| الاقتصادية
* برلين ق,ن,أ
يتدفق كل اسبوع سيل من عمال النظافة والبناء والنجارة وغيرهم من أصحاب المهن المتواضعة التي لا تحتاج الى مهارة كبيرة من بولندا وجمهورية التشيك الى الحدود الألمانية بحثا عن فرص عمل داخل حدود أقوى دولة اقتصادية في أوروبا.
ومن المتوقع ان يتحول هذا السيل المتدفق وبسرعة الى فيضان من العمالة الرخيصة داخل ألمانيا التي تعتبر رواتب العمال بها الأعلى بين دول العالم مما اضطر المستشار الألماني جيرهارد شرويدر الى بحث المشكلة وفرض قيود وقائية على العمال القادمين من تلك الدول التي تستعد للانضمام للاتحاد الأوروبي.
ويقترح شرويدر ألا يتم السماح للعمال القادمين من دول مثل بولندا والمجر وجمهورية التشيك بالدخول الى سوق العمل في دول الاتحاد الأوروبي الا بعد الانتظار لمدة سبع سنوات من تاريخ انضمام تلك الدول للاتحاد.
وفي الوقت الذي سارع فيه العديد من القادة السياسيين والمسؤولين في الدول التي ستنضم رسميا الى الاتحاد ربما في غضون أربع سنوات من الآن أصر رؤساء وزارات الولايات الألمانية الشرقية على ان تكون فترة الانتظار بالنسبة لعمال وسط أوروبا أكثر من سبع سنوات.
وتحذر دول شرق أوروبا والتي تعاني من ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة من المخاطر التي يمكن ان تترتب على تأجيل عملية توسيع الاتحاد شرقا.
وكانت قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في وقت سابق من هذا الشهر بمنتجع نيس بفرنسا قد وافقت على الخطط الخاصة بضم حوالي 12 دولة من وسط وشرق أوروبا الى التجمع الغربي تدريجيا أي ما يقرب من عدد الدول الأعضاء حاليا بالاتحاد اعتبارا من عام 2006م,وتؤيد ألمانيا بقوة عملية توسيع الاتحاد الأوروبي حيث ترى ان تلك الفترة الانتقالية ضرورية لحماية أسواقها الشرقية ودعم منافستها في الأسواق الجديدة.
ويصل معدل البطالة في شرق ألمانيا الى حوالي 16 في المائة أي ضعف النسبة المسجلة بالجزء الغربي للبلاد كما ان الصناعات التصديرية ضعيفة أيضا في خمس ولايات جديدة خرجت من رحم ألمانيا الشرقية سابقا.
وبرغم ان الأحوال في الجزء الشرقي من البلاد ما زالت أقل منها في غرب ألمانيا إلا ان العديد من الشركات الألمانية تجاهلت تلك الولايات الخمس الجديدة واستثمرت أموالها بدلا من ذلك في دول وسط أوروبا مباشرة حيث تقل تكاليف الصناعة هناك وتتمتع اقتصادياتها بدرجة نسبية من الاستقرار والعمالة المهارة.
ونتيجة لذلك أصبحت ألمانيا شريكا تجاريا أساسيا ومستثمرا أجنبيا رئيسيا أيضا في العديد من الدول المرشحة بقلب أوروبا للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وشكلت صادرات وسط أوروبا بالتالي احدى القوى الأساسية التي ستساهم بفاعلية في دعم خطط التحول الى اقتصاديات السوق بتلك الدول الشيوعية سابقا وفي اتجاه الاندماج في الغرب.
|
|
|
|
|