أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 31th December,2000العدد:10321الطبعةالاولـيالأحد 5 ,شوال 1421

وَرّاق الجزيرة

الاستيطان في وادي حنيفة قراءة تأملية للماضي!
إبراهيم بن عبدالله السماري
الاستيطان في وادي حنيفة من القرن الأول حتى منتصف القرن التاسع الهجري عنوان دراسة أثرية للأستاذ عبدالله بن محمد الراشد نال بها درجة الماجستير في الآثار من جامعة الملك سعود في الرياض بتقدير ممتاز، وصدرت في كتاب طبع على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض.
والدراسات الأثرية إذا روعيت فيها الموازين الشرعية ذات أهمية قصوى في تحليل احداث التاريخ والتطورات الاجتماعية بما فيها من عقائد وأعراف وتقاليد ونحو ذلك، فهي في ضوء هذا المنظور مصدر مهم من المصادر التاريخية.
لا ريب ان بعض الأحداث التاريخية لا يمكن تفسيرها أو فهمها بمعزل عن بيئتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية، ونظراً للفارق الزمني الكبير بين الحدث وتفسيره فإنه لم يبق من الوسائل المتاحة للربط بينهما سوى اللجوء الى الآثار، واستخدام الوسائل التقنية الحديثة في عملية التنقيب للوصول الى نتائج أكثر دقة عند الرغبة في تفسير دلالات الكشوفات الأثرية والحفائر والملتقطات منها.
ومن الضوابط التي لا بد ان يعيها الباحث في الآثار: الربط بين ما ورد في المصادر التاريخية المبكرة وبين ما يتوصل اليه من نتائج أثرية، وتصحيح المعلومات وفق ما يستقر في يقينه أنه الصواب.
وفي هذا الإطار يمكن القول ان دراسة الأستاذ عبدالله بن محمد الراشد عن الاستيطان في وادي حنيفة هي من هذا القبيل الذي يعتمد على المقارنة بين المصادر المبكرة وبين نتائج وتحليل كشوفات الحفريات.
تضمن الفصل الأول من الكتاب دراسة نظرية تمهيدية عن البيئة الطبيعية لوادي حنيفة بأقاليمه ومسمياته وما اشتهر به من أنواع الزراعة، ثم مقدمة تاريخية عن طسم وجديس وبني حنيفة وحجر والأخيضريين.
وفي الفصل الثاني تناول الاستيطان في وادي حنيفة من خلال المصادر المبكرة لكبار المؤرخين الموثوقين كالبكري والهمداني والأصفهاني وابن الفقيه وابن خردذبه مشيراً الى سدوس وبوضة والهدار والعيينة والسيح والجبيلة والعمارية والدرعية وعرقة والرياض ولبن وحجر ونمار والمصانع والحائر والخرج والسهباء وغيرها من المسميات في هذا الوادي الكبير.
وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن دراسته الميدانية ومسحه الأثري الذي يهدف الى الوقوف على جميع المواقع الأثرية التي تسنى له معرفتها في طول وادي حنيفة مستنداً الى دراسات الأقدمين والمعاصرين، والوقوف الميداني وسؤال قدامى القاطنين قرى ومزارع الوادي، وعمل المجسمات الأثرية في أعلى الوادي وأسفله.
وقد شملت جولاته الأثرية ستة عشر موقعاً قام بوصف حالتها الراهنة ووصف ملتقطاتها، كما قام الباحث بعمل مجسمين أحدهما في قصر الطوقية والآخر في مستوطنة الحائر.
وفي الفصل الرابع اشارالمؤلف الى نتائج دراسته الأثرية عن طريق عرض المواد الأثرية المكتشفة وتحليل مدلولاتها، مثل الفخار والزجاج والحجر الصابوني، وغير ذلك، مع التركيز على معثورات المجسمين اللذين عملهما الباحث.
وانتهى المؤلف في نهاية كتابه الى عدد من التوصيات، وألحق بكتابه ثلاثة ملاحق، حيث افرد وصف القطع الأثرية في مواقع وادي حنيفة بملحق، وعمل فهرساً للوحات وفهرساً آخر للأشكال الواردة في الكتاب.
كتاب (الاستيطان في وادي حنيفة) ذو قيمة تاريخية في موضوعه نظير ما بذل فيه من جهد بدني وذهني كبير عن طريق الدراسة الميدانية والجولات الاستطلاعية المتعددة والمقارنة بالمصادر التاريخية الموثوقة، فهو بذلك مصدر مهم من المصادر التاريخية المهمة لهذا الجزء المهم من بلادنا الحبيبة، عن طريقه يستطيع المتأمل ان يقارن بين حياة الأسلاف وحيتنا الحاضرة وما بينهما من فروق واضحة، يشكر المؤلف على تأليفه ويشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض الذي طبعه على نفقته تيسيراً لنشره وتعميم فائدته كما هي عادة سموه الكريم مع كل إنتاج علمي يمكن ان يحقق الفائدة المرجوة لعموم الناس ولتاريخ أي جزء من بلادنا الحبيبة, وبالله التوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved