| الثقافية
ليست كل الافتراضات بكل مؤشراتها المتحدثة بحتميات ما، تعني ان أي امر ثابت مسلما به لا يقبل التشكيك بمضامينه,, لان الافتراض غالباً ما يكون متستراً تحت تأثير ما، يخضع لمتغيرات نفسية وخلفيات عقلية تجزم وتحتم وتقرر دون دعامة منطقية تستبعد كل ما من شأنه ان يوصف بالتعسف,, في المجتمعات النامية، التي بدأت تلمس معاناة الايقاع التنافسي المحموم، تاهت في بعض تفاصيلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأصبحت الاتجاهات متناقضة ومنهكة ومسايرة لنفس الايقاع الذي تعاني منه الدول المتقدمة,, باختلاف أن الأخيرة قد تجاوزت جزئيات كثيرة من تلك الاضطرابات المبدئية إلى هوس الانجاز والادمان على الاكتشاف والتحصيل اللذين بدورهما ايضاً اضاعاً حاجة الانسان الفطرية إلى التوازن الروحي والعملي في آن واحد,
في العودة للحديث عن الافتراضات على وجه العموم، لابد وان تلتزم في متطلباتها إلى قواعد نظرية، لا تهزأ منها الدوافع الشخصية المحتقنة باغراض هجومية تبتر معها كل وسائل التجاوز المطلوب لتحصيل ما هو مهم وضروري,, لان تلك الافتراضات المريضة تلاحقنا في كل مكان وفي كل علاقة اجتماعية وأسرية واقتصادية,, نؤكد على شيء ونحن لا نملك له دليلا,, نتباهى بحس المحقق في تتبع أو ملاحقة أمر ما ونحن لم نسمع بعد عما يسمى ببداية الخيط,, نعمم ما أوصلتنا إليه متاهات الفراغ الثقافي في أذن كل تائه اجتماعياً وثقافياً ليقوم بدوره لاتمام اللازم,, وهكذا دوائر لا منتهية تنهك المجتمعات النامية التي تتغنى بأماني المواكبة والتقدم وهي لا تزال تعيش في أساطير رجل الغابة,, وامرأة الكهف,
|
|
|
|
|