قطعة سكر تذوب في أرواحنا,,
تشكل نكهة الفرح,, لتبدأ محاولاتنا الجادة في إيقاظ الزيارات المتكدسة على أرائك منازلنا,
ننال شرف النجاح مع حلول فجر العيد,, بعد أن ودّعنا ليالي شهر رمضان المبارك )الخالدة( نسأل الله أن يعتق فيه رقابنا من نار جهنم,
كل عام وأنتم بخير,,
يحل أجمل وأبهى,, وأسعد وألطف صباحات الدنيا,,
أنشودة ترمي بذورها على أرض ملامحنا,, تحتل الملامح ويتمدد الفرح كيفما شاء على أجسادنا,,!!
ابتسامات مزدحمة ونظرات صافية,, وحركة تبعثر السكون السلبي,,
المدينة تسكب ضوضاءها في مكان نختاره مسبقاً,,
القرية تُرتِّب صفوف أطفال العيد الذي سيجوب الشوارع,, ويطرق الأبواب مردداً أنشودته الأصيلة:
)عطونا,, عيدتكم,, عادت عليكم,,!!(,,!! ويملأون الملابس بالحلوىوالمكسرات,,
للشوق قسوة )حقاً(,, خاصة ,, عندما تكون مهمتة إعلان اللحظة المنتظرة على أحرّ من الجمر,,
وتدّق ساعة الصفر,, ويستيقظ الجميع بدءاً من الأطفال وانتهاءً بأنصار السهر )السهارى(,,
الجميع يترك الدفء,, وينتقل لدفء آخر رغم الطقوس الباردة التي تتزامن مع عيد الفطر المبارك,,
طفلٌ يسأل أبيه لكي يشتري له ثوباً من الخامة الخفيفة أي )صيفي(,, قبل حلول العيد بأيام فيقول والده: لا داعي للثوب الصيفي فنحن في بردٍ شديد وقارس,,
يرد عليه الطفل: )يبه أنا في العيد ما أحس ب )برد( أبداً(,, وبالطبع هو لن يحسُّ بالبرودة حتى لو كان في قارة القطب الشمالي,,, المهم أن يعيش هذه اللحظة كيفما يشاء وبأي هيئةٍ يشاء,,!!
العيد هو الوجه الآخر,, لبراءة الطفولة ,, وطفولة البراءة,,
تلك طفلة تُسّرح جدائلها ليلة العيد,, تلك الجدائل التي كان الأجدى للعاشق أن ينام في كنفها,,
تخضب كفوفها بالحنا,, وتمزجه برائحة زكية تنام وكفوفها ملفوفة ب )كيس بلاستيكي( على أمل أن تنتزعه فجر العيد,, وما أبعد ذلك الفجر,, إنه الفجر البعيد كما يقول )البدر(,,!!
شاب يحاول محاربة السهاد,, ويخشى الأرق,, كان طوال ليلته ينتظر حلول دوره في صالون الحلاقة,,!!
الرجال يضربون أطناب خيمة العيد في أعماق جميع أفراد العائلة,,
والجمال موضوع طويل عنوانه )النساء( والفتنة )اليقظة( طوال أيام العيد,, وربما دائماً,,!!
العيد,, بستان وارف فيه جميع المحصولات )الانسانية( من )حب، وصفا، ونقا، ووصل بين الأحباب( تجمعات عائلية مغزاها بين سطور معجم )العيد(,,!!
هنيئاً لنا بالعيد والأفراح,
فليس هناك مجال للحساب,, والعتاب,, الجميع في نواظرنا,, )أحباب(,!!
نحن مطالبون بصنع الأجواء الطبيعية للعيد,
كما هو ببساطته ,, بلا تصنع,, وتكلف,, وماكياج,, ورتوش,, الخ,
فالعيد يحل في تاريخه حسب ظهور هلاله في السماء ,, فقط,, ونحن من يصنع أجواءه,,
فليست الأجواء الصناعية كافية لصنع أجواء العيد الحقيقي,
نتمنى أن لا تغتال التكنولوجيا بما فيها من هواتف ثابتة ونقالة ومواقع الكترونية طريقة فرحتنا,, وطريقة التهاني المتبادلة فيما بيننا,, نأمل أن لاتحرمنا أزرار الهاتف من زيارة الأهل والأقارب,, ونأمل ان لاتغتالنا البرستيجات الاجتماعية التي تتمثل في ارسال الخطابات بصيغة رسمية ومتكلفة في نقل التهاني,
فما أجمل الحضور في مثل هذه الأيام,,
نحن حقاً محتاجون للعيد بكل مافيه بعد شهور عديدة من الجفاء,,
ونحن نعترف أننا مقصرون تجاه ربنا عز وجل ثم تجاه أقاربنا وعزاؤنا قلوبهم الرحبة,, فلابد ان نتواصى بصلة الرحم ونحذر بعضنا الآخر من القطيعة مهما كانت الأسباب,, لأن تلك الأسباب تافهة في دنيا العبرة,, وما أغلى الوصل في موازين دار الخلد والقرار,
ولاشك في أن مجتمعنا الإسلامي والسعودي خاصة حريص على أداء هذه العادات الحسنة والمحببة للنفوس والتي أمرنا الله بها ورسوله الكريم,
و)كل عام وأنتم بمليون خير(
واعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات,,
وعيد سعيد,,
فاصلة شعبية للشاعر: خضران المطيري:
عيدك مبارك صاحبي وين ماكنت يزف لك قلب الخفوق التهاني عيدك مبارك كثر ما بي تمكنت كثر الغلا اللي في الضلوع المحاني يوم التفت وشفت ماغايب إلا أنت ضاق الوجود وكل هماً غزاني |
* العنوان: من قصيدة للشاعر سليمان المانع
سعود البديري
|