| الثقافية
متابعة تركي إبراهيم الماضي
قوافي الحب والشجن
باقة من الإبداعات الشعرية العربية
إبحار في عوالم الحب والرومانسية وتفجير لينابيع الشعور القومي والحنين إلى الماضي ومواضيع أخرى تحفل بها المختارات الشعرية التي يضمها العدد الجديد من كتاب العربي قوافي الحب والشجن الصادر في 15 اكتوبر 2000م.
وإذا كانت هذه المختارات الشعرية تمثل نماذج من إبداع شعراء اختلفوا في طبيعة مواهبهم وفي مذاهبهم الفنية إلا أنهم على اختلاف مشاربهم ونتاجهم يشكلون صورة لاتجاهات الشعر العربي الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين.
بدأ الكتاب بكلمة الدكتور سليمان العسكري عمر من الشعر وفيها يستعرض نشأة الشعر وتأثيره على المشاعر ثم توأمته مع الإيقاع، ويبين رئيس التحرير محاولة هذا الكتاب الإمساك بمرحلة عابرة من عمر هذا الفن الجميل والمحير معاً مرحلة من الذكرى والحنين ليقدمها إلى عشاق الشعر العربي.
وفي مقدمة كتاب قوافي الحب والشجن يسوق الدكتور عبدالقادر القط رؤيته لواقع الشعر الحديث وتطوره فينقسم الشعراء حسب انتماءاتهم فالغالبية ينتسبون إلى الكلاسيكية الجديدة على اختلاف في الموهبة والأصالة أمثال: أحمد الصافي النجفي، خليل الهنداوي، عبدالكريم الكرمي أبوسلمى ، محمد الفايز، عاتكة الخزرجي.
والبعض ينتسب إلى الرومانسية وغيرهم ينحاز إلى الشعر الحر، ولعل أبرز الرومانسيين نزار قباني وعن رواد الشعر الحر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب.
ويختتم الدكتور القط مقدمته بإشادته بهذه المختارات التي تقدم رؤية عريضة ممتدة لواقع الشعر العربي الحديث وتطوره في مدى زمني حافل بالتحولات والتجديد.
وتناولت المقدمة النقدية بعض القصائد مفصلة في جوانبها الفنية وفي انتماءات أصحابها كما هو الحال لدى التوقف مع الشاعر الكويتي الراحل محمد الفايز الذي يعد أحد رواد التجديد في الشعر العربي في الكويت، فقد بين الدكتور القط ميول محمد الفايز إلى التأمل في أحوال النفس وظواهر المجتمع.
بعد هذه المقدمة يبدأ الكتاب بعرض المختارات الشعرية حسب التسلسل الزمني لنشرها في مجلة العربي فتأتي قصيدة الشاعر أحمد الصافي النجفي الحقيقة المرة لتتلوها كلمات نزار قباني.
ثم تأتي قصيدة إنه الشيخ ربيع للشاعرة نازك الملائكة و الشباك الأخضر لأبي سلمى وفيها يقول:
ركب الهوى أم موكب العنبر يلوح من شباكها الأخضر هل يستفيق الصبح إلا إذا ماج على جبينها الأسمر |
وكثيراً ما ترد للشاعر الواحد أكثر من قصيدة خاصة إذا كان من الشعراء الذين تركوا بصماتهم واضحة في ديوان العرب، فيما ينفرد بعض الشعراء بقصيدة واحدة فقط.
وتتضمن المختارات هذه ايضاً قصائد متنوعة الأغراض والمواضيع مثل: رغائب للشاعر إلياس قنصل، كاجوراو للشاعر عمر أبوريشة، خرافة السلام لزكي قنصل، الشفاه لصقر بن سلطان القاسمي، دار جدي لبدر شاكر السياب، الربيع الجريح لخليل الهنداوي، هذيان للشاعر إلياس فرحات وفيها يقول: اقعدي سأروي لك قصة/ ليس للمعقول فيها أي حصة/ واقع أغرب من كل خيال/ صاغه الحب على غير مثال اقعدي,, ثم يتابع الشاعر سرد قصته المؤثرة.
وتتوالى القصائد: في بيت سيدنا تعلمنا الكتاب لمحمد الفايز، تكلمت عيناك لخالد العدساني، هدية للشاعرة عاتكة الخزرجي، إليها في أكرم جوار لعزيز أباظة، في الروضة الطاهرة لمحمود البارودي، من وحي البحر لمحمود غنيم، أولد,, وأحترق بحبي لعبد الوهاب البياتي، الحمامة المسحورة لمحمود حسن اسماعيل، الخبر لصلاح عبدالصبور، مقتل كليب لأمل دنقل، مرفأ الحلم للدكتور عبدالله العتيبي وفيها يقول:
ماذا أقول وأيامي مضت فرقا ومرفأ الحلم في عيني قد حرقا؟ وقد قطعت الليالي دونما قمر له صنعت حنايا أضلعي أفقا |
ويحفل الكتاب بأكثر من قصيدة لمعظم الشعراء الذين سبق ان جاء ذكرهم، وبما تضمنته فإن هذه المختارات تحفل بمعطيات ثرة وتقدم رؤية عريضة لواقع الشعر العربي الحديث,
|
|
|
|
|