تجترنا الذكريات التي نعتبرها جزافا (جميلة) نعم هي جميلة كذكرى ما فرط من العمر فتوة وشبابا,, لكن قد تكون في تلك المرحلة منغصات تنسيناها حلاوة اليوم ولله الحمد ,, عموما حقا ان الماضي له طابع جميل ورائع في ذاكرة الزمان,, دعونا ننظر لذلك من زاوية العيد,, فعيد رمضان,, او عيدالفطر,, او العيد الصغير,, وغير ذلك من المسميات,, له طابع بالفعل بعيدا عن الانشغال باللحم والقريد,, وتلطيخ الثوب الجديد!!
العيد ايام صبانا كان له (رونق فضفاض) يترع من براءة الابتسامات والتلقائية,, في ليلة العيد,, كنا نلاحظ ثياب العيد وترتيب ما فيها من شروخ وطراطيع وغير ذلك من الحلوى والقريشات,.
في صباح ذلك (تخوطف عيوننا طائر الخواطيف) وفرقعة طراطيع تدوي,, وصيحات الاطفال,, كانت جل أحياء الرياض كما قريتنا,, البسط افترشت الطرقات,, وصوت الخطيب يرتقي أفق القرية مدوياً ,, الجميع يلبس الجديد لانه يوم عيد,, سلام الكبير على الصغير والصغير على الكبير كان عيد التواضع والتسامح حقيقة,.
انواع الصحون من الأكلات الشعبية مقنطرة على تلكم البسط البالية,, (جريش,, مرقوق مطازيز,, مردود,, حليج,, طبيخ) الرز مع السمن او اللحم ان وجد آنذاك,, (يالله حية ,, عيدك مبارك ومن العايدين) هذا هو ملح العيد,, عبارات مازالت ترن في سمع القرية,.
امرأة في (سوابيط) القرية تسحب عباءتها في الارض لتثير غبار الارض ويعلق بطرف العباءة اعواد وأوراق وغيرها كان منظرا جميلا حقا,, رائحة الغبار الجدران والطراطيع أو (الطعطعان) بأنواعه,, صبايا العيد يلبسن البخنق ,, والملابس اللامعة البراقة,, لتزداد الصبايا جمالا,, كما هي القرية,.
بيت العيد أو حوش العيد يجتمعن به الصبايا من بنات القرية ليغنين لفرحة العيد والردح (والطار السامري,, مشاغباتنا كفتيان لتلكم كان لها صدى في سمع القرية,, في عصاري العيد الرجال (يشيلونها عرضة) من الفلكور المتعارف عليه,, اناشيد العرضة الحماسية تهز مهاجع الفرح,, هذا فلان يتنكس بالسيف,.
والآخر يتمايل في العرضة في رقصة مموسقة,, وفي رتم معروف ,, صفوف تتمايل من الشباب والشبان والكهول أيضا,.
نكون في الهزيع الاخير من غروب الشمس قد انهكنا التعب ونستلقي للراحة مؤقتا حتى يؤذن (العتيم) اي العشاء الأخير لكي نصلي ومن ثم ننام من الارهاق,, كم انت جميل بأعيننا الذين فرط من اعمارنا وكما قال الشاعر حمد الحجي يرحمه الله:
يا عيدو وافيت والأشجان مرخية
سدو لها ونعيم الروح مفقود |
وهكذا العيد زمان,, بعكس عيد الحاضر الملوث بما يسمى بالحضارة,, والنظارة,,!!
شتان بين ذا وذاك ,, وعيد جيلنا يختلف أيضا عن عيد الآباء والأجداد وشظف العيش وكيف كان العيد زمان,, زمان,, ولعل الايام القادمة تسعفني ان اتحدث عن العيد العتيق جداً,, كما يحبذ الاحباب من الزملاء المشرفين على هذه الصفحة العيدية,, وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
حمد بن عبدالرحمن الدعيج
|