| الثقافية
شعرسليمان بن عبد العزيز الشريف
يسألني المصباح في حرقة ما بال مذياعك لا ينطق؟ أصابه عي فلم يستطع وخانه الافصاح والمنطق؟ أم انه قد مل مما حكى فهو على ما عنده مطبق؟ أم انه استنفد ما عنده فهو لما يجهل لا يطرق؟ فقلت: سله فهو أدرى بما حل به، وقوله أوثق فانتفض المذياع في غضبة وكدت من ثورته أصعق وقال: هذا ما تقولانه ماذا يقول الأبله والأحمق؟ ألم تروا ما حل في قومنا فكلهم من ذلة أرهقوا تسومهم خسفا على أرضهم شرذمة في اللؤم لا تسبق أعلنت الحرب بوحشية فحقدها عنانه مطلق غاراتها تمطرهم وابلا وأحمر الموت بهم محدق فالطفل من أولى ضحاياهم والأب، والأم به تلحق وكم بيوت هدموها على سكانها وبعضها يحرق وكم شهيد غيلة جندلوا وكم فتى في أسرهم أوثقوا عُزل فلا شيء بأيديهم غير الحصى والغضب الأزرق الجوع قد أضعف أجسامهم فكل جسم بالضنى مرهق عدونا يعيث في أرضنا والقوت من أفواهنا يسرق ونحن كالأيتام في عالم لا يعرف العطف ولا يشفق حقوقنا أهدرها غاصب والغرب راض عنه والمشرق قد كبلوا بالقيد حريتي ظلما وحرياتهم تطلق بحبوحة العيش وخيراتنا حل لهم، وشعبنا يسحق عداوة قد جاوزت حدها والغدر طبع فيهم مُعرق ولم نكابد جورهم وحدنا لبنان عانى وكذا جِلّق والمسجد الأقصى وما حوله في ساحِهِ يقترف الموبق وأمة الاسلام لما يزل موقفها من وضعنا مقلق فانقسمت ما بين مستنكر وباذل من ماله ينفق وليس يكفي ذا اذا لم يقم جيش عليه يخفق البيرق فيرجع الأرض الى أهلها وأي حل غيره يخفق ما أخذ الأعداء في قوة يعيده بالقوة الفيلق فهذه حقيقة لم يزل يقرها التاريخ والمنطق مفاوضات السلم ألعوبة عن لعبة الأطفال لا تفرق اذا تولى الحل أعداؤنا فانهم والله لن يصدقوا لكننا نركن من ضعفنا لأي ما بارقة تبرق فهل ترى نبقى على حالنا نصغي لكل ناعق ينعق؟ اذن متى ليل الضنى ينجلي والشمس في آفاقنا تشرق؟ |
|
|
|
|
|