| مقـالات
ويتواصل الحديث عن المشكلات السلوكية في مدارسنا، فقد سبق أن أشرنا إلى أن هناك انطباعاً عاماً لدى التربويين وإن كان غير موثق بأن سلوكات طلابنا أصبحت في العموم تفتقد إلى الانضباط والالتزام بالحدود المرضية والمقبولة من التعامل مع أنفسهم ومع الآخرين، سواء داخل المدرسة أو خارجها, وبما أن المدرسة تتحمل جزءاً من مسؤولية اصلاح هذا الخلل فكان لابد أن تبني المدرسة البرامج العلاجية كما تفعل مع برامج معالجة الضعف الدراسي وأن تهيئ للمعلمين فرص الاعداد والتدريب التي تمكنهم من علاج المشكلة من جذورها، لكن شيء من هذا القبيل لم يتحقق بعد, إن دور المدرسة يجب أن يتجاوز تزويد الطالب بالمعارف على أهميته ، وهي مهمة توشك أن تختفي مع ظهور سيطرة تقنية المعلومات, ولحسن الحظ أن مشكلات الخلل السلوكي يمكن مواجهتها بأساليب تدريب واستراتيجيات وطرائق تدريس أصبحت معروفة في الوسط التربوي وللحديث بقية.
الوزارة الصابرة
في ظني أن وزارة المعارف وزارة مكافحة مثقلة بهموم وآمال هذا الوطن، وهي في سبيل تحقيق رسالتها تبذل جهوداً كبيرة, فوزارة المالية تحمل على ميزانية المعارف تكاليف اقامة آلاف المباني المدرسية في الوقت الذي تواجه فيه الوزارة مشكلة مقابلة احتياج الزيادة الكبيرة في اعداد الطلاب القادمين إليها, ومن جهة أخرى، تواجه وزارة المعارف وتحاور بصدر رحب نقد المجتمع اللاذع لمناهجها وبرامجها، وهي أيضاً تعتبر الموظف الأكبر للمواطنين, كما أن الوزارة تستهدف سنوياً ساكني الهجر والقرى بحملات توعوية دينية وصحية وثقافية.
وعلاوة على ذلك وجدت الوزارة نفسها مسؤولة عن الآثار والمحافظة عليها، اضافة إلى مسؤوليتها عن نشر دور المكتبات العامة في طول البلاد وعرضها, وتعمل الوزارة كذلك على اعداد معلمين في جميع التخصصات التي تخدم مناهجها بما في ذلك الحاسب الآلي واللغة الانجليزية ولو لم تتناول الوزارة هذا الأمر بنفسها لكان على أرضنا الآن خمسون ألف معلم متعاقد، فرضت الحاجة إليهم التنازل عن جودة أدائهم , وفي هذا المقام لا ننسى أن الوزارة تنفذ حالياً مشروعاً وطنياً رائداً ألا وهو مشروع رعاية الموهوبين، تلك الفئة التي تتعلق بها آمال الوطن الكبيرة, وفوق ذلك كله تعمل وزارة المعارف حالياً على تحويلنا إلى مجتمع معلوماتي وذلك من خلال مشروع وطني.
ان سرد الحقائق أعلاه لا يعني أن كل ما يجري في هذه الوزارة من ممارسات هو نموذج يحتذى به، ولكن أمام كل هذه المسؤوليات الجسام الممتدة لابد وأن نتوقع ظهور بعض الهفوات، بل والأخطاء أحياناً.
E -mail:Alomar20@ yahoo.com
|
|
|
|
|