أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th December,2000العدد:10318الطبعةالاولـيالخميس 2 ,شوال 1421

عيد الجزيرة

قلبت الأعياد والأفراح إلى أتراح:
التعبير عن البهجة بالأعيرة النارية غير حضاري ولا نظامي
تحقيق سعد الخرجي
هناك بعض العادات والظوهر الخطيرة التي تكون كفيلة بتعكير صفو هذه الأيام الجميلة ومنها انتشار ظاهرة خطيرة تمارس أيام العيد والأعراس وبشكل ملفت للنظر وخاصة في المجتمعات الصغيرة وهي وان كانت موجودة من قبل إلا أنها في الآونة الأخيرة أخذت أبعاداً أكبر وأكبر، وتتلخص هذه الظاهرة عندما يجتمع عدد من الأفراد وكل منهم معه بندقيته الخاصة حيث يتم تحديد مكان معين وزمان متفق عليه لمزاولة هواية الرماية أو استخدام هذه الهواية الخطيرة في مناسبات عامة مثل الزواجات ونحوها وذلك تعبيراً عن مشاعر الفرح بشكل أصبح يهدد الأرواح في ظل الاحصائيات والتقارير الأمنية التي تؤكد وقوع ضحايا في مثل هذه الحوادث,, وبدلاً من أن يكتمل عقد الفرح والاجتماع في مثل هذه المناسبات تتحول أيام العيد والزواج إلى أيام حزن وكوارث رسم معالمها وصنعها خطأ بشري بيد أثمة وفي الأسطر التالية نستطلع جملة من الآراء حول ذلك,,
الوعي بالمخاطر
في البداية تحدث لنا محافظ تربة الأستاذ مهدي بن محمد العيافي فقال أنا معكم في أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر وبشكل ملفت للنظر وخطير وأناشد شيوخ القبائل والأعيان وأئمة المساجد بأن ينشروا الوعي بخطورة استخدام السلاح في مثل هذه المناسبات وأن يدركوا مدى خطورة هذه المخالفة على الأرواح والممتلكات والتي أدت إلى أضرار كبيرة وجسيمة بهذا الجانب,
المسؤولية جماعية
ويؤكد المقدم حامد الطويرقي أن الظاهرة خطيرة وتمثل مخالفة صريحة للتعليمات والتحذيرات الصادرة من مقام وزارة الداخلية لما لها من عواقب وخيمة على الأرواح والممتلكات واضاف بأن الأجهزة المعنية تبذل جهوداً حثيثة في سبيل القضاء على هذه الظاهرة إلا أن هناك من المواطنين من يمارس هوايته في بعض المناسبات العامة وخاصة مناسبات الزواج وأيام الأعياد وهؤلاء يمثلون فئة نستطيع أن نقول عنهم أنهم شاذون في تصرفاتهم التي يغلب عليها الجهل سواء كان ذلك في طريقة استخدام السلاح أو باللامبالاة وعدم الإدراك لخطورة السلاح وما ينتج عنه من نتائج مفجعة ومحزنة,
وبين المقدم الطويرقي بأن إطلاق النار في المناسبات العامة يتركز في المناطق النائية بعيداً عن المراكز الأمنية وتكون هذه الظاهرة شبه معدومة داخل المدينة والمناطق القريبة من مراكز الأمن حيث تقوم المراكز بالمراقبة لجميع الاحتفالات التي تقام في حدود مناطقها وأضاف أن على جميع أفراد المجتمع مسؤولية كبيرة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية وناشد المواطنين ومشايخ القبائل التعاون مع الجهات الأمنية ذات الاختصاص والامتناع عن هذه الظاهرة للحفاظ على الأرواح والممتكلات التي تمثل ثروة فعالة في وطننا الغالي,
الجاهل عدو نفسه
من جانبه تأسف الرائد حنيسان بن عباس العتيبي لانتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا وقال إن من المؤسف جداً أن يوجد من لا يدرك خطورة إطلاق الأعيرة النارية في احتفالات أو تجمعات يحضرها عدد كبير من الناس وخاصة ما يلاحظ في أيام العيد والزواجات وإنه بالرغم من التحذيرات المتكررة التي تصدر من الجهات الأمنية حول منع إطلاق النار في مثل هذه المناسبات والاحتفالات إلا أن هناك أناسا لا زالوا يمارسون إطلاق النار في القرى والهجر البعيدة عن أعين رجال الأمن والمسؤولين,
تحول الفرح إلى حزن
ويدلي النقيب سعد بن تراحيب بن غنام البقمي بدلوه قائلاً سمعنا كثيراً عن مثل هذه الحوادث التي نتيجتها الأسى والحزن الذي يخيم على اجواء المناسبات السعيدة فيحول بهجتها إلى ترح بدلا من الفرح وهذا لا شك مناف للمنطق وهذه المشكلة يعيشها الناس وخاصة في القرى والهجر التي تعود أبناؤها على تقاليد تمحوها العقول المستنيرة فيجب على الجميع الأخذ بأسباب السلامة والأمان حفاظا بإذن الله تعالى على حياتنا وحياة الآخرين مما قد لا يحمد عقباه,
أسلحة غير مرخصة
وركز الملازم أول سعيد الحارثي على أن الجهل بالسلاح وخطورته سبب رئيسي في هذه الظاهرة وقال بأن الإنسان المتعلم العاقل يدرك خطورة ذلك وينفذ التعليمات ويتقيد بها موضحا أن السلاح السائد استخدامه في هذه المخالفات هو غير المرخص أما المرخص فيقل استخدامه مضيفا بأن تعليمات منع إطلاق النار في المناسبات المتعددة قد تم إبلاغها للمشايخ والعمد وتناولها بعض الأئمة والخطباء لتوعية الناس بخطورة ذلك داعياً إلى المزيد من التوعية من خلال هذه القنوات إضافة إلى نشر الوعي بين طلاب المدارس وداخل الأسر من خلال وسائل الإعلام المختلفة,
أصناف وفئات
وصنف الأستاذ ذياب بن حمود العمري من يستخدم ويحب هذه الظاهرة إلى فئات منها:
أناس يجهلون استخدام السلاح بالطريقة الصحيحة,
أناس يتساهلون مع أبنائهم عند استخدام السلاح حتى وإن كانوا صغاراً,
آخرون لا يبالون بخطورة الأسلحة,
فئة تلجأ إلى المزح واللعب بالسلاح وحب الظهور عند بعض طبقات المجتمع والمباهاة بحمل السلاح واستخدامه,
وأهاب العمري بكل مواطن أن يرتقي إلى درجة الوعي الذي يجعله ينظر إلى أن مثل هذه الأمور ليست ضرورية للإعلان عن الفرح ولا داعي للخروج عن الأنظمة التي من شأنها توفير الأمن الذي يلقي بردائه وظلاله الوارفة على ربوع هذا الوطن العزيز,
قصص مأساوية
وهنا نسرد بعض القصص الواقعية الحقيقية التي روعت من سمع عنها وأوقعت الألم والحزن في نفوس من عايشها واصبحت ذكرى أليمة ومؤرقة لأصحابها حتى يومنا الحاضر:
ففي مناسبة أحد الأعياد وبعد أن فرغ الأب وأبناؤه من ممارسة ومزاولة هوايتهم المفضلة في إطلاق الأعيرة النارية رجع الجميع إلى المنزل ووضع السلاح في أحد أركان المنزل وقريباً من متناول الأطفال، وفي غمرة ابتهاج الأسرة بالعيد السعيد دخل أحد صغار السن إلى الغرفة التي بها السلاح والتقطه على الفور فرحاً به وأصبح يقلد الكبار فيما يفعلونه وفي غفلة منه وعدم ادراكه لخطورة ما يفعله أشار بمقدمة البندقية إلى اخته التي تكبره سناً المتواجدة في نفس المكان ويردد عليها كلمة سأطلق النار عليك جاهلاً ما تعنيه هذه الكلمة وفي غمرة سروره بحمل السلاح وضع أحد أنامله على منطقة الزناد لتنطلق رصاصة مدوية قاتلة نحو أخته فتصيبها في منطقة الرقبة لتلفظ أنفساها الأخيرة على مرأى من أعين والدها الذي نسي إخراج الرصاصة من بيت النار قبل دخوله بالسلاح إلى المنزل لتودع الحياة في أيام العيد وتترك معها الحزن والحسرة يخيم في نفوس الجميع,
ليلة العمر ليلة عزاء
وهنا نذكر قصة واقعية أخرى لشاب في عمر الزهور أراد أن يعبر عن سعادته باكمال أخيه نصف دينه وبينما كان الجميع يحتفل بهذه المناسبة السعيدة انطلق هذا الشاب إلى مواقف السيارات حيث توجد مركبته وبها سلاحه الرشاس كان يخبئه تحت المقعدة الأمامية وعندما أخرجه وأثناء عملية تجهيزه والتأكد من القيام بالدور المطلوب لم يحس الشاب ولم يدرك بأن يده وصلت إلى مكان الزناد لتخرج رصاصة قوية مخترقة صدره والمرتبة الأمامية وزجاج السيارة ليتحول معها ليل الزواج إلى ليالي حزن وألم، وهناك الكثير والكثير من القصص المروعة فهل من معتبر ومتعظ ,,, ؟!!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved