| فنون تشكيلية
هكذا مر بنا عام كامل من الانجازات الابداعية التي تزينت فيها الرياض كعاصمة للثقافة العربية عام الألفين بعد بيروت والشارقة اللتين أخذتا دورهما في هذه المهمة التنشيطية لشحذ همم المثقفين العرب في كل مناهل ومصاب وثمار الثقافة.
والمبدعون هنا في الرياض وفي أنحاء الوطن عامة وبعد هذا الانجاز الرائع من الأنشطة ولكل القطاعات لا نعتبر تلك المناسبة أو ذلك الدور نهاية أو حداً يتوقف عنده العطاء بقدر ما كان ضؤاً عربياً يمر بعواصمها مروراً دورياً كاشفاً ما وصل اليه الابداع فيها سيعود يوما كما مر بنا وتلألأت أمامه نجوم فنون الأدب والثقافة السعودية في الرياض وفي مختلف مدن المملكة وقراها لهذا الابداع لم يكن مقصوداً بهذا العام ولن يكون معنياً به بقدر ما يقدم الاستمرارية ويحمل المسؤولين عنه أي سلبية أو قصور في فترة الاختيار السابقة والتي نجزم وبإذن الله أننا اجتزناها بكل تميز ونجاح وفي كل الواجبات الثقافية باطار خاص عربي الانتماء اسلامي المنطلقات والمبادىء بعيدة النظرة والترقب لمستقبل حافل بالانجازات الثقافية عبر الحلول والبحث عن الجديد من سبل تسهيل المهام في قادم الأيام.
لقد ودعنا عاما حافلا بكل شيء في هذا العالم السريع التغير والتبدل سياسة واقتصادا ومظاهر دمار حرب ومساعي سلام ورغم كل المتغيرات والمؤثرات الا ان الابداع الانساني ممثلاً في الثقافة بكل عناصرها ومبدعيها في الآداب والفنون كان أكثر صموداً وتماسكاً واستمرارا للتواجد والمساهمة نحو تأكيد معنى الحياة الحقيقي وتوثيق الواقع وشاهداً لا يمكن اغفال شهادته وناقلاً ذلك كله للأجيال القادمة.
وها نحن نضع أقدامنا في أول خطوات عام جديد في الألفية الثالثة والثقافة تقف راصداً لواقع الظروف والأحداث وتؤكد في حالة تألقها وثراء عطائها ما يعنيه الاستقرار والأمن في اي بلد من بلاد العالم وان ما يرى من تلك الوسائل ما يكشف مساحة تلك المتطلبات والأسس الهامة في بناء الفكر الانساني ولهذا ففي كل مدينة اختيرت لتكون عاصمة للثقافة العربية ما يكشف هذا الواقع ابتداء من بيروت وحالة الثقافة فيها بعد سنين عجاف دمرت الحرب الأهلية والاسرائيلية مجتمعة الأخضر واليابس فيها الا ان الأرض الطيبة الأصلية تحتفظ ببذورها لحين هطول المطر لتعود يانعة مزهرة كما هي حال بيروت الآن لتأتي بعدها الشارقة المشرقة ثم الرياض بيت العرب لننتقل الآن ومع اطلالة هذا العام الى الكويت عاصمة للثقافة وهي بالفعل مهيأة لهذا الدور.
وان كان لنا ما نقوله عن الفن التشكيلي باعتباره أحد روافد نهر الثقافة والابداع وما قدم له هذا العام فان الشكر مرفوع باسم كل الفنانين في الوطن العربي قاطبة والفنانين في المملكة العربية السعودية بوجه خاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ولسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز على ما قدموه من دعم وتوجيه لهذا الفن حتى تحقق له التواجد المشرف في هذه المناسبة محلياً عبر المعارض التي تقام في مختلف مناطق المملكة أو ما تمت استضافته من معارض عربية قدمت خلالها الشؤون الثقافية بالرئاسة جهوداً رائعة يشهد لها الجميع حتى بلغ عدد المعارض التشكيلية لهذه المناسبة ما يزيد عن الاثنين وستين معرضاً منها سبعة معارض عربية مستضافة.
لماذا لا نفوز في البيناليات الخارجية؟
نعم لماذا لا نفوز في مشاركتنا الدولية خصوصاً البيناليات العربية في مصر وفي الشارقة، سؤال قد يكون محرجاً فتلك هي الحقيقة أمام ما نشاهده من فوز أعمال أقل مستوى مما يقدمه الفنانون السعوديون وفي العديد من تلك المناسبات, ونحن هنا لا نتهم جهة بعينها فالمسؤولية يتحملها أحد الأطراف التالية:
الطرف الأول هي اللجنة المعنية بالاختيار من الجهة المسؤولية في المملكة، والطرف الثاني هم أعضاء لجنة التحكيم في البيناليات, الطرف الثالث الفنانون التشكيليون وبين هؤلاء وهؤلاء أكثر من تساؤل مع اننا نبرىء لجنة الاختيار التي تسعى دائماً لتقديم الأعمال المناسبة ولديهم إلمام كبير بنوعية الأعمال الأخرى المشاركة في تلك المسابقات وما تقدمه ينطبق عليه القول الجود من الموجود لهذا فالأمر مرتبط بالفنانين المشاركين أو من يقدم مشاركته للجهة المعنية بالاختيار وأهمية البحث عن سبل المنافسة لا أن يقدم أعماله تحصيل حاصل وشختك بختك كما ان للجان التحكيم في تلك المعارض أو البيناليات العديد من الملاحظات ومن الفنانين في نفس الدولة خصوصاً بينالي القاهرة أو ترينالي الأسكندرية بناء على ما تطرحه الصفحات الفنية, وأصبحت مشاركات الدول الأخرى ومنها مشاركاتنا في مهب الريح, ورغم تلك المواقف الا انها لم تمنع الفنان السعودي من التواجد العربي، لكن عليه الاهتمام بما يقدمه كما ان على المعنيين بالتحكيم في تلك المعارض احقاق الحق بعيداً عن العاطفة.
هدوء للعاصفة التشكيلية في الجنادرية
مشاركة الفن التشكيلي في مهرجان الجنادرية يمر حالياً بحالة هدوء على غير عادته كل عام اذا كان يسبقه العديد من الفلاشات الاعلامية والاعداد والتنسيق, الا ان الكثير من الفنانين يتوقعون حضوراً فاعلاً لهذا الفن لهذا العام.
الجدير بالذكر ان مهرجان الجنادرية قدم الكثير للفن التشكيلي وفي كل مواسمه السابقة كان أبرزها المسابقة الكبرى والتي خصص لها ثلاث سيارات فورد كانت من نصيب ثلاثة من الفنانين البارزين, ورغم ان الوقت في عده التنازلي لانطلاقة المهرجان لهذا العام الا ان المتوقع للفن التشكيلي الكثير من المساهمة والتفاعل.
|
|
|
|
|