| الاقتصادية
كلمة (زولية) تطلق من قبل أهالي بعض المناطق في المملكة على أنواع معينة من قطع السجاد, وفي اعتقادي أن تصغير كلمة (زولية) هو (زويلية) وهي تطلق على قطعة السجاد الصغيرة, إلا أن ما قصدته من عنوان المقال (زويليات) ليس قطع السجاد، حيث ما أعنيه من كتابة هذا المصطلح هو الإشارة إلى بعض المواقف والخواطر التي تدور في ذهني والتي تزامنت مع زيارة العالم العربي المسلم/ أحمد زويل إلى المملكة العربية السعودية خلال الشهر الماضي وبالتالي فإنني كتبت كلمة (زويليات) نسبة إلى اسم هذا العالم، ومن تلك الخواطر ما يأتي:
حصل العالم العربي الأصل الأمريكي الجنسية الدكتور أحمد زويل على جائزة الملك فيصل العالمية ولم يحظ ذلك بالتغطية الإعلامية اللازمة، وعندما حصل على جائزة نوبل في الكيمياء ضجت الدنيا ولشهور طويلة بحصوله على هذه الجائزة, فلماذا يحدث ذلك على الرغم من أن جائزة الملك فيصل العالمية لا تقل في مستواها وثقلها عن جائزة نوبل؟ بل إن جائزة الملك فيصل العالمية قد تتفوق بحياديتها المتناهية في اختيار الفائزين بها دون أن يكون للجوانب العنصرية أو الدينية تأثير على ذلك, رسالتي التي أود أن أسوقها إلى القائمين على جائزة الملك فيصل العالمية تتمثل في أهمية تفعيل الجانب الإعلامي للجائزة وللفائزين بها ولشهور طويلة دون الاقتصار في ذلك على الأيام التي يتم منح الجائزة فيها.
عندما غادر الدكتور أحمد زويل جمهورية مصر العربية قبل ثلاثين سنة لمواصلة مشواره العلمي والبحثي في مراكز البحث والجامعات الأمريكية, استطاع أن يحقق الكثير من الجوائز العالمية والأوسمة والميداليات وشهادات التفوق، وذلك لنبوغه العلمي الذي أهّله لتحقيق الكثيرمن الإنجازات العلمية، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا (ماذا سيكون مصير ذلك النبوغ العلمي وتلك الإنجازات العلمية فيما لو أن الدكتور زويل لم يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهل نعتقد أن مراكز البحث العلمي في دولنا الإسلامية ستهيئ الأرضية المناسبة للدكتور زويل لتحقيق ذلك النبوغ والتفوق؟) مجرد سؤال.
مع احترامي لكافة علمائنا العرب والمسلمين، متى سيكون لدينا أكثر من دكتور زويل؟ أتمنى أن يكون ذلك قريباً، ولكن كيف يكون ذلك إذا ما علمنا بأن نسبة المتفرغين للبحث العلمي في عالمنا الإسلامي لا يتجاوزون ما نسبته (1,18%) من مجموع المتفرغين للبحث العلمي التقني في العالم, وكيف سيكون ذلك إذا ما علمنا بأن نسبة ما يتم تخصيصه للبحث العلمي في موازنات الدول الإسلامية لا يتجاوز 07% (سبعة من الألف في المائة) في حين يصل ما تخصصه الدول الصناعية لذلك بين (2,5 2,9%) من موزاناتها السنوية.
وكيف سيكون ذلك إذا ما علمنا بأن ما يزيد على الخمسمائة ألف من المتميزين في المجال العلمي والبحثي في الدول الإسلامية قد هاجروا خلال العشرين عاماً الماضية إلى دول العالم الصناعي، وكيف سيكون ذلك إذا ما علمنا بأن نسبة 5% فقط من طلبات إصدار براءات الاختراع المرفوعة لمكتب براءات الاختراع في دول مجلس التعاون الخليجي هي من مواطني دول المجلس، في حين أن بقية طلبات إصدار براءات الاختراع الأخرى 95% هي من أشخاص لا ينتمون لأي من دولنا العربية والإسلامية بأي صلة وذلك وفقاً لما صرح به مدير مكتب براءات الاختراع في دول المجلس لصحيفة الرياض, أعتقد بأن كافة تلك القضايا جديرة بالبحث والدراسة من قبل كافة الجهات المعنية في عالمنا العربي والإسلامي بحثا عن مواطن الخلل وإيجاداً للحلول الملائمة لذلك.
|
|
|
|
|