| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
(التسجيلات,, الهوى والتجارة) كان عنواناً مثقلاً استوقفني وحارت عيناي بين سطور ذلك المقال الصادر يوم الأحد 21 من رمضان 1421ه في العدد 10307 في عزيزتي الجزيرة,, وأحب ان ابين للأخ سليمان الفندي بعض ما وقع عليه من لبس وأن أوضح للجميع عكس ما أورده من واقع تجربتي,, وبحكم أنني من نفس المنطقة فالتعامل مع هذه التسجيلات التي تعد على الاصابع مشترك، اذا فالتوجه واحد لكن النظرات متفاوتة.
اولا: قال الاخ (هذه التسجيلات الجدير بها ان تكون انموذجاً في التعامل والبحث عن الجودة) فربما ظن الأخ ان هذه التسجيلات قد عصمت من الخطأ فلا تزل أبداً,, ثم قال (الا ان الحاصل من كثير منها عكس ذلك) فأورد ان كثيرا منها كذلك، فيا أخي ربما قد تعاملت مع محل واحد أو ربما اثنين فهل أغلب التسجيلات هكذا؟ وهل كل تسجيلات العالم تسير بهذه الطريقة؟,, فخصص في مقالتك والخصوص هنا أولى من العموم,, ثم أردف ذاكراً ان كثيرا منها تستعمل الشريط الرديء ولا تستعمل الشريط ذا الصناعة اليابانية، وان هدف هذه التسجيلات هدف تجاري بحت بل وأنها تبتر الكلمات والخطب ولا تسجل لكثير من القراء الا ما وافق هواها,, بعد هذا اصابني شك في أن الأخ يتذكر ويصف لنا زيارته الاخيرة للتسجيلات التي قد تعود إلى سنوات عدة لان الذي يكثر الزيارة لا يجد ما وجده الأخ والذي يراود هذه الاماكن في وقتنا الحاضر يشك في كل ما كتب في النص، وما أورده الأخ لا نراه نحن جميعا الا اذا كنا نرى بعين واحدة، فهنا نتوقف! وسأصف لكم تجربتي مع التسجيلات الاسلامية في منطقة حائل,, فعندما اسمع بشريط قد نزل على الساحة أو ذكر لي شريط قديم احب اقتناءه وابادر بمحادثة التسجيلات لكي تجهز لي كل ما طلبت دون تردد او اعتذار من عدم وجود الشريط إلا ما ندر وإن استطاعت التسجيلات ان توصله لمقر العمل أو المنزل فإنها تبادر ولا تتأخر,, ولم أجد يوماً شريطاً بالياً أو محاضرة مبتورة أو قراءة قديمة قد نسخت مرارا وجرى عليها الدهر، ثم إن التسجيلات قد خطت خطوات متقدمة وبارزة شهد لها الجميع فأحدها خصص يوماً كاملاً للنساء وجعل مهرجاناً للشريط فمن يشتري ثلاثين شريطا فله كل شريط بريال وأعظم من ذلك ان اكثر هذه التسجيلات قائمة على متطوعين يعملون ليل نهار طلبا لرضا الله هذا فقط في منطقتنا,, اما على مستوى المملكة فحدث ولا حرج,, مواضيع راقية,, روعة في الإخراج,, إبداع في التغليف,, تنوع في المواضيع والاسلوب,, فإن اردت محاضرات فما عليك إلا الاختيار,, وإن اردت التلاوات فكم هائل من القراء هذا غير الأشرطة الشعبية التي تناسب الكبار واشرطة اناشيد الصغار والكم الوافر من اشرطة الفيديو لمسرحيات ومعارك وأفلام الكرتون المفيدة وغيرها الكثير والكثير,, بل هي في تطور مستمر، وقد اثبتت وجودها على الساحة خصوصاً في الآونة الاخيرة بل يكفيك يا أخي من عزها أنها شمخت في زمن الفتن والذل,, وبعد ما قرأت ذلك المقال ما استطعت السكوت قليلاً فسألت بعض الاشخاص عن رأيهم فيما كتب فرأيت الكل يوافقني الرأي دون تحيز او مبالغة لكن ما ذكره الاخ اتعجب من أين أتى به! وبعدها أقول يا اخي الكريم,, لو أنك كتبت فيما تبثه كثير من الاستوديوهات من غث سحيق لكان أجدر بك ولدفعت عن الناس شراً مهيناً,, يكفيك من خبث هذه وجودة تيك ان سعر شرائط اخرى لا يقل عن خمسة عشر ريالاً بينما لا يتجاوز الشريط الاسلامي إن زاد سعره عن ستة ريالات وغالبا ما يكون بثلاثة فأين التجارة البحتة التي ذكرت؟ وشتان بين هذا وذاك ليس بجودة الشريط وليس بسعره وإنما بين من يوقظ القلوب وبين ما يكدس الران عليها تكديسا فكان أولى بك ان تكتب عن خطأ ظاهر بل ومصائب جلية أولى من البحث عن اخطاء قد عثى عليها الزمن فنبشت ابتغاء أمور لا يعلمها الا الله ومن قرأ مقالتك أيقن ان كل التسجيلات كما تقول، فلِمَ الصد عن الخير؟ ولِمَ لم تذكر المحاسن كما ذكرت المساوىء ولِمَ التشهير على الملأ بخطأ طفيف مبالغ فيه؟,, واخيراً شكرا لالجزيرة التي أتاحت ابداء الرأي وثبت الله القائمين على هذه التسجيلات على الهدى.
أنوار الغريب حائل
|
|
|
|
|