| مقـالات
تتضاءل الطموحات,, وتتهالك الأماني,, تنطفىء شموع الآمال الكبيرة في مواقد الحياة,, تتعثر الخطى,, تتلاشى الأحلام,, تضيع الرؤى,, وتسقط كل احتمالات الآتي في قيعان الألم وتتحول كل النهايات إلى شيء أشبه بالموت تثير في الواقع الإحساس بالرعب، وتتطور الأحداث المحزنة تصادم بين العواطف يمزقها صراع الإنسان بين العقل والقلب والمعادلة غير صائبة بين الإرادة البشرية وأحداث هذا العالم الناتج عن معطيات ومحصلات تجارب وقضايا عديدة.
تتلاشى الأحلام,, فتجد نفسك في تصادم مع مواقف وقرارات مصيرية تجبرك على البحث عن حل لعقدة الصراع بداخلك حول أهواء متعارضة وآراء متباينة ومتعددة المعاني ويظل الإنسان مسيراً ومخيراً في دائرة هذه الحياة فهو عدو لما جهل,, وحانق على ما خسر,, وخائف من القدر ولاهث خلف الأمل.
يتساءل هذا الإنسان عن ماضيه فيبكيه ويتألم من حاضره فيخفيه,, ويخاف من مستقبله فيشقيه!! يعيش متأملاً في حياته بين الهدم والبناء متسائلاً عن تلك المشاعر والأحاسيس المبعثرة تارة والمتجددة تارة أخرى الواضحة الغامضة,, الصادقة الكاذبة,, الجميلة القبيحة، يشده واقع الظروف الاجتماعية والدوافع الخلاقة في بنائه من جديد ويقف أمام نفسه في مكاشفة ذاتية كيف يبدأ من جديد؟! فيحاول التحليق في آفاق الحياة ثم يعود لنفسه محتجاً على تفسير مواقفه وخلجاته فماذا عليه ان يقدم كضرورة أولية لحياة جديدة؟! ماذا عليه أن يوجد لإعادة بناء ما هدمته السنين من استحالة الإقدام نحو مساكن متساقطة الزجاج فأبدلت بالفولاذ وأغلقت النوافذ عن رهافة الحس وخيال الشاعر وتحولت إلى شيء أشبه بالخريف,, المودع لكل جمال,,!.
إن الإنسان هنا ينطلق في فضاء الوحدة محلقاً بين وعي الذات من (انفعالات وإدراكات حسية وإحساسات) فيقبل تارة ثم يدبر تارة أخرى ثم يقف متعجباً من الهواجس الذاتية والمخاوف المخبأة في قاموس وقته فيخاف يمضي ويرحل يمارس كل معاني النهاية ويصوغها في واقعه ولا يلبث حتى يفشل في تحقيقها فيحاول مرة وأخرى أن يعيد جزءاً من كيانه يساعده على تأدية الوظائف الاجتماعية ولاينسى نفسه القابعة في مساكن الإدراك والتفكير فيجمع قواه لأنه يدرك ما يريد ومايفكر به بعمق غير أن الإدراك والتفكير مصدرا تعاسة له,, لفهمه الكثير من تناقضات المجتمع الخارجية والداخلية ولفهمه ايضا للتفاعل بين عمليات التفكير وعلاقتها بالمشاعر في تفسير معاني (النفس، الإدراك، الفكرة) والتي تجعله حائراً تائهاً بين مايريد وما الواقع عليه!!.
إن هذا العالم المحيط بنا غير متناه كما وأن الزمان والمكان يبعثان إيقاعات حياتية تؤثر في الوجدان والتعبير وتشعرنا بأن الإنسان الذي عاش قبلنا مارس التوافق والتنافر كما وأننا في كل زمان ومكان نمارس الصراع بين العقل والقلب بأفكار ومضامين تتعلق بالانفعالات النفسية والظروف الاجتماعية بحثاً عن المتفردين لدينا والمتميزين إحساسا وفكراً والقادرين على اختراق ما عجز عنه الغير فيما يشعرنا بجمال الحياة ومعانيها.
|
|
|
|
|