أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 31th December,2000العدد:10321الطبعةالاولـيالأحد 5 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

اسأل عن دور البيت قبل أن تكيل الاتهامات
المعلمون بريئون من هذه الممارسات الصبيانية
إشارة إلى ما نشر في صفحة عزيزتي الجزيرة بالعدد 10302 في 16/9/1421ه بقلم الأخ خالد بن عبدالعزيز اليوسف تحت عنوان: (أهذا المعلم الذي تريد؟)
أشكر الأخ على هذا الطرح رغم انه حمل في طياته كثيراً من المغالطات والتهم الموجهة للمعلم الذي يرغب أن يكون كعصا موسى عليه السلام، لقد قرأت المقالة وتصفحتها وكنت أتمنى ان أعرف الأسلوب الذي يتناسب في الرد فهل أنت معلم أو موظف أو ولي أو طالب أو مواطن غيور؟ على كل هذا لا يمنعنا من الرد لايضاح ما التبس وتضارب ولا ننسى أحد العاملين في الميدان التربوي فلقد عايشت هموم ومشاكل التعليم من الألف إلى الياء ولذا أود التكرم منك بقبول الرد بمايلي:
1 ذكرت يا أخي العزيز ان المعلمين يحظون بكادر خاص يعتبر في ذهنك ذهبياً وفريداً من نوعه,ومن هنا اتضح لي أنك تنظر إلى مرتبات المعلمين فقط ولا تنظر إلى العمل والجهد الذي يقومون به ويبذلونه والمشاكل والعقبات التي يواجهونها فأصبح قياسك مادياً فقط.
ثم من أين استقيت المعلومة ان سلم رواتب المعلمين ذهبي أو فريد من نوعه أليس هناك سلالم أخرى تفوق سلم المعلمين الذي تعتبره ذهبياً في حين يعتبره المعلمون نحاساً لا ذهباً.
2 ذكرت إذا أردت ان تعرف نتاج المعلم فانظر إلى نتاج الطلاب اليوم فلقد وجد جيل منهم لا يعرف من الصلاة إلا اسمها ولا يدرك من الأخلاق إلا حروفها إلى آخر ما قال في هذه العبارة.
وأقول يا أخ هذه النقطة هي التي أثارت حفيظتي وهي قاصمة الظهر بسبب هذا التحامل والتجني على المعلم بما نسبت إليه من المساوىء.
أقول ان فيما يتعلق بالصلاة فهذا صحيح جداً ولكن ما الذنب الذي اقترفه المعلم بحق المتهاونين بالصلاة هل تظن يا أخي الحبيب ان المعلم يشجعهم على ترك الصلاة وعدم الاهتمام بها,أنسيت يا أخي دور البيت والأبوين حيال الأمر بالصلاة، بل إن المساجد تعاني هجرانها من الكبار وجيران المساجد، فالمعلم ليس شمساً شارقة يتابع هذا وذاك.
أحب أن أذكر الأخ أنه في حالة اداء الصلاة في المدرسة وخاصة في فصل الشتاء أو عندما يكون الدوام في شهر رمضان فإن المعلمين يؤدون الصلاة في المدرسة بمن فيهم الطلاب وكيف ترى المعلمين يراقبون الطلاب ويحثونهم على الصلاة ومعاقبة المتخلف عنها وهذا يحصل بالمدرسة وأتمنى لو أنك زرت إحدى المدارس وأديت الصلاة معهم لتعرف دور المعلم,أما التهاون في الصلاة التي ذكرتها فالبيت يتحمل 100% منها لان بعض الآباء يخرج للصلاة والأبناء في البيت يشاهدون التلفاز والقنوات الفضائية أو أنهم في حالة نوم وسبات عميق وهكذا.
فدور المعلم يعتمد على حث الصلاة وشرح كيفية الصلاة ومعرفة أركانها وشروحها وواجباتها ومكانتها في الإسلام حسب المقرر المطلوب اعطاؤه,أما ظاهرة التفحيط والتسكع فكم تؤلمنا هذه الظاهرة الغريبة الدخيلة على مجتمعاتنا بسبب هذه الشرذمة قليلة التربية فاقدة الأدب منزوعة الحياء، ولعل ما يؤسفنا نحن المعلمين اننا أصبحنا شماعة تعلق عليها أخطاء سوء التربية فما علاقتنا بظاهرة التفحيط أليس هناك جهات رسمية وهي صاحبة الصلاحية المخول لها القبض على هؤلاء وتطبيق الجزاءات الرادعة ومعاقبتهم بأشد العقوبات المنصوص عليها, أما ظاهرة التسكع وتناول المعسل ومداعبة الانترنت فلا يملك المعلم إزاءه إلا الدعاء لهؤلاء الفتية بالهداية والاستقامة,ويبدو ان معرفتك بتعليمات وزارة المعارف وأنظمتها ليست عميقة لأنك تظن ان المعلم يملك عصا سحرية يستطيع ان يمنع الطلاب من التفحيط والمعسل والتسكع وكل أنواع الفساد! وأقول يا أخي ليس من رجله بالنار كمن رجله بالماء، فالمعلم يعاني معاناة شديدة من هذه الفئة الفاسدة في ظل الأنظمة المشددة من قبل وزارة المعارف بعدم الضرب حتى في حالة حقه المشروع بالدفاع عن نفسه لتخرج علينا يا أخي العزيز وترمي هذه التهم في صدر المعلم!!!
يا أخي ان من حسناتك التي ذكرتها في مقالتك ان البيت يتحمل الجزء الأكبر ولذا أصبحت بعض البيوت وللأسف الشديد وسيلة هدم لا بناء وفساد لا إصلاح لذا صح دورها كمشاريع التسمين فقط لأكل وشرب ونوم وتسكع وتفحيط وهستره ومضايقة عباد الله في كل مكان فما يبنى في الصباح بالمدارس بحدود خمس ساعات يهدم بدقائق معدودة بسبب ما وفره مشروع التسمين من قنوات فضائية ومجلات مائعة ورعاية مفقودة وهذا يحصل بسبب هشاشة الركن الأساسي من الأبوين اللذين سلبت منهما القدوة الحسنة والسيادة والريادة في البيت.
فخرّجت هذه البيوت جماعات وفرادى من جيل فقد صبغته الإسلامية وقيمه الاجتماعية وأصبح عالة على مجتمعه فلا يستفاد منه ولا يفيد نفسه.
أما عملية الاختيار للمعلمين والتي تتم بطريقة (مرة تصيب ومرة تخيب) حسب وصفك فالقصة يا أخي ليست كما تتصورها لأن تعيين المعلم لا يتم بهذه البساطة!!!
أما فيما يتعلق باقتراحاتك فسوف أعلق على نقطتين فقط:
1 استبدال اسم وزارة المعارف وتغييره إلى اسم وزارة التربية والتعليم، وأقول يا أخي ماذا يحدث سواء كانت وزارة المعارف أو وزارة التربية، فالاسماء لا تقدم ولا تأخر وهذا الاقتراح شبيه بالمثل القائل (قال صيه قال احضنه) و(التمرة هي السحه) يا أخي عملية التغيير تراها مكلفة مادياً ونحن ضد التبذير فيما لا فائدة منه.
2 اقتراحك بشأن ان يعين المعلم المستجد في البداية على بند 105 عدة سنين ثم يعاد تقييمه من قبل المشرفين ومعرفة مدى صلاحيته للعمل أقول ان عملية التعيين أو التوظيف هي حق لكل موظف أو معلم واللوائح الصادرة بهذا الشأن واضحة ولا تحتاج لمثل اقتراحك فالمعلم له حق وعليه واجب أما قضية انه يصلح أو لا يصلح فالنظام واضح وصريح حتى الموظف العادي عندما لا يصلح للعمل يستبعد إلى قسم آخر ولا يدل على أقرب باب للخروج كما تريد, وكذلك المعلم عندما يرى عدم صلاحيته للعمل يحول إدارياً ولا يتم طرده يا أخي, وقبل ان اختم مقالتي أود ان أوضح ان أي عمل يعتريه الخطأ والنسيان بل ربما الاهمال ولكن ليست بهذه الكثرة التي نسبتها إلى ظهر المعلم.
والله من وراء القصد
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
حائل

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved