| عزيزتـي الجزيرة
يقول الدكتور ستيفن أم, ايدلسن، من مركز دراسات التوحد، سالم، اوريغون: ان احد أبرز خصائص وأعراض التوحّد هو السلبية في السلوك الاجتماعي, وقد وصفت الكثير من التقارير التي كتبها الوالدان والبحوث هذه المشكلة ورأي الكثيرون ان ذلك هو مفتاح تحديد خاصية التوحد, ويمكن تصنيف المشكلات الاجتماعية الى ثلاث فئات: المتقوقع اجتماعياً والوسط اجتماعيا والأخرق اجتماعياً,
المنعزل اجتماعياً:
يتجنب هؤلاء الأفراد فعليا كل أنواع التفاعل الاجتماعي, والاستجابة الأكثر شيوعا هي الغضب او الهروب بعيدا عندما يحاول أحد الناس التعامل معه/ معها, وبعضهم مثل الأطفال يحنون ظهورهم ممن يقدم لهم المساعدة لتجنب الاحتكاك,
ولسنين عديدة ظل الاعتقاد السائد بأن هذا النوع من رد الفعل لبيئتهم الاجتماعية يشير الى ان الافراد التوحديين لا يحبون أو انهم اناس مذعورون, وتقول نظرية أخرى تعتمد على المقابلات الشخصية مع البالغين التوحديين ان المشكلة قد تكون بسبب فرط الحساسية لمؤثرات حسية معينة, فمثلا يقول البعض ان صوت الأبوين يؤلم أذنيه، وبعضهم يصف رائحة عطر والديه او الكولونيا التي يستعملانها بأنها كريهة والآخرون يقولون بأنهم يتألمون عندما يلامسهم أحد او يمسكهم,
غير المبالي اجتماعياً
إن الافراد الذين يوصفون بأنهم وسط اجتماعيا لا يسعون للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين ما لم يريدوا شيئاً ولا يتجنبون المواقف الاجتماعية بفعالية, فلا يبدو أنهم يكرهون الاختلاط مع الناس ولكن في نفس الوقت لا يجدون بأساً في الخلو مع أنفسهم,
ويعتقد بأن هذا النوع من السلوك الاجتماعي شائع لدى اغلبية الأفرد التوحديين,
وتقول إحدى النظريات بأن الافراد التوحديين لا يجدون سعادة كيمائية حيوية في الاختلاط مع الناس, وقد اوضح البحث الذي اجراه البروفيسور جاك بانسيب في جامعة بولنغ غرين بولاية اوهايو ان مادة بيتا إندرفين beta endorphins وهي مادة في باطن الدماغ تشبه الأفيون تنتشر في الحيوان أثناء السلوك الاجتماعي,
إضافة لذلك هناك دليل على ان مستويات مادة بيتا اندروفين مرتفعة لدى الافراد التوحديين لذلك فهم لا يحتاجون للجوء الى التفاعل والاختلاط الاجتماعي من أجل المتعة,
وأوضح بحث أجري على دواء نالتريكسون naltrexone الذي يوقف عمل مادة بيتا اندورفين بأنه يزيد من السلوك الاجتماعي,
الأخرق اجتماعياً
هؤلاء الأفراد قد يحاولون بشدة الحصول على الأصدقاء ولكنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بهم, وهذه المشكلة شائعة لدى الأفراد الذين لديهم اسبريرغن سندروم Aspergen Syndrome ، واحد الأسباب في فشلهم في إقامة علاقات اجتماعية طويلة الأمد مع الآخرين قد يكون عدم وجود التبادلية في تعاملاتهم, حيث أن احاديثهم تدور غالباً حول أنفسهم وأنهم انانيون, إضافة لذلك فهم لا يتعلمون المهارات الاجتماعية والمحظورات الاجتماعية بملاحظة الآخرين وانهم عادة يفقدون الذوق العام عند اتخاذ القرارات الاجتماعية,
إضافة للأنواع الثلاثة أعلاه من القصور الاجتماعي فإن الإدراك الاجتماعي للأفراد التوحديين قد لا يكون فعالاً, وأوضح بحث حديث ان العديد من الأفراد التوحديين لا يدركون ان الناس الآخرين لديهم افكارهم وخططهم ووجهات نظرهم الخاصة بهم, كما يبدو انهم يجدون صعوبة في فهم معتقدات وامزجة ومشاعر الآخرين, ونتيجة لذلك فقد لا يستطيعون ان يتصوروا ما سيقوله أو يفعله الآخرون في مختلف المواقف الاجتماعية وقد فسر ذلك بفقدان الحصانة ,
العلاج
إذا كانت المشكلة تبدو أنها بسبب الحساسية المفرطة للمثيرات الحسية فإن التدخلات المرتكزة على الحس قد تكون مفيدة، مثل تدريب الاندماج السمعي والاندماج الحسي والتدريب المرئي وعدسات إيرلين Irlen Lences وهناك استراتيجية أخرى هي ابعاد هذه التدخلات الحسية من بيئة الشخص,
طبي حيوي Biomedical
لا يوصف النالتريكسون Naltrexone عادة لتحسين التفاعل الاجتماعي، وعلى كل حال فقد اظهرت الدراسات البحثية والتقارير المأخوذة من الأبوين تحسن المهارات الاجتماعية عند تناول فيتامين بي 6 6 B والمغنيزيوم/ او الديميثيلوفلايسين dimethylg ly cine DMG انظر موقع معهد أبحاث التوحد في الشبكة ,
اجتماعي
طور كارول غراي استراتيجية علاجية لتحسين السلوك الاجتماعي تستخدم القصص الاجتماعية, وتشمل تقديم قصص قصيرة لتدريس أنواع السلوك الملائمة اجتماعياً,
وتستخدم هذه القصص لتعليم الفرد كيفية فهم سلوكه وسلوك الآخرين بصورة افضل,
ياسر بن محمود الفهد والد طفل توحدي الرياض، ت: 054417274 thimrdatcs @ yahoo. com
|
|
|
|
|