أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th December,2000العدد:10320الطبعةالاولـيالسبت 4 ,شوال 1421

القمة الخليجية 21

مواقف مجلس التعاون في قراءة للبيانات الختامية لقمم المجلس
تثبيت أمن واستقرار المنطقة,, والعلاقات مع دول الجوار والحفاظ على مكتسبات المواطنين الاقتصادية ,, أهداف سعى المجلس إلى تحقيقها ونجح في ذلك إلى حد كبير
كتب جاسر عبدالعزيز الجاسر:
تستضيف دولة البحرين قمة دول مجلس التعاون الحادية والعشرين وسط تحديات ومتغيرات خارجية تتواكب مع مجيء القرن الحادي والعشرين وقد اصبح ضروريا مواجهة ذلك بتنسيق الجهود وفعاليات المسيرة التنموية في مختلف مجالاتها، في ضوء ذلك ستعقد القمة تحت شعارالتواصل والتفاعل من اجل بلوغ اهداف وغايات المجلس.
والجزيرة من خلال البيانات الختامية لاجتماعات المجلس الاعلى لقادة دول مجلس التعاونالقمم تقدم قراءة لمحاور الاهتمام السياسية لدول المجلس، فمن خلال اجتماعات المجلس الاعلى منذ بدايته في دولة الامارات العربية المتحدة ابو ظبي من 21 22 رجب 1401 ه 26 مايو 1981م بدعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للقاء اصحاب الجلالة والسمو يلاحظ على بياناته أنها على اربعة محاور ذات اهمية بصلة المجلس بالوطن العربي والحفاظ على الوحدة العربية وتوحيد الصف العربي والشؤون الاسلامية وهي1 امن واستقرار المنطقة في ضوء ما تشهده من تغيرات وتدخلات من دول طامعة.
2 ادراج القضية الفلسطينية في بيانات المجلس الاعلى كأهم قضية تستحق المناقشة واستنكار وشجب الاضطهاد الصهيوني في المنطقة العربية واحتلال القدس الشريف.
3 الاهتمام ودعم دولة الكويت والعمل على تحريرها من الاحتلال العراقي,, وقبل ذلك الوقوف مع الشعب والحكومة العراقية ماديا ومعنويا وعسكريا في حربها مع ايران والعمل على التسوية وانهاء الحرب.
4 ادراك حتمية التكامل الاقتصادي بين دولهم والاندماج الاجتماعي بين شعوبهم, هذه المحاور الرئيسية التي ولدت ورأت النور مع ظهور وانبثاق المجلس الى آخر جلسة في دولة قطر عام 1417ه 1996م وفي كل جلسة يتم تداول المستجدات التي تحدث على الساحة الخليجية في المنطقة وعلى المسرح الدولي والقضية الفلسطينية.
البداية
وانطلاقا من الروح الاخوية القائمة بين هذه الدول وشعوبها واستكمالا للجهود التي بدأها قادتها في البحث عن صيغة مثلى تضم هذه الدول واستجابة لرغبات وطموحات شعوبهم في مزيد من التعاون والعمل من اجل مستقبل افضل, وبناء على ما تم في اجتماعات وزراء خارجيتها في كل من الرياض بتاريخ 4/2/1981م ومسقط بتاريخ 6/1/1981م ونظرا للحتمية الضرورية الواجبة على رؤساء وقادة دول منطقة الخليج اتفق اصحاب الجلالة والسمو فيما بينهم على انشاء مجلس يضم دولهم يسمى مجلس التعاون لدول الخليج العربي وقاموا بالتوقيع على النظام الاساسي للمجلس الذي يهدف الى تطوير التعاون بين هذه الدول وتنمية علاقاتها وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات وإنشاء المشاريع المشتركة ووضع أنظمة متماثلة في جميع الميادين الاقتصادية والثقافية والاعلامية والاجتماعية والتشريعية فيما يخدم مصالحها ويقوي قدرتها وقرر المجلس خلال الجلسة الاولى في ابو ظبي ايضا تعيين امين عام للمجلس هو السيد عبدالله يعقوب بشارة وان تكون الرياض مقرا دائما للمجلس.
واكد القادة ان هذا المجلس انما يعبر عن ارادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن أمنها استقلالها وصيانة مكتسباتها من الاستغلال كما اكدوا رفضهم المطلق لأي تدخل اجنبي في المنطقة مهما كان مصدره وطالبوا بضرورة ابعاد المنطقة بأكملها عن الصراعات الدولية وخاصة وجود الاساطيل العسكرية والقواعد الاجنبية وهم بذلك يعبرون عن امن واستقرار المنطقة وانه مسؤولية شعوبها ودولها وان هذا الضمان للاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الاوسط الامر الذي يؤكد على ضرورة حل قضية فلسطين حلا عادلا يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيه حقه في العودة الى وطنه واقامة دولته المستقلة ويؤمن الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة وفي طليعتها القدس الشريف، ولم يغب عن ذهن المجلس تصاعد العدوان الصهيوني على الامة العربية وتمادي اسرائيل في انتهاك سيادة واستقلال لبنان الشقيق والقصف الوحشي المتتابع على المدن والقرى اللبنانية والمخيمات الفلسطينية وحرب الابادة التي تقوم بها ضد الفلسطينيين وكان من ضمن اهتمام المجلس بالاوضاع العربية اهتمامه البارز والقوي وتأييده للجهود المبذولة لوقف الحرب العراقية الايرانية باعتبارها من المشاكل التي تهدد أمن المنطقة وتزيد من احتمالات التدخل الامني فيها واكدوا على ضرورة مضاعفة الجهود لايجاد تسوية للنزاع, كما اكد اصحاب الجلالة والسمو التزامهم بميثاق جامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة العربية وجددوا دعمهم لمنظمة المؤتمر الاسلامي والتزامهم بقراراتها وعبروا عن تمسكهم بمبادئ عدم الانحياز وميثاق الامم المتحدة.
ومن منطلق الحديث عن فراغ القوة في المنطقة والثروة التي ليس لها اصحاب يمكن ان ينتهي الى الابد لذلك قام المجلس على التأكيد بدورهم الجماعي، وتستطيع اقطار مجلس التعاون مجتمعة ان يكون لها صوت في المجال العالمي والاقليمي يعبر عن مكانتها في الاقتصاد العالمي، وهو تحويل موارد النفط لتنمية شاملة ومستقرة لمصلحة شعوبها.
كل تلك التحديات والاوضاع العربية المتدهورة بمعنى اصح كل تلك المحاور هي من الاولويات التي يدرجها المجلس الاعلى للمناقشة والتي لم تغب عن بال المجلس حتى الاجتماع الذي بدأ في الكويت كان المجلس ومازال يناقش تلك الامور منذ بدايته بروية ورشد وتعقل لايجاد حل مناسب لها او على اقل تقدير لطرحها امام الملأ وخاصة ابناء الخليج، ابناء المجلس الذي سوف يؤيد وبكل شدة قراراتهم والعمل على توحيد أبناء المسلمين على قول الحق وتحت لواء واحد هو لا اله الا الله محمد رسول الله لمعرفة قضاياهم والاهتمام بها، والتعبير عن ان الامة العربية والاسلامية هي جسد واحد يتأثر بألم احد اعضاء جسده وانهم اخوة وابناء اخوة يجب ان يقفوا تحت كلمة واحدة وسقف واحد.
لجان مجلس التعاون
وقام المجلس وابتدأ على تلك المبادئ وتكونت لجان من ذلك المجلس تهتم بالشؤون المنوطة بها كل لجنة ومن تلك اللجان، لجنة التخطيط الاقتصادي والاجتماعيوتتولى استنباط مجالات العمل المشترك في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ، لجنة التعاون المالي والاقتصادي والتجاري وتقوم على التعاون المالي والنقدي، انتقال الاموال والافراد وممارسة النشاط الاقتصادي حرية ممارسة النشاط، الاقتصادي التبادل التجاري، والنقل والمواصلات، لجنة التعاون الصناعي، لجنة النفطوتكون هذه اللجنة من وزراء الخارجية والبترول والمالية لجنة الخدمات الاجتماعية والثقافية.
عرض للبيانات الختامية لاجتماعات القمة
ونرى ان البيان الختامي للدورة الثانية للمجلس الاعلى لدول الخليج العربي في الرياض من عام 1402ه 1981م اشتمل على استعراض المجلس لردود الفعل العربية والدولية حول مبادئ السلام التي اعلنتها المملكة العربية السعودية بشأن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وقرر المجلس مثلا ادراج تلك المبادئ على جدول اعمال مؤتمر القمة العربي الثاني عشر المقرر عقده بالمغرب بهدف بلورة موقف عربي موحد حول القضية الفلسطينية ولم يغب عن بيان المجلس الوضع في افغانستان في تلك الفترة وما يشكله من مخاطر ليس فقط على امن المنطقة واستقلالها وانما على السلام العالمي واكد تمسكه بقرارات المؤتمر الاسلامي بهذا الخصوص.
ونلاحظ ايضا ان المجلس يدرج في كل جلسة موضوع التعاون العسكري بين دوله وقرر دعوة وزراء الدفاع للاجتماع من اجل تحديد الاولويات التي تحتاجها دول مجلس التعاون من اجل تأمين استقلالها وسيادتها.
وفي كل جلسة للمجلس الاعلى يقوم بمناقشة التطورات التي تحدث سواء في أمن الخليج او اسقراره أو الوضع العربي الراهن ويجدد ويطرح الحلول اللازمة لتلك المواقف ولقد كان هناك تدارك لما يحدث بين دوله ويدرأ الصدع العربي عندما تحدث خلافات في المنطقة خاصة او على المستوى العربي عامة وانهاء الخلافات التي تحدث ونذكر الخلافات التي كانت بين الجمهورية اليمنية الديموقراطية الشعبية انذاك وسلطنة عمان وما ابداه المجلس من رغبة صادقة في ازالة كل مسببات الخلاف والتباعد بين ابناء البلدين والشعبين الشقيقين، ولقد كان للمجلس دور في انهاء الخلافات وتقارب العلاقات المتدهورة بين سورية وبريطانيا, وكان المجلس يربط بين استقرار وأمن المنطقة بانهاء الحرب العراقية الايرانية وكان يدرس كل المساعي التي تبذل من اجل وضع حد لتلك الحرب التي استنزفت طاقات البلدين الجارين وشعبيهما المسلمين، وكان يطرح الحلول السلمية من اجل انهاء الحرب.
وكان المجلس يربط ايضا امنه واستقراره بعدم مس المشاعر الدينية والمحافظة على شعور اهلها الديني وعدم المساس بذلك الدين او التعرض اليه او استعماله مجالا لرفع الشعارات والنداءات السياسية اي عدم استخدام المشاعر المقدسة في اغراض سياسية ومن ذلك ما ادخله المجلس وادرجه ضمن بيانات المجلس وبحثه ووضعه على طاولة المناقشة وهو ما حدث في مكة المكرمة والفتنة التي اثارها الايرانيون بجوار بيت الله الحرام وان ذلك مكان للعبادة وليس لرفع الشعارات والنداءات وتنظيم المظاهرات كان ذلك مبدأ لانتشال الدين بعيدا عن الصراعات السياسية والحربية وشجب واستنكار ذلك العمل الاجرامي الذي يخل بالدين ومبادئه وهو بعيد كل البعد عن ذلك باقامة العدل والمساواة والحرية بين الشعوب.
وكان المجلس يشيد من خلال بياناته حول الانتفاضة الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ارضه واذ يشيد المجلس بالانتفاضة الباسلة ويقدر التضحيات التي يتحملها الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة مؤكدا مساندة دول المجلس وتأييده للانتفاضة الباسلة في تحقيق اهدافها ويناشد المجتمع الدولي مؤازرة الانتفاضة وفضح اساليب البطش والارهاب الاسرائيلي ومعارضة الاجراءات القمعية التي تمارسها ضد ابناء شعب فلسطين.
العمل على تحقيق السلام بين العراق وإيران
وخلال انعقاد الدورة العاشرة في مسقط من عام 1989م كان المجلس يصر ويؤكد على دفع الجهود الرامية الى تثبيت السلام بين العراق وايران والاستمرار في دعم المساعي الحثيثة لحل تلك الحرب واعلان السلام ومن ضمنها الكويت التي لم يكن في بالها ان مجرى الامور سوف يتغير والاحداث سوف تأخذ مجرى ومسلكا اخر غير متوقع، مسلك هتلر العراق الذئب الذي غدر باصحابه بعد ان كانوا يعينونه ويمدونه بالعدة والعتاد ناهيك عن الدفع المعنوي والمادي من قبل دول المجلس لكن الطاولة انقلبت واصبحت في غير موضعها بل في وضع اخطر واشمل واعم فعم كل دول المنطقة.
انها الحسابات التي حسبها النظام العراقي والمبنية على الغدر والخسة وهي بالحقيقة مجرد كذبة كبرى كان يضحك بها صدام على شعب العراق والامة العربية وانه الوهم والمرض بالزعامة والقيادة.
فرض الزعامة القومية ,,!!
ولم يعلم ان ذلك ليس بصالحه وانه موقف لا يحسد عليه بل هو موقف الرئيس المريض بالوهم أو المرض النفسي الداخلي وخلق الاعذار والكذب وتصديقها، كل ذلك ليس من مصلحة الامة العربية والاسلامية ولا من مصلحة صدام نفسه بل على العكس هي من مصلحة الغرب المتفرج على تلك المسرحية والتي هي من سيناريو واعداد واخراج امريكا.
ومن بطولة صدام حسين، الكل يعرف حقيقة وصدق تلك المسرحية وما يحدث خلف الكواليس من اشياء خفية يجهلها الجميع اذا ان كل التصورات تؤكد أن قوى اجنبية تستعمل صدام في لعبة الشطرنج من اجل اسقاط القوى العربية الكبرى التي كان يخاف منها الجميع ويحسب لها الف حساب.
الكذبة
صدق صدام تلك الكذبة بانه زعيم الامة بغض البصر عن المصلحة والمشكلة التي كان يختلقها لنفسه ولم يحسب انه بذلك جرد نفسه وشعبه المسكين من العروبة وصفة الاسلام الحتمية لذلك المجتمع الاسلامي السمح حتى اصبح الان الكل ينادي باسقاط النظام العراقي وتغييره بل والعمل على ايجاد نظام يؤمن امن واستقرار المنطقة حتى اصبح هناك من يطالبه بالتنحي عن السلطة من داخل الشعب العراقي ومن خارجه ممن يعارضون نظامه ويطالبون بنظام عادل ولا احد ينكر ان ظروف المنطقة الخليجية والعربية تغيرت واصبحت في مسار آخر بل واضعف من ذلك المسار الاول الذي كان يحفظ للمنطقة الخليجية امنها واستقرارها وهو بذلك يترك فرصة لتخلخل نظام وقواعد وقوة التوازن في المنطقة وترك الفرصة لدول أخرى طامعة تكون على الواجهة وتجد لها مكانا للدخول الى خلجات منطقة الخليج ناهيك عن ان ظروف المنطقة الخليجية الاقتصادية قد حال صدام دون النهوض وارتقاء الشعب الخليجي وعدم الوصول الى مصاف الدول الغنية الاخرى اي ان صدام تسبب بخسائر فادحة لاقتصاد دول المنطقة هذا يرجع الى ضعف تلك الدول وعدم مقارعة الدول الاخرى بل ان صدام عمل على غياب دولة العراق عن الساحة العربية وعدم مشاركة العراق قرارات الدول العربية وغيابها عن الساحة العربية واستنزاف قدرات وقوات الشعب العراقي بل وعزله عن الشعوب العربية والامة الاسلامية والعيش في ضعف اقتصادي وعسكري ووحدة اجتماعية ادى بها الى الهاوية وقاع الفقر والجوع والترشد والضياع والاضطهاد المعنوي والنفسي وكأن الهوية العراقية اصبحت غير موجودة وغير موثوق بها او معترف بها بل وعدم احترام تلك الهوية العربية التي انتهت من الوجود بسبب ذلك النظام التعسفي الشمولي الذي تأثر بانظمة الاستبداد والقهر والوهم,.
الاحتلال العراقي لدولة الكويت
منذ قمة الدوحة في عام 1990 اصبح موضوع تحرير ودعم دولة الكويت الموضوع الاول والاكثر استحواذا لاهتمام قادة دول مجلس التعاون إذ ان تعرض دولة عضو للاحتلال اعتبر، وهو كذلك تهديدا لأمن وسلامة الدول الاعضاء في المجلس وما ترتب على ذلك من سفك لدماء الابرياء من شعب الكويت والمقيمين فيها وتشريدهم ومن عمليات الاعتقال والتعذيب وسلب ممتلكات وانتهاك الحرمات في محاولة منه لطمس هوية الكويت والغاء كيانها وفي قمة الدوحة جدد المجلس الاعلى اداناته الشديدة للنظام العراقي لعدوانه السافر والغاشم على دولة الكويت والاستمرار في رفض الامتثال لمبادئ ميثاق الجامعة العربية وقرار مؤتمر القمة العربي رقم 195 .
ويشيد المجلس الاعلى بشعب الكويت الصامد الرافض للاحتلال والمتمسك بحكومته الشرعية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
ويجدد المجلس في كل بياناته جهود دوله الاعضاء فرادى وجماعات قبل الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت وما لقيه من عون في حربه مع ايران ولقد حمل المجلس العراق مسؤولية التعويض عن الاضرار والخسائر الناجمة عن الغزو التي لحقت بالمصالح الكويتية والبنوك والهيئات والمؤسسات والشركات العامة او الخاصة والاستيلاء على ممتلكاتها واموالها.
وقام المجلس بالجهود الدبلوماسية والسياسية الهادفة الى تعزيز وحدة الاجتماع العربي والدولي الرافض للعدوان وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، فقد قرر المجلس في تلك الفترة تكليف لجنة من وزراء الخارجية في الدول الاعضاء للقيام بجولات جماعية الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وبعض الدول العربية وغيرها من الدول ذات الاهمية.
وفي الدورة الحادية عشرة لدول المجلس في دولة الكويت 1991م عبر المجلس عن الجهود المبذولة من اجل تحرير دولة الكويت واستعادة استقلالها ومسيرتها على اراضيها واستعادة وحدتها وان نتج ذلك فانه من توافق دول المجلس وقراراتها التي توافق الاوضاع القائمة في تلك الفترات واشاد المجلس بمساندة الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب الحق والعدل ومبادئ القانون الدولية وكان لوقفتها دور فعال في التعبير عن الارادة الدولية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ويعبر عن اكباره وامتنانه لتلك الاسهامات التاريخية للدفاع عن سيادة القانون ونصرة العدالة وترسيخ قواعد ثابتة للامن والاستقرار في المنطقة وانطلاقا من قناعة راسخة باهمية تدعيم التعاون الامني والعسكري بين الدول الاعضاء وتعزيز قدراتها الدفاعية وعلى ضوء الدروس المستفادة من عدوان نظام العراق يؤكد المجلس الاعلى تصميمه على مواصلة التنسيق والتعاون في المجال العسكري والامني والارتقاء بالقدرات الدفاعية في اطار تصور استراتيجي موحد يفي بمتطلبات الامن ويواجه تحديات الموقف.
الاهتمام بالقضايا العربية
ورغم ان تلك الفترة كانت صعبة على منطقة الخليج وخاصة بعد الغزو الغاشم الا ان المجلس لم يغب عن باله ما بدأه وهو طرح ومناقشة القضية الفلسطينية حيث تدارس المجلس تطورات مساعي السلام في الشرق الاوسط وهو بذلك يشيد بالجهود السلمية الحثيثة والمخلصة التي بذلها المجتمع الدولي وبصفة خاصة الولايات المتحدة الامريكية ويعبر المجلس دائما عن ارتياحه لنتائج مؤتمر السلام منذ مدريد والتي شارك فيها المجلس بصفة مراقب ويؤكد المجلس حرصه والتأكيد على دعمه الدائم لجهود السلام وعزم دوله على المشاركة في الاجتماعات المتعددة الاطراف سعيا منها لدعم الامن الاقليمي ولم يغب عن بال المجلس وضع العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة والشكل الذي سوف يكون عليه العالم اي النظام العالمي الجديد الذي سوف يحكم هذا العالم والذي نادى به الرئيس الامريكي الاسبق بوش والذي لا احد ينكر دوره وحضوره القوي واصراره على تحرير دولة الكويت من انياب صدام حسين، وتابع المجلس التطورات العالمية الايجابية بانتهاء الحرب الباردة وانحسار الصراع العقائدي التقليدي نوقش ذلك في دورة المجلس عقب تحرير الكويت في دولة الكوت من عام 1991م في دورة المجلس الثانية عشرة وتلاشي الحواجز السياسية والسعي نحو الحد من التسلح والتوجه نحو التعاون العالمي البناء لايجاد حلول جذرية لبؤر التوتر الاقليمية وبالطرق السلمية ووفق لأساليب عملية وعقلانية بعيدا عن التعصب والتجمع للقوى الذي أصبح لا يحل شيئا تجاه هذا العالم الذي تبنى سياسة الانفتاح العالمي والاقتصادي الحر العمل على دعم التنمية وتسخير الموارد لخير الشعوب ورفاهها وبذلك يعبر المجلس عن ارتياحه البالغ لتلك التطورات مؤكدا استعداد وعزم الدول الاعضاء على الاسهام الفاعل في تثبيت دعائم النظام العالمي الجديد والمشاركة في الجهود الدولية المبذولة لاقامة هذا النظام على اساس من العدل والانصاف وذلك ادراكا من الدول الاعضاء بان ما حدث من غزو الكويت هو غياب ذلك النظام وهي تجربة تكفي للاستفادة منها وبناء نظام جديد يقوم على السلام العادل الذي قبل كل شيء هو منبع الإسلام ومن مظاهره.
التعامل مع المتغيرات الدولية
وفي ضوء المتغيرات في الوضع العربي ووضع المنطقة خصوصا والمستجدات في الوضع العالمي أصبح هناك اعادة لترتيب الاوراق وبناء نظام جديد مع حلول النظام العالمي الجديد القائم على التفاهم والمرونة والتعاون الدولي والاقليمي وخاصة في منطقة الخليج، وان تلك هي حقيقة حتمية تم ادراكها من قبل الدول الاعضاء وهي اعادة النظر في سياسة المنطقة تجاه العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة بعد الاحتلال العراقي لدولة الكويت ومهما بدا من النظام الجمهوري الايراني تجاه النزاعات الحدودية فهذه تم طرحها ومناقشتها لايجاد الحلول المناسبة لها من خلال التحاور والجلوس الى طاولة المفاوضات، لقد بدأ اتجاه آخر من السياسة الخليجية تجاه ايران يقوم على الود وتسوية الخلافات وبناء علاقة جديدة مبنية على التعاون والتفاهم والتبادل في العلاقات وهذه خطوة دبلوماسية ناجحة للدول الاعضاء اذا ما تم ذلك وهذا نجده من خلال المؤتمرات التي حدثت في المنطقة وتبادل الرسائل الودية والدبلوماسية واكبر دليل على ذلك هو التفاهم والمرونة التي بدأت بها ايران من خلال مؤتمر القمة الاسلامي الذي عقد في طهران، واعلان ايران من خلاله الانفتاح على العالم وبناء نظام جديد يخدم سياستها الخارجية ونيتها في اقامة علاقة مع دول الخليج العربي ودول العالم بأسره وخاصة أمريكا التي وصفها الرئيس الايراني انهاشعب عظيم .
البوسنة والهرسك
ولم تخل بيانات المجلس عن الوضع في البوسنة والهرسك حين ذاك فقد تدارس المجلس الاعلى ما آلت اليه الحالة الامنية والمعيشية في جمهورية البوسنة والهرسك وذلك نتيجة العدوان الصربي الآثم وارتكاب القوات الصربية النظامية وغير النظامية ابشع جرائم الابادة العرقية ضد الانسانية التي لم يعرف التاريخ مثلها ابدا وان ذلك تحد سافر للشرعية الدولية وكان المجلس يعبر عن ادانته الشديدة لما يقوم به الصبر تجاه المسلمين وكانت هذه القضية وغيرها من قضايا المسلمين سواء القضية الفلسطينية او الشيشانية ويسرع إلى ادانتها وعلى اصدار بيانات فيها في كل جلسة يقوم بها المجلس لأنها اضطهاد للامة الاسلامية محاولة منه لنصرة المسلمين واعلاء كلمتهم ورفع الظلم عنهم في كل دول العالم وكان البيان الختامي في كل جلسة يؤكد على دعم القضية البوسنية ماديا ومعنويا وطرح القضية في المحافل الدولية والعمل على رفع الظلم عنها واحلال السلام بدلا من الحرب وأكد المجلس تضامنه المطلق وتأييده التام لجمهورية البوسنة والهرسك في محنتها المؤلمة ودفاعها البطولي عن استقلالها وكيانها وسيادتها ووحدة اراضيها وقام المجلس بحث الدول الاعضاء على جمع المعونات والمساعدات من اجل تخفيف العبء على الشعب البوسني للخروج من محنته، وايمانا من اعضاء المجلس ان السلام لابد ان يعم العالم بدلا من الحرب والتأكيد على ذلك والعمل من اجل امة تقوم على مبادئ السلام في ظل نظام جديد يواكب الحضارة ويؤدي بالشعوب الى الرفاهية والحرية والاستقرار فقد عبر المجلس عن ترحيبه لتوصل الاطراف المعنية بالصراع في نوفمبر من عام 1995م الى توقيع اتفاق دايتون لاحلال السلام في البوسنة والهرسك ويعبر المجلس عن ارتياحه لما تضمنه الاتفاق من بنود تؤكد سيادة جمهورية البوسنة والهرسك ووحدة اراضيها ولقد سجل المجلس تقديره للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي في سبيل التوصل الى هذا الاتفاق.
قضايا الشرق الأوسط
وعلى الجانب الآخر نعود من حيث بدأنا فلقد كان المجلس يصر على إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه ولم تخل البيانات الختامية لكل جلسة من هذه الجلسات مما لها من وقع خاص لدى اعضاء المجلس والعمل على انهاء محنة الشعب الفلسطيني المناضل للكسب والحصول على كامل حقوقه.
وابتهج المجلس لمسيرة السلام في الشرق الأوسط بل ومد يد العون والمشورة من اجل التوصل الى سلام عادل ولقد اطلقها القائد الملك فهد عندما قال:نحن نريد السلام ولكن لا نريد الاستسلام , لقد كان لهذه الكلمة وقعها الخاص على الدولة الصهيونية التي وقفت لتفسيرها والتراجع عن حسابات كانت خاطئة في تصوراتهم، وكان المجلس يتابع مسيرة السلام في الشرق الأوسط ورحب المجلس بالخطوات الملموسة التي قطعتها مسيرة السلام من توقيع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لاتفاق الحكم الذاتي واتخاذهما خطوات في اطار النقل المبكر للمسؤوليات الى السلطة الفلسطينية المدنية وتوسيع صلاحيات الحكم الذاتي الفلسطيني وتوصل الأردن واسرائيل الى توقيع معاهدة سلام بينهما.
وإنجازا لهذا السلام فإن الدول الأعضاء تؤكد مواقف دول المجلس الثابتة في هذا الخصوص فإنه لابد من تحقيق المطالب العادلة والمشروعة لكل الأطراف وفقاً لقرار مجلس الامن رقم 242 و 338 ومبدأ الارض مقابل السلام بما في ذلك:
الانسحاب الاسرائيلي التام من الضفة الغربية والقدس الشريف.
الانسحاب الاسرائيلي من الجولان العربي السوري المحتل.
الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني.
وكانت دول المجلس تشيد بالجهود البناءة والفعالة التي يضطلع بها راعيا مؤتمر السلام وعلى وجه الخصوص الدور الشخصي الذي يبذله الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وتؤكد استعدادها لمساندة كل جهد ممكن في سبيل الاسراع بتحقيق التسوية النهائية بين الأطراف.
وعبر المجلس عن ارتياحه لما توصل اليه السلام في الشرق الأوسط واقامة الحكم الذاتي واعتبره المجلس فأل خير في الشرق الأوسط وللأمة العربية والإسلامية، وكان تعنت السياسة الاسرائيلية وخاصة بعد مجيء نتنياهو كرئيس وزراء جعل الدول الأعضاء تحث على استمرار عملية السلام والضغط على اسرائيل من اجل مواصلة عملية السلام وتكثيف جهود الدول الراعية من اجل مواصلة عملية السلام، واذ تستنكر الدول الأعضاء السياسات التعسفية التي تقوم بها اسرائيل ومحاولة عرقلة مفاوضات عملية السلام.
محاربة الإرهاب
ولم تكن هذه فقط مداولات المجلس، اذ يدين المجلس وبكل شدة ظاهرة الارهاب والعنف والتطرف، وهو بذلك يلاحظ تزايد الميول المتطرفة واعمال العنف والارهاب التي اصبحت تشكل هاجساً عالمياً، وكان المجلس يصدر في بياناته ادانة كاملة للارهاب بكافة انواعه واشكاله الرامية الى اشاعة الفوضى والخوف والتوتر وازهاق ارواح الابرياء معبراً عن رفضه الشديد لهذه الظاهرة والتي تتعارض بشكل قاطع مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وان الاسلام منها براء.
ولقد كان يدرج المجلس في اعلان بياناته موقفه من ازالة اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وكان يبحث المجلس الأعلى موضوع انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط عامة بما فيها منطقة الخليج في ضوء المعلومات الخطيرة والمروعة التي توفرت حول برامج التسلح العراقية من جهة والمعلومات التي توافرت من جهة اخرى حول وجود برامج اخرى لحيازة وتطوير اسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج والمجلس يدعو الى جعل منطقة الشرق الاوسط بما فيها منطقة الخليج منطقة خالية من كافة انواع اسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية ووسائل ايصالها.
بقي ان نقول إن هذا المجلس هو ضروري لاستمرار التعاون والتنسيق وتبني افكاره حلولا من اجل مصلحة المنطقة خاصة والامة العربية والاسلامية عامة انه المنبر الذي يعبر من خلاله عن التماسك والتعاون في المنطقة لطرح طرق وسبل التعاون ومبادئ هذه المنطقة التي مازالوا متمسكين بها ويصرون عليها، ان منطقة الجسد الواحد تحتاج الى ان يحافظ عليها من السموم ومحاولة افساد أهدافها، ولقد كان المجلس يقرر من خلال بياناته مجالات التعاون والتنسيق في المجال العسكري والامني والاقتصادي والاعلامي، والقانوني، وها نحن مقبلون على الدورة الثامنة عشرة في عقدها الثامن عشر في عاصمة الكويت هي ليست مكانا للاتفاق بل هي مكان للاعلان عما يتفقون عليه دائما لأنهم دائما متفقون ومتعاونون دون اللجوء لهذه المجالس وكان هو ضروريا وحتميا للتماسك والتلاحم وترجمة الآراء والمقترحات التي تهم المنطقة والامة العربية والاسلامية الى بيانات معلنة يتم العمل بها وادراك واقعها وحتمية تنفيذها.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved