حرص الكاتب على جعل السياق الثقافي في موضعه الصحيح كأساس لتحديد الهوية من جانب ومتراس للحياة الاجتماعية والتصور المحلي وسلاح للدفاع في مواجهة القادم القوي.
ومن الاسئلة التي يضيق بها الصدر في هذا السياق سؤال المثقف والمجتمع على حد سواء عن الجدوى من لعبة الثقافة وصراعها المعلوم سواء في صياغة 1 السلطة او صياغة الموقف للمثقف ازاء السلطة أو 2 السلطة الثقافية وهو ما يحمل المثقف أوزار 3 الصورة التي تضعه في صف المعارض فيصبغ بالصبغ الحزبي والايديولوجي وقد لايكون للمثقف الواقف خارج نطاق إدارة السلطة مناص من حماية موقعه حتى لو لم توجد الجدوى من التترس في موقع الثقافة الحلم الذي لا يأتي.
وقبل الذهاب بعيدا عن السؤال لابد من مناقشة الحالة التي يتحول فيها المثقف من طرف مقابل الى سلطة وهي حالة تأتي من استدعائه للخبرة فيجد نفسه في سياق القناعات الإدارية التي يمليها مطلب تثبيت الواقع السلطوي ومحاولة قفل الابواب التي تأتي منها رياح الاحلام العاتية للتغيير والتنوير.
ومثقف الإدارة او المعلق حولها في واقع الحال مثقف منطفئ الوهج ولا امل في عودته للإبداع حتى وإن استصنع ابداعاً خادعاً او استعان بغيره لذلك.
والمؤسف في عالمنا الثالث ان كثيرا من نخب المبدعين يخفت ضوؤهم بعد اكتمال التجربة وهم معلقون على جدار السلطة بانتظار شيء ما لا فهم يرتقون الى عالم الإدارة والسياسة الفسيح ولاهم بقوا حيث كانوا في عالم الثقافة الديناميكي وجدله المثير.
والسؤال في هذه المنطقة هل تذهب أرتال المثقفين والمبدعين بعد اكتمال تجاربه الى منطقة التحييد حول السلطة املا ورجاء للعطايا والمناصب وهم يعلمون ان برزخ المثقف لايعبر بحال الى المكان السياسي وفي السياق يأتي قفز الفارس لموقع الشاعر مع ان الفارس لايمكن بحال ان يتلبس دور الشاعر لكنه يتبناه هروبا من الغياب عن الذهن ورغبة في الخلود الذاتي.
وتلبس الفارس لدور الشاعر كان معروفا عبر العصور ويثير الكثير من الاسئلة حول ازدواجية الدور وكان في القديم يقبل من الفارس ان يكون شاعرا ليصف بتصريحه مواقعه وانتصاراته لكنه في هذا الزمن قد يجد من الوسائل مايغنيه في تبني دور الشاعر الفارس.
وفي العالم الثالث يجد المثقف نفسه رمزا للعمل الثقافي ولكن مع الحرمان من النعم التي يرفل بها من يسيرون في ركاب الوظائف او التجارة مما يجعل ثقافته تاج فقر معلن على راسه وكثير من الاحيان تقام للمثقف حفلات التكريم الإعلامية التي تكون في ترتيبها مناسبات لمسؤول او آخر ويحار المثقف عندما يزعم الجميع انه قد كرم ورفع ذكره وكل ماجناه قبض الريح بعد ان فاز بالمال صانع الوسام الحرفي واخذ هو وسام لايباع ولايشترى.
وفي الغالب يلقي المسؤولون الإداريون عبء المناسبات الثقافية علىظهر المثقف الذي عليه ان يجعل المناسبة ترفيهية بقدر المستطاع مع ان المثقف في معظم الاحيان يستجدي الترفيه لترويج بضاعة لان الترفيه بضاعة المثقف في نظر الجميع.
وفي الجانب الإجرائي ايضاً لابد من تفهم نوع الاستثمار الذي يمارسه المثقف وهو استثمار وطني في تنقية الضمير وبناء ثقافة ووعي الأجيال وهو استثمار طويل الأجل ولأنه من هذا النوع ففي الغالب تقوم الدول بالطبع ولأعمال ادبية وفكرية قد لايكون لها رواج ادبي في وقتها,.
othaimm@hotmail.com
|
|
|
|
|