أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th December,2000العدد:10320الطبعةالاولـيالسبت 4 ,شوال 1421

القمة الخليجية 21

دولة البحرين تستكمل استعداداتها لاحتضان قمة مجلس التعاون
صور قادة الخليج وشعارات بلدانه وأعلامها تزين شوارع البحرين ومليون ونصف المليون شتلة من الزهور
* البحرين جمال الياقوت
تستضيف دولة البحرين الشقيقة في الفترة من 30 إلى 31 ديسمبر الحالي الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي يسبقها الاجتماع الوزاري التحضيري المقرر عقده غداً.
ومع اقتراب موعد انعقاد القمة بدولة البحرين تشهد مسيرة التعاون بين دول الخليج دفعا وزخما مستمرين يتمثلان في سلسلة الاجتماعات واللقاءات التي عقدتها اللجان المختلفة بدول المجلس وبشكل مكثف استعداداً لعقد هذه القمة تحت مظلة مجلس التعاون.
وتأتي هذه القمة ودول المجلس تحقق كل يوم المزيد من الانجازات التي تصب لصالح خير وازدهار شعوبها كما ان هذه القمة ستكون انطلاقة للعمل الخليجي المشترك لتحقيق المزيد من الانجازات وتعميق المسيرة والنظرة التفاؤلية للمستقبل.
ان احتضان البحرين للقمة الحادية والعشرين / قمة بداية الألفية/ لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون تؤكد عزم القادة على مواصلة البناء والتشييد وترسيخ هذا الكيان الخليجي وتحويل آماله إلىواقع ملموس ستوفر له دولة البحرين كل الامكانيات من أجل انجاحه.
وقد أعرب أمير دولة البحرين سمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة من خلال كلمته التي ألقاها في اليوم الوطني لدولة البحرين وعيد جلوس سموه عن ترحيب البحرين الكامل بالأشقاء قادة دول مجلس التعاون وحرص البحرين على المضي قدما بمسيرة التعاون الخليجي من أجل تحقيق إضافات جديدة وهامة في إطار العمل الخليجي المشترك لصالح شعوب المنطقة.
ومع اقتراب انعقاد القمة اكتملت الاستعدادات التي يتطلب توافرها من جميع النواحي لانجاح هذه القمة.
وتشهد البحرين هذه الأيام حركة نشطة تقوم بها معظم أجهزة الدولة استعداداً لانعقاد القمة الخليجية وقد رفعت الأعلام في الميادين العامة وعلى طول الطريق الممتد من المطار حتى مقر انعقاد القمة الخليجية في فندق المريديان.
ومع بدء العد التنازلي لانعقاد القمة التي تتواكب مع احتفالات البحرين بعيدها الوطني وعيد جلوس أمير البحرين انهت كافة وزارات وهيئات الدولة بمختلف اختصاصاتها ومهامها إنجاز الأعمال المنوطة بها فقد أكملت وزارة الأشغال والزراعة أعمال توسعة الشوارع وتبليطها وإنارة الأعمدة فيها فيما توشحت الشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية بالاعلام والزينات.
وبدت الاستعدادات واضحة على كورنيش الملك فيصل المطل على مياه الخليج العربي حيث اكتملت جميع المراحل على هذا الشارع الحيوي والهام.
ويقول حسن الدوسري مدير إدارة المنتزهات والتجميل بالهيئة البلدية المركزية انه تم وضع مخطط شامل من قبل الهيئة البلدية المركزية لتجميل الشوارع الرئيسية في البلاد لهذه المناسبة الكبيرة.
وأشار إلى ان الاعداد لهذه المناسبة قد بدأ منذ شهر مايو 2000 حيث تركزت الخطة على الشوارع الرئيسة بدءاً من مطار البحرين الدولي إلى فندق المريديان مروراً بشارع الفاتح وقصر القضيبية.
وأوضح السيد الدوسري ان العمل تركز على عملية إعادة زراعة بعض الشوارع واختيار نوعية من اشجار النخيل التي تتناسب مع الظروف المناخية للبلاد.
وأوضح انه قد تم اعداد اكثر من مليون ونصف المليون شتلة زهور من اللونين الأحمر والأبيض اللذين يمثلان شعار دولة البحرين بالإضافة إلى الألوان الأخرى وقال: ان جميع المشاتل الزراعية التي تم الاستعانة بها كانت من البحرين وخصوصا اشجار النخيل والزهور أما النباتات الأخرى فقد كانت من مشاتل المملكة العربية السعودية.
وقال انه سيتم وضع 130 من المزهريات ذات الحجم الكبير في الزوايا الرئيسية للشوارع.
وأضاف ان دولة البحرين اتبعت ولأول مرة في منطقة الخليج تغيير وضعية الأعلام حيث يتضمن شعار الدولة وصورة القائد والجانب الآخر علم الدولة بشكل رأسي بدلاً من الأفقي المعتاد عليه.
وأوضح بان خطة التجميل اشتملت كذلك على وضع (7) سفن قديمة في شارع الملك فيصل وتجميلها باعلام دول مجلس التعاون كما انه تم تغيير وضعية الشلال الموجود في منطقة المحرق وذلك بتزويد كثافة المياه المتدفقة وزيادة الإنارة عليها كما تم زيادة المسطحات الخضراء.
كما تم اعداد 700 سارية من الاعلام حجم 6 و9 و12 مترا سيتم وضعها في الزوايا الرئيسة للشوارع إلى جانب الاستعانة ب2000 قطعة مثبتات للاعلام وصور القادة لتثبيتها على اعمدة الإنارة بدءاً من المطار إلى فندق المريديان مروراً بشارع الفاتح كما توشحت الأشجار بالأنوار الزاهية.
وانطلاقاً من حرص دولة البحرين على انجاح القمة الخليجية على النحو الذي يتطلع إلى اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وشعوبهم فقد قامت وزارة شؤون مجلس الوزراء والاعلام بتوفير جميع الامكانيات الفنية والبرامجية التي يتطلب توافرها لانجاح التغطية الاعلامية للمؤتمر حيث تم تجهيز ساحة المطار بخيمة كبيرة لتجميع الصحفيين الذين سينقلون التغطية الاعلامية للمؤتمر كما تم تجهيز ساحة المطار بالكاميرات التلفزيونية لتغطية مراسم الوصول والمغادرة.
وتم تخصيص منصة خاصة برجال الصحافة والاعلام من مصورين فوتوغرافيين وتلفزيونيين وذلك لتسهيل القيام بمهامهم وستكون هذه المنصة في مكان يسمح لهؤلاء المصورين بالإضافة إلى الصحفيين بالاطلاع على مراسم الاستقبال عن قرب.
وسوف تتم مراسم استقبال اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون من قبل فريق متكامل من تلفزيون البحرين وتنقل على الهواء مباشرة تلفزيونيا واذاعيا إلى جميع الدول الاعضاء.
وسوف تشارك كل دولة من دول الاعضاء في تغطية مراسم الاستقبال إذاعياً وتلفزيونياً بفريق مكون من اثنين من المصورين /فيديو ,, فوتوغراف/ يتحركان مع مصور تلفزيون البحرين.
كما ستوفر وزارة شؤون مجلس الوزراء والاعلام بدولة البحرين لوكالات انباء دول مجلس التعاون مكاتب في المركز الاعلامي بفندق الشيراتون مجهزة بتلفون بخط دولي وجهاز فاكس بخط دولي أيضاً وخدمة الانترنت وخدمة وكالات الأنباء وجهاز كمبيوتر مع طابعة.
كما سيقدم المركز الاعلامي للصحفيين والمدعوين تسهيلات عدة من بينها أجهزة فاكس بخطوط دولية وخدمة الانترنت وأجهزة كمبيوتر ومكتب لارسال الصور الفوتوغرافية ومعمل لتحميض الأفلام وأجهزة تصوير المستندات بالإضافة إلى الصحف المحلية والعربية والدولية.
كما تم توفير غرف مونتاج لتلفزيونات دول مجلس التعاون في فندق الهيلتون محاذية لغرف البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية حيث سيكون فندقا الشيراتون والهيلتون مخصصين للوفود الصحفية والإعلامية التي ستشارك في تغطية القمة.
أما بخصوص إذاعات دول المجلس فقد تم اعداد مكتب خاص بإذاعة البحرين في المركز الإعلامي بالشيراتون ويمكن من خلاله نقل المواد الصوتية الخاصة بإذاعات دول المجلس إلى دولهم.
وستقوم وكالة انباء الخليج بالتغطية الاخبارية الداخلية وتزود المراسلين بجميع المعلومات أولا بأول.
ومع انطلاق القمة سوف تبدأ إذاعة صوت مجلس التعاون ارسالها من البحرين حيث ستركز في برامجها على تغطية احداث القمة بصورة خاصة إلى جانب تقديم البرامج الإعلامية والثقافية والمنوعة عن دول مجلس التعاون وما حققته من خطوات عملية في مجال التعارف فيما بينها.
ويتزامن احتضان البحرين للقمة مع عيد الفطر المبارك حيث تشهد البحرين العديد من الفعاليات الفنية والمسرحية.
وقد استعدت فنادق البحرين لاستقبال الكم الهائل من ضيوف البحرين وزوارها من دول مجلس التعاون الذين يتوافدون على البحرين في مثل هذه الأيام لقضاء اجازة العيد.
ويقول السيد عبدالرحيم السيد مساعد المدير العام بفندق هيلتون البحرين انه تم توفير كل الامكانيات التي من شأنها ان توفر الراحة وطيب الإقامة للوفود.
كما ان طاقم الخدمة في الفندق سيكون أغلبه من الشباب البحريني المتدرب في معهد بيسان للتدريب وكلية الخليج السياحية.
وقال ان وزارة شؤون مجلس الوزراء والاعلام أبقت على الخيمة الرمضانية بالفندق لتواصل تقديم خدماتها إلى الوفود الاعلامية والصحفية المشاركة في تغطية القمة لتقديم اكلاتها الشعبية والعالمية إلى جانب ذلك فإن الخيمة سوف يقام فيها حفل ساهر تقيمه وزارة شؤون مجلس الوزراء والاعلام على شرف الوفود الاعلامية والصحفية.
من جانبه قال السيد حسن صالح مدير المبيعات والتسويق بفندق شيراتون البحرين ان الفندق استعد هو الآخر بكل امكانياته التي تظهر البحرين بمكانتها الرفيعة وكما تعودها الجميع في كل المناسبات حيث سخر الفندق اربعمائة من موظفيه للقيام على خدمة ضيوفه.
وأوضح ان الفندق قام بعمل التجديدات على أحدث طراز وتجهيز قاعة الجسرة التي تضم المركز الاعلامي التابع للقمة بالإضاءة المناسبة وتجهيز قاعتين في الطابق العلوي لاجراء اللقاءات التلفزيونية والصحفية.
وزير التربية والتعليم يتحدث لالجزيرة
وقد تحدث لالجزيرة عدد من الوزراء وكبار المسئولين في البحرين وسفراء دول مجلس التعاون اذ اوضح معالي وزير التربية والتعليم بدولة البحرين الاستاذ عبدالعزيز بن محمد الفاضل أنه بمراجعة اهداف مجلس التعاون الخليجي نجد ان النظام الأساسي للمجلس اكد على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس لما يربط هذه الدول من سمات مشتركة وانظمة متشابهة اساسها العقيدة الاسلامية والمصير المشترك ووحدة الهدف، وبالطبع فإن تعاونها هذا والذي هو بشهادة العالم مثالي يخدم الاهداف السامية للأمة العربية، اقول انه بمراجعة الأهداف ومتابعة ما يحدث على ارض الواقع يمكن التأكيد على ان المجلس حقق الكثير من المنجزات في مختلف الميادين، فهناك انجازات اقتصادية ومنجزات قانونية واستشارية ومنجزات امنية وعسكرية ومنجزات اعلامية بالإضافة الى المنجزات الإنسانية التي تشمل التعليم والثقافة والشباب والموارد البشرية والصحة,,,, الخ.
وبمراجعة اهداف المجلس ومسيرته نجد ان الكثير قد تحقق وان قادة المجلس حفظهم الله وسدد خطاهم يواكبون مختلف التطورات التي تحدث في العالم في كل المجالات اولا بأول وهذا أمر يحسب لهم دونما شك.
إن حصر منجزات المجلس والتي تمت خلال عقدين من الزمن مسألة لا تستوعبها هذه المساحة ولكن يمكن الإشارة الى جانبين الاول هو ان المجلس حقق إنجازات متميزة في التقريب بين النظم والتشريعات في دول المجلس، وهذه مسألة هامة للغاية لأن تقريب النظم والتشريعات من شأنه أن يسهل عملية تطبيق ما يتم الاتفاق عليه دونما عوائق تذكر حيث التقريب هنا باب هام الى مساحات اكثر رحابة من التعاون على ارض الواقع، والثاني جانب المنجزات في مجالات التعليم وهي كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تشجيع المبتكرين والمبدعين من الشباب وتقديم حوافز لهم ومنحهم براءات الاختراع، وإصدار لائحة التبادل الطلابي بين جامعات ومؤسسات التعليم العالي، ومساواة طلاب دول المجلس في الاستفادة من التعليم العام واعتبار الشهادات والوثائق الصادرة من كل دولة مماثلة للشهادات الصادرة من الدولة نفسها وغيرها كثير.
إن هذه الإنجازات لايمكن ان يستهان بها وهي كلها مع المنجزات الأخرى الاقتصادية والأمنية والعسكرية والقانونية ربطت بين ابناء هذا الخليج واسهمت في اتساع افق الحلم العربي الممتد نحو الوحدة العربية.
وزير التجارة: الرؤية المستقبلية لدول الخليج تنبع من كوننا ننتمي إلى أمة واحدة
اما معالي الاستاذ علي صالح الصالح وزير التجارة بدولة البحرين فقد بدأ حديثه للجزيرة قائلا: بادىء ذي بدء يسرني ان اعرب عن سرورنا البالغ لاستضافة دولة البحرين القمة الخليجية الحادية والعشرين لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث لايخفى عليكم ترحيب دولة البحرين اميرا وحكومة وشعبا بهذا التجمع المبارك الذي هو محط انظار جميع مواطني وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليح العربية ولا شك ان اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس سوف يضيفون في هذا الاجتماع الكثير من القرارات التي من شأنها ان ترسخ وتكمل بنيان هذا الصرح الخليجي الكبير.
لقد مرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتجربة تعاونية رائدة يمكن اعتبارها التجربة الوحيدة التي اكتسبت طابع البقاء والاستمرارية في الوطن العربي، وبعد مرور عشرين عاما على انشاء هذا المجلس فقد حقق المجلس الكثير من الانجازات سواء على الصعيد التجاري والاقتصادي أو على الاصعدة السياسية والعسكرية والأمنية والثقافية، الا انه يلاحظ ان هناك قطاعات اخرى لم تلق نفس الحظ من الانجاز مثل المجالات الاجتماعية والعلمية مع انها حققت بعض الأهداف المرجوة في بوتقة التعاون والتنسيق بين دول المجلس.
ومع كل ذلك تبقى هذه الانجازات دون مستوى طموحات وتطلعات شعوب دول المجلس التي تنتظر من دولنا الوصول بالمواطن الخليجي الى المواطنة الخليجية الحقة التي تنتفي معها الحدود السياسية والجغرافية ويشعر فعلا انه ينتمي كمواطن خليجي له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات أينما حل في دول المجلس.
الرؤية المستقبلية
الواقع ان رؤيتنا المستقبلية للعلاقات بين دول المجلس لتحقيق الوحدة التكاملية تنبع من كوننا ننتمي الى هذه المنطقة العربية العزيزة ضمن الوطن العربي الكبير تجمعنا امال مشتركة وتقاليد عريقة واحدة ودين واحد ومصير واحد مشترك, وتزداد التحديات امام دول المجلس حاليا في ظل قيام التكتلات الاقتصادية العملاقة ومنظمة التجارة العالمية والعولمة وثورة المعلومات، ففي هذا الخضم الهائل من التغيرات الاقليمية والدولية اقتصاديا وسياسيا نرى انه قد آن الأوان لتسريع الخطى لوصول دول المجلس الى وحدة اقتصادية بدءا بالاتحاد الجمركي ومرورا بالسوق الخليجي المشتركة ثم الوحدة الاقتصادية الكاملة والشاملة.
اضافة الى ذلك نرى اهمية توحيد جهود دول المجلس في المجالات الاخرى كالشئون الاجتماعية والعمل وانتقال الايدي العاملة الخليجية فيما بين دول المجلس بكل سهولة ويسر ومعاملتها تماما في كل دول المجلس مثل مواطنيها بحيث تصل دول المجلس في نهاية المطاف الى الوحدة الشاملة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتتمتع بسياسة خارجية ومالية ونقدية واحدة تجاه العالم.
العقبات
في رأينا ان اهم العقبات تتمثل في الآتي:
1 اختلاف القوانين والأنظمة التي يجب ان يعاد توحيدها ضمن برنامج زمني معين كشرط اساسي للوحدة الخليجية المنشودة.
2 ة الأزمات المؤسفة التي شهدتها المنطقة خلال العقد المنصرم وكانت لها اثار سلبية كثيرة انعكست على اقتصاديات دولنا اضافة الى الحد من وتيرة التنمية الاقتصادية فيها.
3 معوقات فنية وادارية اعترضت التطبيق الفعلي لقرارات القمم الخليجية التي يجب العمل على ازالتها ووضع آلية عملية لمعالجة مثل هذه المعوقات.
وفي هذا المقام يسعدني أو أؤكد بأن البحرين سباقة في تطبيق مختلف قرارات القمم الخليجية وتحرص دوما على الاسراع في تطبيق كل ما يتم الاتفاق عليه من قبل اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، فالبحرين تعتبر من اوائل دول المجلس التي طبقت فعلا القرار الاخير الصادر عن القمة العشرين حول توحيد التعرفة الجمركية على طريق الوصول للاتحاد الجمركي في مارس 2005م حيث اصدرت الجداول الخاصة بذلك وعملت على تنفيذها, كما ان دولة البحرين تأخذ زمام المبادرة في طرح الافكار والرؤى التي من شأنها ان تدفع بمسيرة دول المجلس قدما الى الأمام نحو تحقيق الوحدة الخليجية الشاملة التي هي من الأهداف الأساسية التي يسعى اليها كل مواطن بحريني وخليجي ولا يخفى عليكم ان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة امير البلاد المفدى وصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد الأمين القائد العام لقوة دفاع البحرين يؤكدون دوما على تطلع البحرين نحو تحقيق هذا الهدف السامي.
كما ان هذا التوجه قد عكس بوضوح ميثاق العمل الوطني الذي رفع لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى يوم السبت الماضي بتاريخ 23 ديسمبر 2000م الموافق 27 من شهر رمضان المبارك لعام 1421ه.
رئيس جامعة الخليج العربي
واجرت الجزيرة حديثاً مع الدكتور عبدالله مبارك الرفاعي رئيس جامعة الخليج العربي وقد أجاب سعادته على سؤال الجزيرة عن نظرته إلى مؤتمر القمة الخليجية في البحرين في ضوء المنجزات الخليجية وما حققه مجلس التعاون لابناء الخليج، قائلا: يمثل هذا المؤتمر خطوة جديدة نحو تحقيق الآمال وطموحات دول مجلس التعاون الخليجي وتتحقق من خلاله اطلالة على ما تم من انجازات وما يؤمل تحقيقه من آمال وطموحات.
ما تحقق حتى الان من انجازات عبر القمم السابقة لمجلس التعاون الخليجي لابد ان يكون موضع الاعتبار في وعي ابناء دول المجلس وخصوصا ما يتصل بالتكامل والسعي نحو تأكيد عرى التواصل فيما بين دول مجلس التعاون حكاما وشعوبا والاتجاه نحو مزيد من الرؤية المشتركة لما يدعم التنمية الشاملة.
وعن سؤاله عن الخطوات التي يرى انها ضرورية لتنفيذ ما يطمح إليه ابناء دول المجلس لصالحهم، قال الدكتور الرفاعي: نظراً لأن هناك عوامل مشتركة تؤدي إلى الوحدة فيما بين دول مجلس التعاون الخليجي فإن الامر يتطلب تبني استراتيجية واضحة المعالم وقابلة للتنفيذ العملي المتواصل تتحدد معالمها في:
1 التخطيط قصير الاجل وطويل الاجل للمشروعات التنموية التي تشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
2 الاستقرار على آليات لتنفيذ ما يرتبط بهذا التخطيط من مشروعات.
3 تهيئة المناخ المناسب سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي للعمل على انجاح هذه الاستراتيجية والوفاء بما تتطلبه من عوامل بتكوين القيادات وتنمية المهارات البشرية وتوفير المقومات المطلوبة لذلك ويدخل فيها المقومات السياسية والاقتصادية والاعلامية وغيرها، واتخاذ خطوات تنفيذية تنعكس على ممارسات المواطن الخليجي في معاملاته اليومية.
رئيس جامعة البحرين
أما الدكتور محمد بن جاسم الغتم رئيس جامعة البحرين فأجاب على اسئلة الجزيرة بأن مؤتمر القمة الخليجية في البحرين سيكون خطوة جديدة واثقة وواعدة باتجاه تحقيق غد افضل لمواطني المجلس عن طريق مزيد من العمل الجماعي المشترك, ولاشك ان المجلس قد حقق الكثير خلال ما يقرب من عقدين من الزمان, فقد تم ارساء اسس تعميق المواطنة بين مواطني دول المجلس، وتوحيد كثير من الانظمة والقوانين والسياسات، وتسهيل التبادل التجاري، وانشاء المؤسسات المشتركة، وتوحيد المواقف تجاه العالم الخارجي بشأن عديد من الامور الاقتصادية والمالية والجمركية وغيرها, وعلى ذلك فإن انعقاد مؤتمر القمة الخليجية في البحرين ما هو إلا حلقة في تلك المسيرة الكبرى نحو التقدم والازدهار.
وأضاف الدكتور الغتم انني بوصفي عضوا ممثلا لدولة البحرين في الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ارى ان الكثير مما انجز يتطلب المتابعة لتنفيذه ودراسة العقبات الفعلية بهدف وضع سياسات لتخطيها فلدينا مثلا الاتفاقية الاقتصادية، وتملك تصوراً استراتيجيا للتنمية الشاملة بعيدة المدى لدول مجلس التعاون (2000 2025م) إلى اي مدى حققنا ما هو متضمن فيهما وما هي العوائق التي تحول دول تحقيق ما لم يتحقق بعد، كذلك تسهيل الانتقال بين دول المجلس اضافة إلى توحيد التعرفة الجمركية فهي امور يعتبرها المواطن الخليجي من الامور الجوهرية العاجلة, ان عالم اليوم هو عالم التكتلات الاقليمية الامر الذي يقتضي منا مواصلة المسيرة وتقويم ما تحقق على ضوء نظرة علمية موضوعية كما ان النظام الاساسي لمجلس التعاون يحتاج بعد مرور عشرين عاما على المجلس الى اعادة نظر وتحديث وتطوير بما يخدم صالح عموم الدول الاعضاء ويواكب المستجدات على الساحتين الخليجية والعالمية.
سفير دولة الكويت
وردا على أسئلة الجزيرة قال سفير دولة الكويت بالبحرين عبدالمحسن سالم الهارون بمناسبة القمة الخليجية في البحرين بأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية اصبح من المؤسسات الثابتة والراسخة وقد استطاع ان يصمد في وجه الاعاصير التي مرت بالمنطقة وقد زادته الاحداث قوة وثباتا.
وقد رأى مواطنو دول المجلس منذ انشائه انه نواة للوحدة الخليجية التي بدأت خطوطها تتضح وان كانت ببطء ويلاحظ بأن قادة دول المجلس قد حرصوا على دعم هذه المسيرة وقد بذلوا جهودا كبيرة لتذليل كافة المعوقات التي قد اعترضت المسيرة الخليجية وقد استطاع قادة دول المجلس ان يفعّلوا دور المجلس باللقاءات التشاورية التي تعقد كل ستة اشهر بمعنى ان القادة يلتقون مرتين في السنة مرة في قمتهم العادية السنوية التي تعقد عادة في شهر ديسمبر من كل عام ثم القمة التشاورية نصف السنوية.
وأوضح سعادته أن مجلس التعاون قد لعب دورا مميزا وملحوظا اثناء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت وقد وظفت دوله جميع امكانياتها لتحرير الكويت، هذه الجهود التي بذلتها دول المجلس هي التي اثمرت بجانب الجهد الدولي تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي البغيض وهذا مثال واضح يؤكد صلابة مجلس التعاون في مواجهة العواصف العاتية التي تعترض طريقه مثل غزو العراق للكويت واحتلاله.
وأضاف بأن مجلس التعاون الخليجي قد حقق انجازات ونجاحات كثيرة بفضل اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس خلال فترة قصيرة إذا قيست بعمر الشعوب ونتوقع ان يحقق المجلس مزيدا من الانجازات والنجاحات في المستقبل.
مؤكداً ان قمة المنامة التي ستعقد في نهاية شهر ديسمبر 2000 ستكمل مسيرة المجلس في تحقيق الانجازات والنجاحات وان دولة البحرين قد استعدت ووظفت جميع امكانياتها لانجاح هذه القمة التي ستكون نتائجها ان شاء الله ترجمة حقيقية لطموحات قادة وشعوب دول المجلس.
سفير دولة الإمارات العربية
ورأى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في البحرين سلطان محمد القرطاسي بأن مجلس التعاون الخليجي حقق العديد من الانجازات والنجاحات من خلال الإشراف والرعاية التي أولاه إياها أصحاب السمو قادة وملوك دول المجلس,
مؤكداً بأن المرء حين يستعرض مسيرة مجلس التعاون الخليجي لا يسعه إلا الاعتراف بهذا الكم من الإنجازات التراكمية التي تحققت طيلة السنوات الماضية سواء ما يصب مباشرة في تعزيز الروابط بين أبناء المنطقة وشعوبها كتسهيل انتقال الأفراد والبضائع بين دول المنطقة والاقتراب للتطبيق الكامل للتنقل بالبطاقة والخطوات الجارية للاعداد لتوحيد الجوازات علاوة على الشوط الذي تحقق في توحيد معظم السياسات التعليمية والثقافية والاجتماعية والقانونية والدفاعية والأمنية وإنشاء قوات درع الجزيرة التي تتجه دول المجلس لتعزيز قدراتها لتشكل قوة ضاربة موحدة.
مشيرا بأنه لابد من الإشادة كذلك بما تحقق في القمة الأخيرة والتي تشكل خطوة كبيرة للأمام في وضع آلية تطبيق للتوحيد الكامل للتعرفة الجمركية إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات فإن طموح شعوب دول المجلس اكبر بكثير من ذلك وهي تأمل في البناء على هذه الإنجازات لتحقيق خطوات كبيرة ومتسارعة تنسجم مع التطورات العالمية التي تدفع بالعديد من الكتل والمناطق لتشكيل كيانات اكثر انسجاما وتماسكا ولا غرو فإن منطقتنا وبالقياس إلى الكثير من المناطق تمثل من المقومات لذلك ما يفوق غيرها بكثير ونحن نعتقد أن دولنا جميعها مدعوة إلى إسراع الخطى للوصول بدول المجلس إلى مصاف الكتل القوية والمؤثرة في ميزان القوى الاقتصادية.
وأنه إذا كانت طموحات شعوب المنطقة على هذا القدر فإن عزيمة القادة هي التي سمحت بتحقيق هذه الإنجازات الكبيرة وذلك من خلال حرصهم ومتابعتهم الدائمة وإشرافهم المستمر على هذه المسيرة.
مؤكدا في ختام حديثه ان انعقاد قمة مجلس التعاون هذا العام في دولة البحرين الشقيقة وتزامنه مع عيدها الوطني ومع عيد الفطر السعيد والعام الجديد لمناسبة غالية تستحق الإشادة بها، كما تستحق توجيه التهاني والشكر لدولة البحرين الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على هذا الاستعداد الرائع والأجواء الإيجابية التي تحاط بها القمة وكذلك توجيه التهاني لجميع قادة دول المجلس متمنين ان تحقق قمتهم جميع الآمال المرجوة منها.
سفير سلطنة عمان
وقال سفير سلطنة عمان في دولة البحرين سالم بن علي بن عمر بايعقوب بأن قيام مجلس التعاون بين الدول الست قد قام في فترة شهدت المنطقة خلالها احداثا ليس من قبيل المبالغة القول بأنها مهمة وكانت أكثر تأثرا بها عن سائر الدول العربية الأخرى وهي حرب الخليج وقد تمكنت خلالها دول مجلس التعاون من تحديد اطر التعاون فيما بين الدول الست بأسلوب تنسيقي راق في كافة المواقف المحلية والاقليمية والدولية أمن لها تجنب الكثير من المشاكل الناتجة عن تلك الحرب وتقليل الأضرار الناتجة عن التحولات التي جرت في النظام الدولي من خلال سياسات المجلس التي تتسم بالواقعية وبعد النظر.
مؤكداً بأن موقع دول المجلس وما تحتويه من ثروات جعلها محل استقطاب للدول الصناعة المستهلكة للبترول وفي ظل هذا الفهم فليس أمام دول المجلس سوى الاستمرار في تفعيل التعاون فيما بينها من خلال تنفيذ الاتفاقيات في إطار التكامل الذي ننشده جميعا, بالطبع هناك تحديات أمام هذا التكامل لا سبيل للتغلب عليها سوى التعامل معها إيجابياً من خلال الفهم المتبادل لمصالح الدول الست ومن وجهة النظر الشخصية بدأت وجهات النظر في هذا الجانب أكثر ادراكا للمرحلة ومتطلباتها مما يجعلنا اكثر تفاؤلا بنتائج القمة القادمة بدولة البحرين الشقيقة.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن نجاحات المجلس لا يمكن النظر إليها بمعزل عن التحديات التي تواجه دول المجلس منفردة ومجتمعة وإذا كان الامر كذلك فإن المجلس ولله الحمد وبتوفيق قادتنا قد حقق الكثير من النجاحات قد تكون لا ترقى لطموحات القادة والمواطنين ولكنها نجاحات مهمة تتجسد في وجود مظلة نستظل بها في ظل وجود كيانات وتجمعات اقتصادية قوية من حولنا وفي العالم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved