|
| مقـالات
أبسط أمور الذوق ان نعترف بالجميل لأصحاب الجميل علينا ممن كانوا السبب بعد الله في احالة حياتنا الى واحة غناء سواء كانوا معنا أو بعيدين عنا، وان نعطي لكل ذي حق حقه، وان ننسب الفضل لأهله ممن يستحقونه فعلا لأن ذلك ان دل على شيء فانما يدل على مكارم الأخلاق وعلى رقي وسمو الانسان.
وانك لتعجب بالفعل من أناس وصلوا الى ماهم فيه من مراتب وشهرة على أكتاف الآخرين ويصرون بشدة على ان ذلك قد تم بجهدهم وعرقهم وانه ليس لاحد فضل عليهم.
نحن لا ننكر ان الانسان له جهده هو الآخر والا لما حصل على ما حصل عليه ولكننا لا ننكر أيضا ان هناك أيادي بيضاء كانت قد مدت الينا في يوم ما فهيأت لنا الأجواء المناسبة للمضي قدما نحو تحقيق أهدافنا ووضعت أقدامنا على الطريق الصحيح الذي نسير عليه وقد لا يكون ذلك بشكل مباشر وحرفي ولكنه قد تم بشكل ضمني وعفوي وعملي وعلى امتداد سنوات طويلة لم نشعر بها.
فنحن كلنا أنا وأنت على امتداد عمرنا وما حصلنا عليه من رعاية وعناية ودراسة الى ان وصلنا الى ما نحن فيه الآن, من له الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى وتوفيقه؟ من؟ انه الوالدان أو أولياء أمورنا ممن وجدنا أنفسنا تحت رعايتهم وعنايتهم.
صحيح ان الانسان فينا وفقه الله ولم يصبح في حاجة للآخرين ولله الحمد، ولكننا حينما نفكر بجدية لابد ان نعترف بأن هناك ألسنا تلهج لنا بالدعاء ليل نهار وفي ظهر الغيب وقلوب رحيمة تخاف علينا حتى لو كنا كبارا ولدينا أبناء وحتى لو كنا بعيدين او على سفر ونستطيع الاعتماد على أنفسنا وان هناك أشخاصا يفتخرون بنا ويتمنون لنا أعلى وأفضل المراتب العلمية والمهنية والاجتماعية.
هؤلاء الأشخاص هم الوالدان هم أبي وأبوك، أمي وأمك فماذا أعطيناهم في المقابل؟ وبماذا كافأناهم به؟ وانظر الى الوطن وماذا قدم لنا، لم لا يستحق منا رد الجميل وان أبسط رد له هو الخوف عليه والدفاع عنه والحفاظ على مقدراته ومكتسباته وتنميته بكل ما نستطيع.
وهذا فقط مجرد مثال بسيط جدا ولكن الحياة باتساعها وكبر حجمها وتعقيداتها وتناقضاتها أحيانا فيها الكثير من المواقف المختلفة التي تمر عليك فهل ننساهم لمجرد ان هناك أصحاب جميل وحق وأهل فضل عليك فهل ننساهم لمجرد ان عجلة الزمن تدور او دارت فانستنا اياهم؟ او لمجرد انهم هم أنفسهم انسحبوا من حياتنا وآثروا البعد عنا؟ فماذا يعني ذلك؟ هل هو مبرر كاف لنسيانهم وتجاهلهم؟
عد الى الوراء قليلا، ارجع الى سنوات الماضي قليلا حاول ان تعيد شريط الدراسة، وتذكر اساتذتك فقط، أليس منهم أو فيهم انسان تستحق ان تذكره بالخير حيا وميتا؟ أليس في تلك السنوات الماضية موقف وحيد يشعرك ان الدنيا بخير؟
وان لم تر ذلك كاف الآن، الا تعتقد ان هناك سببا كافيا لان تبتسم وتظهر على محياك بشائر السعادة؟ قد تقول انها ولت! لم يعد لها وجود! قد تقول اني استبدلتها بالحزن الذي أصبح ملازما لي وقد تقول وتقول ولا ألومك على ذلك، بل اقف همومك وآلامك فلديك منها ما يكفي بل أقف معك لأخرجك مما أنت فيه من كآبة، لأغير مفهومك التشاؤمي عن الحياة، ولأقول لك هناك اشخاص يستحقون على خلاف ما تعتقد فقط نحتاج كي نصل اليهم ونكتشفهم وهذا ما انا موجود هنا ومعك من أجله.
سوف أقف معك لأعيد الى شفتيك بريق ابتسامتك الآسرة التي بدأت تبخل بها على نفسك وعلى أقرب الناس اليك وأعزهم الى قلبك مع العلم انك لست بحاجة لاخراجها فهي موجودة بداخلك واستطيع ان اراها في وجهك حتى وان لم تتعمد اخراجها,,!,, طيب اضحك الآن ولا تعبس جالسين لنا سنة نمدحك الآن أفلا نستحق ابتسامة واحدة على الأقل؟ أم اننا نحن الآخرين من الأشخاص الموضوعين على القائمة السوداء والمحرومين من ابتسامتك؟ وما ذنبنا اذا كنا قد تعودناها منك، ولم نشعر بطعمها من غيرك؟ ما ذنبنا؟
عموما، أنا لا أريد ان أغير الموضوع ، بقدر ما اريد ان أؤكد على على حقائق اما غائبة عنا او تحتاج الى اعادة نظر تعطي الاعتراف بالجميل مفهومه الصحيح.
فالاعتراف بالجميل لا يكون بطريقة واحدة أو اثنين او حتى ثلاث، ابدا فهناك وسائل كثيرة يمكن ان نعترف بها بالجميل لصاحب الجميل والفضل سواء كان هذا الجميل لنا أو لغيرنا ممن يهمهم أمرنا.
فهناك رد الجميل بمثله كان تؤدي لي خدمة فاردها لك بخدمة اخرى مشابهة او مغايرة المهم ان تردها وهذا هو المتعارف عليها اجتماعيا ولكن هناك وسائل أخرى لا تقل أهمية وجمالا ومنها:
الشكر بكافة صوره وأشكاله، ارفع سماعة الهاتف ان شئت واطمئن على هذا الانسان ولو لدقائق معدودة أو ارسل له رسالة او بطاقة معايدة فقط لمجرد الاطمئنان وهذا نوع من التواصل المرغوب كأنك تقول له شكرا لأنك لم تنسني حينما غبت عنك، وشكرا حينما لم تخذلني وشكرا لأنك فهمتني,, الخ.
الاشادة به أمام غيره سواء بحضوره او في غيابه ذلك ان الاشادة بمناقب الآخرين أمام الآخرين شيء طيب ويدل على معدنك الأصيل وجوهرك الطيب.
الدفاع عنه ولو بالكلام حينما تلاحظ وتسمع من يحاول ان ينال منه أو يسيء اليه خاصة وان له معه مواقف مشرفة والانسان لا يجب ان ينسى الاشياء الحلوة بسهولة.
الدعوة له في ظهر الغيب لأن الانسان منا بحاجة ماسة للدعوات الصادقة النابعة من القلب التي توفقه في دنياه وآخرته.
البحث عن الأشياء أو المواقف المحببة لهذا الانسان وتذكيره بها من حين لآخر كأن يجب ان يسمع فهل كلمة حلوة أو موقف مميز فتقوله له وتستعيده معه.
مفاجأته من حين لآخر بأشياء حلوة غير متوقعة لطيفة.
أما ان أردت ان ترد الجميل لصاحب الجميل وبالذات من تشعر بحبه لك ومكانتك ومعزتك لديه فاحرص على ان يراك سعيدا لا تحرمه من ابتسامتك الحلوة احرص على ان تنتبه لنفسك وتحافظ عليها لأنك أمل بالنسبة له وشيء غال يهمه ان يراك سعيدا وفي حالة اشراق متجدد وتوهج دائم.
واعتقد ان من يقدر الجمال والذوق فلن يدخر وسعا في ايجاد الوسائل الجميلة والرائعة لرد الجميل لمن يعتقد انه اهل له بل وبامكانه ان يحيل الأشياء العادية الى أشياء أكثر تميزا, أليس الهام حينما تكون حزينه فان ذلك شيء مؤلم لأن اثر الحزن سوف ينعكس على كل من حولها؟ ولكنها هي نفسها يمكن ان تكون نوعا من الأمان النفسي لمالكها حينما يحتفظ بها ويقدر أهميتها وقائدتها والنواحي الجمالية فيها فالأسماء وغيرها من الأشياء تكون بقدر ما ننظر اليها بقدر ما نستخدمها ونستفيد منها.
وتذكر جيدا انني انا وغيري ممن يقدرون التضحيات الكبيرة والجمال حينما نرد الجميل اليك بأي شكل كان، فذلك لانك اهل له وانت أولى الناس, نريد باختصار ان نقول لك شكرا وليس الى شكر.
همسة
لقد كنت محقا في ظني,.
غير مخطىء في حدسي,.
فمنذ عرفتك لاول مرة,.
مذ سمعتك لاول وهلة,.
وبدون أدنى تردد,.
قلت في نفسي,.
انه هو ولا غيره,.
من يستحق اعجابك واحترامك,.
من يستحق عقلك وتفكيرك,.
من يستحق قلبك وحبك,.
***
فما شاهدته من روحك الحلوة,.
ما سمعته من صوتك العذب,.
ما شعرته من احساسك المرهف,.
وما لمسته من اعتذارك الرقيق,.
شدني اليك!
علقني بك!
أجبرني ان اعترف,.
بأنني أمام انسان رائع,.
أمام شخصية جذابة!
وأمام كل هذا,.
فكرت,, كيف أكافئك؟
كيف ارد جميلك؟
فوجدته لزاما علي,.
ان أكون قريبا منك,.
ان أواصل السؤال عنك,.
والتواصل معك,.
ان أداوم الحفاظ عليك,.
وعدم التفريط بك,.
ان أدعو لك بالتوفيق والسعادة,.
وان أعتذر ان لم اوفك حقك,.
فذلك أقل الجميل.
شيء لابد منه.
|
|
|
|
|
