|
| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على ما ورد في تعقيب الأخ رئيس ادارة المساجد والمشاريع الخيرية بالرياض بتاريخ 29 رمضان وتضمن ذكر بعض المشاريع والمساجد والأعمال الخيرية التي قامت بها ادارته, كما ذكر ان هناك خمسين مسجداً تنتظر التمويل من المحسنين,, إلخ,.
وقد اوحى الي هذا التعقيب بالخواطر والملاحظات التالية:
1 هذا العدد من المساجد لا يمثل الا ما وصل الى علم هذه الادارة وإلا فهناك العشرات من المساجد التي تحتاج الى التمويل في مختلف المناطق خاصة في الأرياف والهجر وحول بعض الطرق العامة كما ان هناك العشرات من المساجد في كثير من المحافظات تحتاج الى الترميم وبعض الإضافات الضرورية وبعضها جوامع تكتظ بالمصلين من المواطنين والوافدين والتي يفترض فيها ان تكون على احسن مستوى من التنظيم والنظافة بما يتناسب والمستوى الحضاري السائد في مدننا العصرية,, وأذكر من ,,, الجوامع التي تحتاج الى الترميم جامع عبدالله بن عمر في محافظة الرس الذي تضيق مساحته الواسعة بجموع المصلين الذين يقصدونه من كافة ارجاء المحافظة رجالاً ونساءً تجذبهم إليه قراءة امامه الذي لا تمل قراءته ويجذبهم اسلوبه الانشائي والمنطقي المؤثر في النفوس في كل ما يتناوله في خطبة الجمعة من موضوعات تعكس صدق انتمائه الوطني وغيرته الاسلامية على أخلاق الأمة وقيمها الدينية وما يتهددها من أخطار الفتن والشهوات في زمن الانترنت والفضائيات والركض غير المنضبط وراء الماديات، وهي خطب محببة للجميع تمتزج فيها مواعظ السلف بفقه الواقع.
هذا الامام المجتهد سمعته في احدى ليالي رمضان يعاتب بعض النساء اللاتي يجمعن التبرعات دون علمه ودون إذن من الجهات المختصة ولفت انتباهي قوله: إنه لا يسمح حتى لنفسه بجمع المال من الناس دون موافقة الجهات ذات العلاقة لكان قادم بجمع ما يلزم لترميم سقف الجامع الذي ينفذ من خلاله الماء الى داخل المسجد، وقد لاحظ الجميع وانا منهم آثار هذه التسريبات وكيف أنها افسدت الدهانات التي صارت تتساقط من السقف ومن بعض الجدران على الفرش واحياناً على المصلين مما لا يحتمل احدنا وجوده في بيته فكيف ,,, من بيوت الله وفي بلد يتسابق اهله في إعمار المساجد والعناية بها ممايدل بالتأكيد على ان حالة هذا المسجد قد تحتاج الى التعريف بها وتنبيه اهل الخير إليها، وهذا ما أؤمله من خلال رصدها في هذه الكتابة.
2 ما أحوجنا في كل منطقة بل وفي محافظة الى ادارة مماثلة لإدارة المساجد والمشاريع الخيرية بالرياض حتى تتولى انشاء المساجد الجديدة حسب الاحتياج الفعلي والعناية بشؤون المساجد القائمة وتوحيد الجهود وترشيد عمليات الجمع والانفاق بدلاً من ان يقوم جماعة كل حي أو كل مسجد بجمع ما يلزم لمسجدهم مما يجعل هناك فائضاً لدى بعض المساجد يقابله نقص في مساجد اخرى حسب احوال الناس ورغبتهم في البذل والعطاء.
3 يلاحظ انحسار دور مكاتب الاوقاف في خدمة المساجد حتى في الخدمات القليلة التكاليف كتأمين اللمبات والمكانس والفرش وتوفير كهربائي وسباك وفني أجهزة في كل مكتب اوقاف على الاقل للمشاركة والتعاون مع جماعات المساجد في صيانتها والتفاهم مع أصحاب المحلات الخاصة بالصيانة واصلاح الاجهزة من اجل التعاون والمساعدة في اصلاح ما تحتاجه المساجد خاصة البرادات والمكانس والسماعات وما اكثر اصحاب المحلات الراغبين في تقديم مثل هذه الخدمات لوجه الله، كذلك يمكن لمكاتب الاوقاف التنسيق والتفاهم مع اصحاب الصهاريج الراغبين في الاجر لتأمين المساجد التي تطلب ذلك بحاجتها من الماء الصالح للشرب، وبهذا يعود لمكاتب الاوقاف ولبعض نشاطها السابق، عندما كانت تقدم للمساجد كل شيء فصارت الآن أو صار بعضها لا يقدم أي شيء يستحق الذكر، كما هي حال مكتب أوقاف الرس ولا سيما بعد ربطه بفرع الوزارة بالمنطقة، وقد انحصر نشاطه تقريباً في صرف مكافآت العاملين والرد على طلبات المساجد لعدم وجود شيء لمن يطلب منهم أي شيء.
وأنا على ثقة لان هذا لا يحدث على مستوى المكاتب لكن ربما يكون هناك خلل في توزيع الامكانات وتقصير من بعض المسؤولين في بعض المكاتب، أو أن بعض الفروع وهذا هو الراجح تستأثر لنفسها بنصيب الأسد من مخصص المنطقة على حساب المكاتب التابعة لها، وهذه مشكلة تتعامل بها كل الادارات العامة في كل المناطق وهي مشكلة ليس لها حل سواء انت تتولى الوزارات بنفسها تحديد ما يخص كل محافظة من مخصصات المنطقة الادارية الواحدة.
وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي محافظة الرس
|
|
|
|
|
