أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 31th December,2000العدد:10321الطبعةالاولـيالأحد 5 ,شوال 1421

عيد الجزيرة

ابتسامة وضحكة الطفل أجمل ما في العيد
بعد مرور 17 عاماً من ملازمة السرير والكرسي المتحرك
محمد شريف يشهد مظاهر العيد ويعايد ذويه
* الجبيل ظافر الدوسري:
العيد فرحة وبسمة والعيد فرحة ومناسبة لطرد الاحزان وتناسي الهموم والآلام,, وهنا لقاؤنا اليوم مع المواطن محمد محمد شريف 44 سنة، حبيس الفراش والكرسي المتحرك منذ اكثر من 17 عاماً في مستشفى الجبيل العام إثر اصابته بشلل رباعي من جراء حادث سيارة,, فهو يرى ان الحياة ألذ عندما تعيشها بعقلك ومشاعرك من ان تعيشها برجليك، ويرى ان لذة العيد وتناسي الهموم تكمن في سعادة الأطفال وفرحتهم بالعيد إضافة الى صداقته الحميمة معهم، حيث اعتاد على الخروج من المستشفى ايام العيد ليشهد مظاهر العيد واحتفالاته واللقاء بالاطفال وزيارة الاصدقاء بالجبيل.
وقوع الحادث
في البداية حدثنا محمد شريف عن قصة وقوع الحادث والإصابة حيث يقول: كان عمري آنذاك 17 عاماً راكباً في سيارة هايلكس ويقودها زميلي (عبدالله) على طريق الدمام الرياض لكنه نام (نعس) ولم اشعر به حتى انحرفت السيارة عن الطريق لتسقط وسط رمال كثيفة ولم يصب منا احد بشيء، فاستطعنا ولله الحمد اخراجها، فقمت انا بقيادة السيارة فنمت كذلك لتنحرف السيارة عن الطريق وتنقلب سبع انقلابات ليسقط زميلي (عبدالله) من السيارة على الأرض، فيما سقطت رافعة السيارة (عفريته) على رقبتي وتهشمت السيارة وأنا وسطها ودخلت في غيبوبة تامة, اما صديقي فقد نجا ولم يصب سوى اصابات بسيطة (كدمات فقط),وعندما صحوت من الغيبوبة لم استطع تحريك رقبتي وكذلك اطرافي السفلى واكد الكشف اني مصاب بشلل رباعي كامل من جراء ذلك الحادث ومن جراء ضربة العفريتة,بعد ذلك سافرت الى بريطانيا على حساب سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وأجريت هناك أربع عمليات في المعدة والكلى وبقيت لمدة 3 سنوات حتى شعرت بالتحسن نوعاً ما ووصول الحد الأعلى من العلاج، بعدها عدت لمستشفى الجبيل العام, وهأنا فيه ولله الحمد والمنة منذو 17 عاماً.
كيف يقضي العيد؟
وعن كيفية قضاء العيد يقول محمد شريف: في أيام العيد أخرج للجبيل البلد وأحضر مشاهدة بعض من مظاهر العيد هناك من عرضات شعبية والالعاب التي تقام على الشواطىء ومشاهدة الاطفال وهم يبتسمون مع العابهم، فبسمة الطفل وهو يلعب تجبرك على ان تقابله بابتسامة والتي تخفف شيئا من العوارض النفسية التي تعتري الشخص في هذه الحياة,, كما أقوم بزيارة اصدقائي من شباب وكبار السن، اذهب اليهم واتناول فطور العيد معهم وهذا هو الوقت المناسب جدا لأكافئهم على جزاء الاحسان الذي فعلوه معي، حيث كانوا يتناوبون في زيارتي والحديث معي مما كان له أثر كبير في نفسي، كما أنني أحرص على مقابلة الاطفال في هذه الزيارات بشرط ان اكون حاملاً عيدية لهم، ولا انسى اصدقائي من الاطفال اعزهم ويعزوني فأجلس معهم ونتحدث كثيراً,, ويضيف قائلا: كل هذه الزيارات اقوم بها على عربتي الصغيرة الكهربائية، فلو كان لدي سيارة خاصة وهي التي احلم بها لاستطعت ان اجوب مدن الدمام والخبر فأزور اقاربي وأصدقائي في هذا العيد وأذهب باطفال اخواني واخواتي الى الالعاب لاستشعر واشاهد أجمل الضحكات والابتسامات من تلك الوجوه البريئة الصافية.
العيد داخل المستشفى
اما بالنسبة لأهلي من والدتي واخواني واخواتي فهم يأتونني ومعهم الحلويات والمكسرات فنحتفل سوياً بالعيد داخل المستشفى, ويضيف قائلا: كم كنت اتمنى ان احضر العيد معهم ونجتمع سوياً واقابل كل من يأتي للمعايدة لكن الذي يعوقني عن ذلك هو عدم توفر سيارة خاصة,, وقد حاولت ان استأجر سيارة ليموزين كي اخرج للدمام والخبر واحضر المعايدة هناك لكنها مكلفة تصل في العيد قرابة 300 ريال وأنا ليس لي دخل مالي.
سألته لماذا لا تطلب المساعدة من اصدقائك بالجبيل؟
أجاب قائلا: انا أعرف انني لو طلبت من احدهم اي خدمة فلن يتوانوا في ذلك وهم يتمنون اللحظة التي اطلب منهم لكنني لا أحب ان احرج احد خاصة في هذا الوقت كل واحد محتاج للسيارة، ولا احب ان اكون ثقيلاً على أي شخص كان، لأن من عادتي أحب ان اقدم الخدمة للغير ولا أحب ان يقدم لي أحد خدمة حتى لا أحرجه، ولك ان تتخيل حتى عيدية المستشفى التي تصرف للمرضى في هذه المناسبة لا اتقدم بطلبها فان اعطوني فلهم الشكر وان لم يعطوني فلن اتقدم أبداً بالرغم من حاجتي لها!!.
الأعياد سواء!!
كم مرة عيدت بالمستشفى؟ وما هو أجمل عيد مر بك؟
كل اعيادي كانت بالمستشفى منذ اكثر من 17 عاما مجبرا، فكل الأعياد لم اشعر ولم احس بها، يأتي عيد ويذهب عيد دون أي أثر في نفسي طالما أنني ماكث بهذا المستشفى، فالعيد الحقيقي هو انك تخرج وتتنقل من بيت لبيت ومن مدينة لمدينة وتقابل اقاربك واصدقائك وتعايدهم وتأكل معهم سوياً والخروج للتنزه سوياً وحضور الاحتفالات الشعبية وغيرها.
ويسترجع بذاكرته للوراء فيقول: عندما كنا صغاراً نشعر بالعيد، فقد كانت العيدية على ريال واربع قروش، فكان للريال قيمة، ولو نظرت للاربعة قروش تجد حجمها كبيراً وتستطيع ان تشتري اشياء كثيرة نشتري بها خبز وسندويتش وبيبسي، لأنه كانت الاربعة قروش لها قيمة وفرحة كبيرة في نفوس الاطفال، وكنا ايضا ونحن صغار نمشي كثيراً نبحث عن العيدية ولا نتعب بحثاً عن العيدية ويفتخر كل واحد منا باكبر عدد جمعه من العيدية.
لذا أقول لك يا أخي العيد الآن هو فرصة للاطفال حقيقة ولذلك تجدني في العيد احرص على توفير عيدية الاطفال، لأن فرحة الطفل عندي تمثل شيئاً كبيراً، حينما تذهب للبحر مثلاً وبه وسائل ترفيه عديدة، فتنظر لطفل يركب الخيل مثلاً فلك أن تتصور كم كانت سعادة هذا الطفل في هذه اللحظة، بل انه يصل إلى أقصى درجات الفرح والسعادة.
عموماً يا أخي انا لي شعور خاص وعلاقات مع الاطفال فهم افضل الاصدقاء في هذه الحياة أليس كذلك؟
التجديد في عيد المنومين:
* كيف يمكن ان نجعل العيد مختلفاً بالنسبة للمنومين والمرضى بالمستشفيات والدور الاجتماعية؟
مما لاشك فيه ان ادارة المستشفى والدور بإمكانها ان تقيم وتعد برامج لهذه المناسبة من الاحتفال سوياً واللقاءات والتجول بهم بالمستشفى والأكل معهم لان هناك مرضى لا يستطيعون ان يخرجوا من المستشفى ولا احد يزورهم من أهاليهم لكنهم يحبون ان يجتمعوا باناس آخرين والتحدث معهم عن ذكريات ايام العيد وفرحته.
فكل هذه اتوقع ان تفعل شيئاً في نفوس المرضى وهذا الشيء يعتمد على امكانيات الادارة ووجود اناس حريصين على فعل هذه الاعمال الانسانية الجميلة.
بطاقة معائدة
* بطاقات تهنئة تهديها لمن؟
أقدم التهنئة لوالدتي أطال الله في عمرها بالصحة والعافية واخواني واخواتي واصدقائي الاعزاء بالجبيل واصدقائي الاطفال وعلى رأسهم الطفل خالد احمد الجبران ووالده العزيز وكذلك اقدم التهنئة لجميع اصدقائي بالمستشفى ومنهم اخي نادر محمد (مصري الجنسية) وكل عام وانتم بخير,, كما اهنىء جميع المسلمين.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved