| مقـالات
منذ اللحظة الأولى التي يولد فيها الطفل يبدأ بتعلم الاشياء عن هذا العالم ومنذ تلك اللحظة يبدأ دور الأم كمعلمة, والاطفال يريدون التعلم والواقع لا يمكن ايقاف عملية تعلمهم ولكن ما هي افضل الطرائق التي يستطيع الآباء اتباعها لتشجيع الحب الطبيعي للتعلم, وهذا ما يجعلنا نتذكر أن كل طفل يتطور بسرعته الخاصة ولا يمكن تسريع عمل الطبيعة,, واذا أدركنا ان الطفولة هي مرحلة حياة خاصة وليست مجرد تحضير للعالم الحقيقي للكبار، فإن هذا يساعد على حماية الآباء والابناء من ضغوط التعجيل خلال زمن الطفولة الخاص.
ان التعلم عملية ايجابية تبدأ باللعب والبحث والاستطلاع الفضولي عند الطفل ويتمثل دور الآباء في تأمين الادوات الخاصة باللعب والتشجيع على الاكتشاف والتجريب أي افساح المجال للطفل ليلعب ويكتشف.
والطفل يلعب لعبا تلقائيا فيه الكثير من المصادفة والعشوائية وبذلك يتعلم الطفل من المبادرة الذاتية وبدون تدخل الآباء واحيانا يؤثر تدخلهم في عملية التعلم فيوقفها ولكن اللعب مع الطفل يعزز عملية اللعب والتجريب.
وبمعنى آخر على الآباء اظهار الحماسة للعب دون تولي القيادة في عملية اللعب لايصال الرسالة التي تقول: ان عملية اللعب هامة وان ما يقوم به الطفل هو نشاط ايجابي، فاللعب بالطفولة المبكرة هام جدا من اجل تنمية حب التعلم لدى الطفل, لذلك على الآباء تأمين ادوات اللعب للاطفال، تلك الادوات التي تتناسب مع اعمارهم ولا تسبب لهم أي أذى وتوفر لهم المتعة وتوسع خيالهم,, ان تأمين ادوات غير مشكلة امر هام جدا من مثل (معجون رمل ماء) ليستخدموها بالتجريب وكذلك تأمين مواد مشكلة مثل قطع خشبية، صور مفككة,,, إلخ.
ولابد من تأمين ألعاب تعزز الخيال (مثل الملابس للدمى، الاثاث الصغير) مع ضرورة تأمين اماكن مناسبة للعب وأوقات للعب داخل وخارج المنزل مع رفاق للعب لتوسيع مجال لعب الاطفال وتنمية علاقاتهم الاجتماعية.
ومن الجدير بالذكر ان الاطفال يتعلمون بالقدوة الحسنة من الآباء قبل كل شيء، وان المديح يوجه الاطفال ويشجعهم وهو اكثر فاعلية من العقاب، لأنه يزود الطفل بالشعور بالفخر والانجاز, والطفل يحب التعلم وما يتعلم اذا شعر بأن ما يتعلمه مفيد له بشكل ما، ويستمتع بالتعلم اذا وجد معنى لما يتعلمه، لذلك على المربين (آباء معلمات) إثارة فضول الطفل للتعلم وتوضيح سبب تعليمه شيئا ما.
علينا معرفة امكانات اطفالنا قبل ان نبدأ بعملية تعليمهم شيئا ما، لأن هذه المعرفة تجعلنا نقدم لهم أشياء يتمكنون من انجازها وبذلك نحميهم من الفشل والاحباط وتلعب شخصية الطفل دورا هاما وطبيعيا في عملية تعلمه فاذا كان لا يستطيع التركيز والانتباه الا لمدة قصيرة، او اذا كان يشرد او يتلهى بسهولة او يصيبه الاحباط بسرعة، أواذا كان خجولا أو يخاف من النشاطات الجديدة، فهذا يصعِّب من تعامله مع المواقف الجديدة.
أما اذا كان الطفل متحمساً ومحباً للاستطلاع، ويستطيع التركيز على ما يقوم به واذا كان مرناً، فهذا يسهل تعامله مع اكثر المشكلات الجديدة.
إن مرور الطفل بخبرات سارة تعزز ثقته بنفسه وتنشط عملية تعلمه وبالمقابل فإن خبرات التعلم الفاشلة تولد التشاؤم وعدم الثقة بالنفس, علينا نحن الكبار ان نتذكر دوما ان الاطفال يتطورون كل حسب سرعته الخاصة، لأن هذا يساعدنا على التحرر من محاولة تسريع عملية التعلم عند الاطفال، وهذا لا يعني بالطبع ان الآباء لا يستطيعون مساعدة اطفالهم على تطوير تقنيات من اجل التعلم ومن الملاحظ ان الاهل يقلقون عندما يجدون ان ابن الجيران يتفوق في مهارة لم يتقنها طفلهم بعد ويتساءلون عمّا اذا كان عليهم الضغط عليه للحاق بالطفل الآخر ونقول ان دفع الاطفال الى القيام بنشاطات ليسوا مستعدين للقيام بها بعد قد يؤدي بشكل غير مقصود الى تصعيب الامور عليهم بحيث يفشلون في النجاح في هذه النشاطات في المستقبل عندما يحين وقتها.
علينا ان نعطي اطفالنا مهلة فيما نتوقعه منهم، فعندما يكون الاطفال تعبين او مرضى او يعانون من ضغط ما فغالبا ما يتصرفون بطفولية اكثر من المعتاد.
وعندما تحدث تغيرات في نظام حياة الطفل يمكن ان يسبب هذا ضغطا عليه حتى لو كانت التغيرات ايجابية مثل الانتقال من بيت الى بيت او ولادة مولود جديد للأسرة أو دخول مدرسة جديدة وجميعها تثير فيه سلوكا محفوظا في ذاكرته من فترة سابقة في حياته، لذلك فإن الانتكاسات شيء طبيعي تماماً.
وعلى الآباء عدم انتقاد فشل الطفل وعدم جعله يفوز بشكل مستمر ومتعمد, احذروا الجوائز المادية فإنها بمثابة الرشوة ان كثر استخدامها, كونوا قدوة حسنة لأطفالكم في جميع تصرفاتكم واشرحوا لهم السبب وراء ذلك السلوك، اعطوا اطفالكم دورهم في المناسبات الاجتماعية فإن شعور الطفل بوجوده يدفعه لمزيد من التعلم والبحث والاكتشاف والثقة بالنفس فلنتعاون مع اطفالنا وندفعهم لتعلم فعال، والتعلم الفعال يحتاج الى طفل يحب التعلم ويلعب الاهتمام بثقافة الطفل دوراً كبيراً في حبه للتعلم لذلك اهتموا بثقافة اطفالكم ومصادرها واساليبها وأنشئوا قنوات اتصال مع مدارسهم من خلال حضور اجتماعات أولياء الأمور وتقديم المقترحات حول العملية التربوية, ان تعرفكم على مستوى اطفالكم يساعدكم في دفعهم لتعلم افضل, حاولوا ان تكونوا موضوعيين في التحدث عن اطفالكم امام الآخرين وخاصة معلميهم, ان العلاقة بين المدرسة والبيت هي اساس التعلم الفعال والعامل الهام في حفز الاطفال على التعلم.
إننا لا نريد تعلما مؤقتا ينتهي بانتهاء المدرسة, إننا نريد تعلما مدى الحياة، تعلماً ذاتياً يواجه التفجر المعرفي السائد ويواجه متطلبات القرن الحادي والعشرين.
|
|
|
|
|