| عيد الجزيرة
* عيد هذا شخصية اجتماعية غريبة بالغة التعقيد تتكون من عدة شخصيات كل واحدة منها أسوأ من الاخرى لكنها في مجملها تتسم بالسادية والانانية والبخل واللامبالاة ,, وهو مع اعتذاري لكل من اسمه عيد ليس له من اسمه نصيب كما هي حال بعض الاشخاص الذين يعيشون بيننا,, فصاحبنا لا يعرف الابتسامة ولا الكلمة الطيبة ولم تسمع منه رغم سنه الذي تجاوز الخمسين اي نكتة ولم يرد عنه أي موقف طريف يمكن ان يخف من ثقل دمه,, بل انه يستاء جدا عندما يرى البسمة على شفاه الآخرين حتى ولو كانوا عبر شاشة التلفاز!!
* هذا الرجل المحروم من كل شيء يخلد ذكراه حباه الله بأسرة طيبة تتكون من زوجة وبنين وبنات ويملك الكثير من المال لكنه في الوقت ذاته يفتقر بشكل واضح جدا الى فن التعامل مع الاخرين وخصوصا هذه الاسرة التي تتطلع منه الى الكثير من الحب واللطف والسعادة!
* ولاننا نعيش حاليا أجواء العيد بما تعنيه من فرح وصفاء وتواصل وألفة فإنني سأتناول هنا جانبا واحدا من جوانب معاملته لهم في مواسم الافراح ومنها هذه الايام السعيدة ايام عيد الفطرالمبارك!
* المقربون منه يعرفون جيدا ان صاحبنا مغرم جدا بكل ما يجلب التعاسة لاسرته بل انه يستمتع بشكل غريب في مضايقتهم وازعاجهم ويتفنن في اساليب اهداء النكد اليهم وكأن ذلك رسالة سامية كلف بأدائها على اكمل وجه يراه ليعيشوا على هذه الحال التي جلبت للأم الضغط والسكر وللاولاد الخوف والضياع وهشاشة الشخصية!
فما ان يشعر افراد اسرته المغلوبون على امرهم بان العيد على الابواب ويراهم يحاولون ابداء سعادتهم بذلك يبدأ صاحبنا لا كثر الله من امثاله بممارسة هوايته في مضايقتهم وخلع اسقاطاته النفسية عليهم مؤكدا لهم ان العيد لم يعد كما كان موسما للفرح بل موسم لنفض الجيوب واهدار الجهد والوقت على حد زعمه,, فهو لا يعرف طعم السعادة ولا يريد ان يسعد غيره ولذلك فانه يذهب الى مصلى العيد (بنفس شينه) ويعود ليواصل تسلطه عليهم مكتفيا (بطق اللطمة) والتقليل من شأن زوجته واولاده! وليته يكتفي بذلك بل انه يمنعهم من التواصل مع الاخرين او تبادل التهاني معهم عبر الهاتف واذا تلطف باصطحابهم في زيارة الى بعض اقاربهم فانه يفسد سعادتهم المؤقتة طبعا بكلماته القاسية وصراخه المعتاد وربما استل عقاله ليضرب احد اطفاله الصغار في الطريق ل(يفش خلقه)!
* ما يضايق اسرته انهم يسمعون من اقاربهم ما يعد بالنسبة لهم ضربا من الخيال فآباؤهم ينظمون لهم برامج ترفيه ويوفرون لهم كل ما يتطلعون اليه من وسائل تجلب السعادة لهم رغم انهم اقل مالا منه لانهم يدركون ان سعادة المرء بسعادة من يرعاهم وان (خيركم خير لاهله) لكن صاحبنا يعتقد ان السعادة لا تنقاد لمثله الا بتجميد الفلوس في البنوك التي هي الاخرى لا يهمها الا نفسها.
* حكاية عيد لم تنته لكن ابن عمه (سعيد) ليس بأفضل حالا منه ولذلك ندعكم تراقبون من حولكم وسترون بالتأكيد ان مثله كثير وهذا ما يؤلم حقيقة قد نعذر من يكون مشغولا عن العناية بأسرته لظروف خاصة او عامة غير أننا لا يمكن ان نعذر من يحرم افراد اسرته من شلالات السعادة وفي يده مفتاح اطلاقها لهم!! ومن اعماق قلبي اقول لكم كل عام وانتم بخير وعساكم من عواده ان شاء الله.
|
|
|
|
|