| المجتمـع
* تحقيق : صالح العقيل
الدوام المدرسي في شهر رمضان موضوع تطرحه (الجزيرة) كعادتها في طرح المواضيع الحياتية الهامة,, وحيث إن رمضان الكريم شهر الصوم والعبادة,, شهر الصبر والتحمل,, شهر الرحمة والمغفرة,, فهل نتفرغ للصوم والعبادة أم نصوم ونتعبد ونعمل كسائر الأشهر الأخرى,, وان كان كذلك هل وقت الدوام المدرسي من حيث البداية والنهاية مناسب؟ وإن كان غير ذلك فما هي البدائل من واقع تجربة الدوام المدرسي الرمضاني.
وقد التقت الجزيرة بعدد من الممارسين للعمل المدرسي لأخذ رأيهم حول هذا الموضوع بعد انقضاء شهر رمضان فكانت تلك الآراء.
أ, محمد الأصقه مدير ثانوية المعتمد بن عباد قال: شهر رمضان شهر الصبر والتحمل وهذا معنى تربوي كبير للطالب والمعلم وغيرهما من الموظفين حيث يزول هذا المعنى اذا شعر المعنيون بحاجتهم للنوم حتى العاشرة صباحا أو قبلها، ومدعاة الى الكسل والسهر!!
ويترتب على ذلك ضياع الوقت الثمين في النهار مما يضطره للسهر بالليل من أجل قضاء حوائجه!! فماذا لو كان شهر رمضان كغيره من الأشهر مع تقليص وقت الدوام الى صلاة الظهر على سبيل المثال حتى يكون عونا للطالب والمعلم والموظف وغيرهم للراحة والاستزادة من العبادة بنفس منشرحة مطمئنة والتمكن من قضاء الحوائج بالنهار الذي جعله الله معاشا للعباد وهذا الوضع يساعد على تجنب السهر في الليل الذي جعله الله سكنا للعباد, فشهر رمضان له خصوصية يجب ان تراعى من حيث انه شهر القرآن وفيه ليلة القدر ويكون السهر فيه للعبادة والصلاة لا غير وخصوصا في العشر الأواخر منه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
كما تحدث الأستاذ بندر العمر وكيل مدرسة حول هذا الموضوع حيث يقول: لعلي أؤيد عدم تمييز شهر رمضان عن غيره من الأشهر من حيث الدوام بداية مع مراعاة نهايته حيث تكون بعد صلاة الظهر مباشرة,, وذلك من أجل بث روح الحياة في المجتمع وبيان ان هذا الشهر هو شهر العمل لا شهر النوم والكسل ولعل هذا الاتجاه أفضل بكثير من الوضع الحالي للدوام بسبب ان اعتماد الناس على هذا الدوام الحالي يؤدي بهم الى السهر في الليل الذي يترتب عليه التأخر عن الدوام الصباحي حتى وان كانت البداية هي العاشرة صباحا وقد يصل الى الغياب عن الدوام كليا، حيث وصلت نسبة الغياب على مستوى الطلاب بالمدرسة الى 100% مقارنة بالأشهر الأخرى, بالاضافة الى الازدحام الشديد بسبب بداية الدوام للطلاب والموظفين في وقت واحد هذا اضافة الى الازدحام الشديد بالليل في جميع ضروريات الناس كالأسواق والبنوك والشوارع وغيرها ذلك لأن النهار ضائع بين الدوام والنوم وبالنسبة للمرأة الموظفة التي نعلم ما ينتظرها بعد دوامها من عمل آخر بالمنزل.
كما تحدث الأستاذ صالح بن ابراهيم الحماد معلم بالمرحلة الثانوية حيث قال: ان السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يتركون حلق العلم في شهر رمضان ويتفرغون لقراءة القرآن لأنهم كانوا يميزون بين الفاضل والمفضول، وبما ان الدوام جزء من وقت الانسان بل شيء كبير من جهده فأرى أن يلغى الدوام في رمضان بحيث يكون التفرغ للعبادة وقراءة القرآن والاعتكاف وأعمال الخير والبر والتي قد تفوت في غير رمضان ويتكاسل المسلم عنها بعد رمضان، ولكن لا بد من عمل موازنة في هذا الخصوص بحيث يتجه الناس لربهم ولا يستغلون فرصة عدم وجود الدوام بالسهر على المعاصي ومشاهدة القنوات الخليعة وغيرها.
كما تحدث الطالب بالمرحلة الثانوية القسم الشرعي فهد بن صالح الزهراني حيث قال: لماذا ننسى بركة التبكير في شهر الخير؟ ولماذا نقلل المجهود والانتاج لأعذار واهية؟ إن تخفيض زمن الحصص الدراسية في رمضان أمر محمود وجميل وحذف الحصة السابعة كذلك أمر جيد ولكن هذه الاجراءات أليست كافية لتمييز شهر رمضان عن غيره من الأشهر من حيث الدوام بحيث تكون البداية كالمعتاد وتكون النهاية على غير العادة.
كما تحدث الطالب بالمرحلة الثانوية ناصر الرشيدي حيث قال: إن وضع الدوام الحالي غير مناسب لأمور الحياة الأخرى غير العمل,, فلو كان الدوام كباقي الأشهر مع التخفيف بحيث تكون النهاية بعد صلاة الظهر أو لو كان الدوام بعد صلاة الفجر مباشرة الى الساعة العاشرة صباحا وجعل باقي اليوم للاستثمار في العبادة ولانجاز الأمور الحياتية لكان أرجى وأفضل حيث نتجاوز كثيرا من الاشكاليات المصاحبة للدوام الحالي في شهر رمضان مثل السهر لقضاء الحاجات والازدحام الليلي لذلك، والعيش بوضع طبيعي كباقي أيام السنة.
كما تحدث المواطن مبارك معدي التميمي رب أسرة وولي أمر طالب حول هذا الموضوع بقوله: إننا كآباء نعاني كثيرا من الدوام الحالي في رمضان وذلك لأننا نواجه مشكلة السهر التي لا نستطيع التغلب عليها في هذا الوضع فالابن يسهر بحجة ان الدوام متأخر والموظف كذلك وهذا قد يعطل الحياة الانتاجية فتجد الناس دائما في رمضان يركضون بلا انتاج ولك ان تتأكد من ذلك في أي جهة حكومية، فلو كان الدوام المدرسي يبدأ كعادته في باقي أيام السنة وينتهي بعد صلاة الظهر مباشرة مع الابقاء على الاجراءات الحالية وهي تقليص زمن الحصص وحذف الحصة السابعة بحيث يكون دوام الموظفين متأخراً بعض الشيء عن بداية المدارس ونهاية دوامهم لتجنب الازدحام لكان أفضل بكثير وأرجى.
كما تحدث أ, ابراهيم صنيع المشرف التربوي في تعليم الرياض حيث قال: ان رأيي في هذا الموضوع هو أن يكون دوام المدارس الرمضاني عند الساعة التاسعة والنصف بحيث يكون زمن الحصة نصف ساعة أسوة بالجامعات التي فيها زمن المحاضرة 35 دقيقة حيث هذا الوضع في الجامعات يجعل من باب أولى أن يكون زمن الحصة في التعليم العام أقل!! وهذا يعني ان البداية ستكون مبكرة عند بداية الموظفين في القطاعات الحكومية الأخرى وكذلك مبكرة في نهاية الدوام عن نهاية دوام الموظفين وهذا سوف يساهم في تجنب الازدحام في الشوارع وسوف يتيح فرصة مراجعة القطاعات الحكومية من قبل المعلمين والطلاب، هذا بالاضافة الى انه لن يعاني منه الأب الموظف الذي يأخذ أبناءه الى المدارس الساعة التاسعة والربع تقريبا ومن ثم يذهب لعمله مبكرا، وبهذا يكون خروج الطلاب من المدارس عند الساعة 12,30 ثم يؤدون صلاة الظهر وينصرفون، أما وضعه الحالي فهو متعب في بعض الاشكاليات التي يساهم الوضع المقترح في علاجها.
|
|
|
|
|