| الاقتصادية
أدى التقدم الذي تشهده معظم المجتمعات في ميادين الحياة المختلفة الى كثير من التعقيد في جوانب متعددة من حياتها ومن تلك الجوانب ما يتعلق بالأمور الاقتصادية وترتب على ذلك صعوبة فهم الكثير من الأحداث والتغيرات الاقتصادية وكذلك صعوبة اختيار القرارات الاقتصادية المناسبة سواء ما يتعلق بالاستهلاك او بالاستثمار.
ويمكن ارجاع هذه الصعوبة الى عدة عوامل من أبرزها كثرة البدائل وتنوعها سواء الاستهلاكية او الاستثمارية وتجددها باستمرار وبشكل اكثر تعقيدا حتى اصبح اتخاذ العديد من القرارات الاقتصادية يتطلب استشارة المختصين او على اقل تقدير القيام بجمع قدر كبير من المعلومات والبيانات حول المنتج ومن ثم دراستها ثم اتخاذ القرار الملائم.
وهذا العامل يجر الى عامل آخر لا يقل أهمية عن الأول يسهم في ايجاد رؤية ضبابية للعديد من جوانب الحياة الاقتصادية هو صعوبة فهم البيانات والنشرات الاقتصادية نظرا لتعقيد اللغة الاقتصادية المكتوبة بها حتى اصبحت قراءة بعضها أشبه ما تكون بقراءة طلاسم أو ألغاز, ومن الأمثلة على ذلك ان بعض من يقوم ببيع وشراء الأسهم عن طريق الانترنت لا يحاول قراءة التقارير والتحليلات المالية والاقتصادية المرتبطة بالسوق او بالشركات محل الاهتمام، ويعلل ذلك بعدم إمكانية فهم كثير مما يرد فيها من مفردات وتعابير اقتصادية وانها مكتوبة بلغة غير مفهومة.
وهذه الاشكالية ليست محصورة في غير المتخصصين بل ربما شملت المتخصصين ممن لا يتابع المستجدات في تخصصه, ويكمن الحل ولو بشكل جزئي في اهتمام المتخصصين واقتناعهم بضرورة ايجاد كتيبات ونشرات تعين غير المتخصصين على فهم التعابير والمفردات الاقتصادية المعاصرة وكذلك تسهل عليهم فهم اللغة الاقتصادية المستخدمة حاليا وبخاصة في الجوانب التي تكون الحاجة لها ماسة ولعل هذا من الأمور التي تساعد الكثيرين على متابعة المتغيرات الاقتصادية واستيعابها.
* قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|