* إن المبدأ الذي لا يغيب عن أولي الألباب وأهل المعرفة والمسؤولية في شؤون الحياة بعامة، ولا سيما في المشروعات العامة، التي هي خدمات وانجازات أن ما يسمى الصيانة أساس في بقاء واستمرارية اي كيان يتطلب الصيانة، والمتابعة ذلك ان المشروعات مكلفة، وهي عرضة للتلف والعطل,, اذا لم تكن لها صيانة دورية ورعاية ومتابعة,! حتى صحة الانسان تتطلب صيانة,, بمراجعة الطبيب كل ستة اشهر حتى وهو بحالة جيدة، غير ان كثيرا منا لا يراجعون الطبيب الا اذا حل بهم المرض,, وهذه غفلةٌ يمارسها المرء على نفسه وهي مكلفة أكثر,, إذا حسبت في الحالين,!
* وأحسب أن وزارة المواصلات عندنا ,, تشبه الانسان المهمل لصحته حتى يهاجمه الداء,! وقد لا يأبه لحاله,, حتى بعد ان يداهمه المرض، الى ان يقول له أهله وذووه: يا هوه,, إمض الى الطبيب، عالج نفسك، اهتم بصحتك,! وعندها إذا أحس بالخطر,, انطلق الى الطبيب، لأنه خاف على نفسه من الداء أن يتفاحل,, ويحل به ما يكره، لأنه أهمل وقصر في أمر نفسه وصحته,!
* في يوم الأربعاء 17 رمضان 1421ه، مضيت برا,, الى المدينة المنورة, وفي يوم الاحد 21 منه، عدت من هناك، لأني أفضل البر عن الجو,, لا سيما حين تكون طرقنا على مستوى عال, كما هي الحال في الولايات المتحدة مثلا ,! غير أني وجدت أني احلم, فهذا الشريان,, الذي يربط أم القرى وجدة بالمدينة المنورة مهمل، حيث لم تنله صيانة، ونزول بعض الغيث يذيب طبقة الزفت ,, التي صورها مرة الدكتور محمد سعيد العوضي في الرائد بأنها أخف من عباءة المعلم يضاف الى المطر النادر,, تلك الاحمال على الشاحنات، فهي شطر من إحداث التلف, وطرقنا في أصلها كما نسمع مؤقتة ، أي انها ليست ذات ديمومة وطول زمن, وما دام الحال كما ذكر أو كما هو واقعها الحقيقي فإن غياب الصيانة يجعل السير على هذه الطرق,, ضربا من المجاهدة، واتلاف المركبات واطاراتها، وعناء المسافرين,, وحسب هذه الحال، تصبح الطرق التي,, لا تصلها عناية الصيانة، لا يعول عليها، ولا تسمى طرقا جيدة مريحة للسائرين عليها,!
* إن الدولة ترصد المبالغ الطائلة,, لشق الطرق الطوال لخدمة الناس، لا سيما ونحن في بلد سبل المواصلات محدودة, وهي البرية والجوية أما السكة الحديدية فإنها ليست في جدولة وزارة المواصلات, وكان ينبغي أن تكون قبل ثلث قرن، غير ان تجار السيارات,, لا يريدون السكة الحديدية,! وفي هذه الايام يلمح وزير الموصلات ,, بأن السكة الحديدية آتية،مثل أولئك الصحافيين الذين ألفوا ان يحصلوا على ساعات هدية من احد الحكام العرب، لكن في مرة أحسوا أنهم سيذهبون بدون ما ألفوا، غير ان شجاعا منهم قال: يا سمو الامير,, إن الساعة آتية , فاضطر ان يبر بعادته, فهل السكة الحديدية كذلك!؟
* ونحن محتاجون الى صيانة الطرق وتفقدها من مسؤولي المواصلات البعيدة عن التفقد، حتى يفرجها الله,, حين نسمع زئير القاطرات,, عبر شبكة عامة، من الشرق الى الغرب، ومن الشمال الى الجنوب,, في وقت غير بعيد، لنحمد مع القوم السرى,!,
|