سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الاستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
تعتبر الخطوط السعودية سفيرنا الطائر في ارجاء العالم قاطبة,, عليها يخفق شعار المملكة الاخضر,, ولاشك ان ما يهمها يهمنا، وما يؤرقها من مشاكل يؤرقنا فنحن احرص على سمعتها ومكانتها,, وليس هناك شيء كامل ابدا ولقد أثبتت الخطوط السعودية تفوقاً على غيرها في مجال التموين الذي يعتبر تموينا فاخراً,, ولكن ما يؤرق ركاب السعودية هو التأخير في الرحلات دون إعلامهم وتجاهلهم,, أو إخبارهم عن التأخير عند الحضور الى المطار ولساعات مملة من الانتظار في صالة المطار,, ويؤرق الخطوط السعودية أيضا مشكلة التخلف عن السفر,, ولكن قد يكون عدم الثقة متبادلا فالتخلف عن السفر ناتج عن التأخير المستمر في رحلات السعودية وفقدان الثقة فيها بسبب هذا التأخير غير الطبيعي في رحلاتها والذي يلاحظ في غير الخطوط السعودية حتما ولكن لم تخبرنا السعودية عن نسبة التأخير في رحلاتها,, كما اخبرتنا عن عدد الركاب المتخلفين سنويا عن السفر,, واعلم تماما ان الخطوط السعودية هي بين نارين,, أو أمرين أحلاهما مر,, إما ان تستخدم أسلوب الحزم والشدة مع العملاء,, وتفرض عليهم الالتزام بالسفر,, فيحدث ان تتأخر الرحلة فتخسر السعودية عملاءها,, أو ان توليهم الثقة فيخلف كثير منهم فتخسر أموالا,, وقد سمعت عن رقم مهول لعدد الركاب المتخلفين عن السفر سنويا جعلني أعيد الحسابات وأشفق على خطوطنا الوطنية وأميل الى جانبها من هذه الخسائر الهائلة سنويا, لكم ان تتصوروا الهدر الناتج من تخلف حوالي 4 ملايين مسافر سنويا على الخطوط السعودية ولنفترض ان متوسط قيمة التذكرة ألفا ريال يلاحظ ان هناك تذاكر أعلى من هذا السعر وهناك ماهي أقل منه لتصبح القيمة الاجمالية المهدرة 4 ملايين x 2000 أي 8 مليارات ريال سنويا تقريبا تخسرها الخطوط السعودية وتعيق خطط تطويرها، ويجب لهذا التكاتف معها وتشجيعها ولكن بيد السعودية حلول عديدة لهذه المشكلة لا أدري لماذا لم تبادر اليها وأسوقها لمعالي الدكتور خالد بن بكر لدراستها,, وأثق في استجابته ورده عليها.
أولا: من المعروف ان شراء التذاكر كما يقول لنا موظفو السعودية هو قبل 24 ساعة من اقلاع الطائرة,, أي تأكيد الحجز ولكن التذاكر يمكن استرجاع قيمتها في حالة التخلف عن السفر مع الخصم الطفيف,, ولكن بعد اصدار كرت صعود الطائرة ولو قبل ساعتين أو 5 ساعات على الأكثر قبل صعود الطائرة فسيحل هذه الأزمة حتما كما اقترح ان يتم اصدار بطاقات صعود الطائرة على الرحلات الدولية الطويلة قبل يوم أو يومين من السفر فمن الصعب التفريط في مقعد لمجرد استهتار راكب وعدم الغاء حجزه,, كما انه ليس من المعقول ان يعدل راكب كان في خططه أو برنامجه السفر سفرا دوليا طويلا,, هكذا الا اذا كان ذلك تهاونا منه وحجز لمجرد التكهن بالسفر,, وهذا الاجراء سيوفر بلاشك مقعدا لراكب هو في أمس الحاجة اليه وسيحل أزمته.
ثانيا: وضع الركاب المحتاجين للسفر على قائمة الانتظار,, وحضورهم الى المطار في آخر لحظة هو حل تقوم به الخطوط السعودية حاليا ولكن آلية تطبيقه ربما انها أضعفت ثقة الركاب في الخطوط السعودية,, ولا اعتقد ان هناك راكبا سيحجز للانتظار عبثا الا اذا كان مضطرا الى السفر,, ولكنه يفاجأ أثناء حضوره الى المطار باغلاق باب الطائرة قبل زمن اقلاع الرحلة على الرغم من وجود مقاعد شاغرة على الطائرة,, ان هناك أمرا غامضا لا بد ان تقوم خطوطنا بتوضيحه وجلاء الامر أمام عملاء السعودية الكثر الذين يهمهم معرفة الأمر,, وهو لماذا تقلع الطائرة وفيها مقاعد خالية كثيرة على الرغم من حاجة الركاب الى السفر,, مع ان موظفي السعودية يقولون ليس هناك امكانية ونربأ بموظفي السعودية وجهازها من الكذب,, ولكن قد يكون هناك امر ملتبس يجب توضيحه,, فما دام ان السعودية نفسها تساعد على التخلف ولا تحرص على مصلحتها فبالأولى عملاؤها الكثر,, كما ان هناك أمرا آخر يجب توضيحه وهو توقيت اقفال باب الطائرة هل هو قبل ساعة من السفر كما يقول موظفو الخطوط السعودية في الرحلات الداخلية فما هو الحل اذا حضر أحد الركاب متأخرا ولنقل قبل ربع ساعة من الاقلاع مع وجود مقعد شاغر في الطائرة له ولم يشغل براكب انتظار,, هل يرد على اعقابه وقد حصل له ظرف طارىء أخره عن السفر,, هذا ما يحصل فعلا من موظفي الخطوط السعودية,, واعتقد ان الأمر عشوائي,, وبحاجة الى دراسة وتنظيم وتطبيق نظام مراقبة الأداء والتأكد من قيام موظفي السعودية بأداء اعمالهم على أكمل وجه فإن فقدان الثقة سهل ولكن إعادتها صعبة جداً.
ويوضع الركاب على قائمة الانتظار وحضورهم الى المطار فلا أعتقد ان هناك أحدا سيتخلف عن الصعود الى الطائرة من الموجودين الا إذا كان هناك ركاكة في الاداء من موظفي السعودية أو تخلف اكثر من 50% ممن حجزوا على الرحلة أصلاً,, وعلى هذا فإن على السعودية دراسة نسب التخلف على كل رحلة.
ثالثاً: هناك اقتراح اقدمه الى خطوطنا العملاقة وأعتقد انه الأسهل والأكثر فائدة لها وكسبا لعملاء كثر,, وهي تطبيق مبدأ الثواب قبل العقاب لتحفيز الركاب غير المحتاجين أو الذين يعدلون عن سفرهم على الغاء حجوزاتهم وهو وضع حوافز مادية لمن يقوم بالغاء حجزه قبل وقت كاف من الرحلة وخصوصا الرحلات التي تشهد كثافة عالية من الركاب وتمتلىء مقاعدها بالركاب دوماً,, كأن يكون هناك اعطاء تذكرة سفر داخلية مجانية لمن يلغي حجزه مرتين على رحلة دولية طويلة,, أو إعطاء تخفيض بنسبة 50% أو 40% لمن يلغي حجزه مرتين أو 3 مرات على رحلة داخلية,, وقد يقول البعض ان ذلك سيدعو الكثيرين الى حجز حجوزات وهمية ثم الغائها لاحقاً بغرض الحصول على هذه التذكرة أو هذا التخفيض,, فأقول حسنا,, ان ذلك كسب للعملاء ودعاية للخطوط بصورة غير مباشرة كما يحصل تماما في جوائز المسابقات,, فما دام انه ألغى حجزه قبل وقت كاف فليس هناك اي مشكلة قد وفر المقعد لراكب آخر,, كما انه يمكن وضع هذا الحافز سنويا لكل راكب واجهزة الكمبيوتر في الخطوط السعودية ليست بهذه الدرجة من الغباء فستعرف من يتكرر منه الحجز والالغاء وبهذا يتم حل المشكلة, إن هذا حل يحفز المسافرين على الاقبال على الحجز والغائه اذا حصل لهم ظرف طارىء كما انه حفز مادي ومعنوي لهم على الغاء الحجوزات في حالة حصول هذه الميزات لهم وان تكسب السعودية هؤلاء بتذاكر مخفضة بدلاً من اقلاعها ومقاعدها خالية,, واعتقد ان قوانين السفر الدولية تساعد على مثل هذا الاجراء اذا كان فيه حل لمشكلة قائمة,, هذا اقتراح اسوقه لخطوطنا واتمنى تطبيقه ولو تجريبياً وستكون النتائج باهرة حتماً, والله الموافق.
م,عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع
|