أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th December,2000العدد:10320الطبعةالاولـيالسبت 4 ,شوال 1421

الثقافية

الشاعرة العمانية سعيدة بنت خاطر لالجزيرة
دراستي الأكاديمية السبب في ندرة إنتاجي الشعري
احترافي للأدب سيأتي بعد استكمال دراستي العلمية
القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي
استطاعت الشاعرة العمانية سعيدة بنت خاطر الفارسي ان يكون لها موطىء قدم بين كبار الشعراء في عمان ونجحت في اثبات مكانتها الشاعرية على خارطة الشعر العربي رغم اصدارها ديوانين فقط هما بحر الاعماق واغنيات الطفولة.
والشاعرة التي تكتب الشعر منذ 20 عاما تعزو ندرة اصداراتها لتعدد شواغلها ودراستها الاكاديمية وضيق الوقت غير ان ما يقف خلف هذه الاسباب هو مراوغة القصيدة لها اكثر من مرة ومعاناتها في الكتابة.
وسعيدة بنت خاطر حاصلة على ليسانس اللغة العربية ودبلوم الشريعة ونالت الماجستير في الشعر العماني في عصر النباهتة وتعد حاليا رسالة الدكتوراه تحت عنوان الاغتراب في شعر المرأة الخليجية.
حول تجربتها الشاعرية ورأيها في الحركة الشعرية والادبية العمانية والعربية التقتها الجزيرة في هذا الحوار:
* ماذا عن البدايات الاولى لك وماهي المكونات التي أثرت في تكوينك الشاعري؟
البداية تنشأ دائما من داخل الاسرة او الظروف المحيطة بالشاعر او الاديب وقد توافرت الظروف المتاحة لي لكتابة الشعر منذ البدايات الباكرة حيث نشأت وسط اسرة تحب الشعر ووالد يشجعني باستمرار على القراءة والحفظ وكان يرصد لي مكافآت مالية وهدايا لحفظي القصائد الطويلة وساعدني على ذلك ايضا وجود مكتبة ضخمة لوالدي في المنزل كانت بالنسبة لي ميدانا ومجالا مفتوحا لتنويع قراءاتي كل ذلك ساهم في تكويني الشاعري وجعلني احب كتابة هذا اللون من الابداع.
* هل تتذكرين اول قصيدة وظروف كتابتها؟
كانت في عام 1979م بعنوان رحاب المجد وكتبتها حينما عدت الى عمان بعد هجرة مع الاسرة طوال 20 عاما حيث تفجرت بداخلي شحنة من العواطف نحو وطني عمان فخرجت هذه القصيدة وخرج بعد ذلك انتاج كبير في مجال الشعر والادب والبحوث.
* صدر لك حتى الآن ديوانان فقط هما مد في بحر الأعماق واغنيات للطفولة والخضرة ؟ ما السبب في ندرة أعمالك؟
انتاجي الشعري كثير جدا ولكن اقتصرت الاصدارات على ديوان مد في بحر الاعماق عام 1986م وديوان عبارة عن مجموعة شعرية للاطفال بعنوان اغنيات للطفولة والخضرة ولم أصدر دواوين اخرى نتيجة لضيق الوقت وكثرة المشاغل فهناك كم من المسؤوليات تكون على حساب الانسان نفسه، ففي وقت واحد كنت مساعد العميد لشؤون الطلاب بجامعة السلطان قابوس ورئيس تحرير المجلة العمانية وعضو مجلس ادارة في النادي الثقافي ورئيس اللجنة الثقافية ومفوض علاقات دولية بجمعية المرشدات العمانية بالاضافة الى كم كبير من العضويات في جمعيات امثال تطوير الاغاني والمسرحيات وتطوير التراث الشعري, وغيرها وايضا مقالات اسبوعية في بعض الصحف ودراستي الاكاديمية هذا كله لم يعطني الوقت لكي افكر في اصدار دواوين اخرى.
* ومتى تتفرغين لانتاجك الأدبي؟
عندما انتهي من رسالة الدكتوراه سوف اتفرغ لإنتاجي الأدبي.
* يبدو ان للدراسة الاكاديمية تأثيرا كبيرا عليك كيف ترين هذا التأثير؟
الدراسة كانت في صلب الشعر فالماجستير كان عن الشعر العماني في عصر النباهتة وأعد الدكتوراه في ظاهرة الاغتراب في شعر المرأة الخليجية ولكن الدراسة الاكاديمية لها شق آخر فهي تتعارض مع الشعر لانها تحتاج الى الواقعية البحتة والدقة في حين الشعر يحلق في الخيال بدون قيود وكتاباتي في مجال الشعر الحر والعمودي والتفعيلي.
* من واقع دراستك الاكاديمية ماهي العوامل التي أثرت في شعرك؟
عوامل كثيرة اثرت في شعري منها الجو الشعري في طفولتي ووالدي الذي كان كثير الاطلاع ومكتبته وتوجيه اساتذتي في مراحل التعليم المختلفة والبيئة الخليجية التي تخلق انسانا واسع الافق وتأثرت كثيرا بشعراء المهجر واحمد شوقي وطوقان وغيرهم وفي مرحلة تالية قرأت اعمال عبدالله البردوني ونازك الملائكة وكان لهما تأثير كبير لتناولهم القضايا الانسانية وكذلك امل دنقل وصلاح عبدالصبور وعبدالله الوقيان وغيرهم.
* ما تأثير المجتمع العماني في شعرك رغم قضاء اكثر من 20 عاما في الكويت؟
مدينة سور العمانية مسقط رأسي وهي اصل الحضارة الفينيقية خرج منها سور العمانية وأسسوا مراكز مختلفة في الخليج وانتقلوا الى جنوب لبنان وهناك شكلوا مدينة طبق الأصل من سور العمانية وسميت بسور ايضا ومنها انتشرت الحضارة الى المدن المجاورة ومن مميزات هذه المدينة ان اهلها يحبون الترحال وبيئتها بحرية فكانت ملتقى لتبادل الثقافات مما جعل انسان هذه البيئة واسع الافق كما انها ذات شخصية طاغية حينما يهاجر احد سكانها تهاجر معه المدينة بشخصيتها فحينما هاجرنا الى الكويت هاجرت معنا بلهجتها وملابسها واحتفالاتها وفنونها وعاداتها وانتقل معنا اعداد كبيرة من السور فكنا في المهجر وسط اهلنا حتى اطلق على المنطقة التي نسكن فيها السوارة وهذا شكل شخصيتي العمانية الى جانب ان والدي غرس فينا الوطنية بشكل مكثف.
وعندما جاء ميعاد العودة الى سور العمانية تفجرت مشاعر الوطنية وكانت اول قصيدة ولع في حب عمان.
* اذن ما رأيك في الحركة الشعرية العربية؟
يمر الشعر العربي بأزمة نتيجة للاوضاع المتردية ولكن اعتقد ان هذه الأزمة لا تستمر طويلا حيث يشهد المناخ الادبي انفراجة كبرة مما يوحي بوجود مستقبل اكثر ازدهارا للشعر فأصبح الانسان العربي مثقفا ووجود تيارات ثقافية مختلفة وتعدد المهرجانات وازدياد التواصل بين الشعر والجماهير عبر التكنولوجيا الحديثة والفضائيات والتليفزيون فالمستقبل يبشر بالخير لان امتنا شاعرة فاذا لم نكن قد أسسنا فن القصة القصيرة او المسرح فنحن أصحاب الفن الشعري ومواقفنا في الحياة تستشهد بالشعر فهو ديوان العرب وكثير من لغتنا تأخذ من الشعر.
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved