أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th December,2000العدد:10318الطبعةالاولـيالخميس 2 ,شوال 1421

مقـالات

تسول المناسبات,,!
سلمان بن محمد العُمري
التسول قضية غير منتهية حتى تاريخه رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل إزالتها والتخلص منها كونها عملية بعيدة عن روح الإسلام، وتحمل معاني بعيدة عن الحضارة والسلوك الحضاري بشكل كبير، انها تخرج من باب لتعود من الشباك بأشكال عديدة وانماط لا تخفى على أحد، وخصوصاً ان بلادنا الحبيبة بما حباها الله من خيرات صارت مطمعاً لكل أولئك ذوي النفوس الضعيفة والأطماع الكبيرة والجشع المستمر,
نحن نعلم انه في أمتنا الإسلامية يوجد محتاجون كثيرون، لا بل ان المحتاجين أكثر بكثير من غير المحتاجين، ولكن التسول لم يكن يوماً حلاً اسلامياً مقبولاً لمشاكل معروفة، وهناك سبل أخرى تقتضيها الهيئات والمنظمات والدول الإسلامية، وعلى رأسها مملكتنا الغالية من أجل تقديم العون لإخواننا المسلمين حيثما أمكن ذلك بالقدر الأكبر من الاستطاعة,
البعض يمتطي جواد التسول، وهو لا يهدف من وراء ذلك إلا لجمع المال والثروة، وهؤلاء يستغلون كل مناسبة وكل شاردة وواردة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، فتراهم مرة يتصنعون المرض، وتارة يعزفون على أوتار الاعاقات ومرة يستجدون الناس وحيناً يكذبون ويخادعون، وما أكثرهم في مواسم الخيرات والعطاء,, مواسم رمضان المبارك والحج المشكور حيث يجتمع هؤلاء المتسولون المتطفلون، وقد اكتظت بهم الطرقات والشوارع، بل حتى في المسعى وفي الطواف وفي كل مكان من البقاع المقدسة، نعم انهم يأتون ونيتهم التسول قبل أن تكون العمرة أو الحج، انهم يأتون وعيونهم فارغة لا تريد إلا المال والكسب غير المشروع!
انها ظاهرة كبرى وخطيرة ووجه غير حضاري لهذا التجمع المبارك الذي يجتمع في رمضان سواء في مكة أو المدينة أو حتى الأماكن الأخرى، ولكننا خصصنا الحرمين بالذكر لمكانتهما العظيمة التي لا تخفى على أحد، وللأعداد الكبيرة من المسلمين التي تأتي من كل حدب وصوب لتؤدي المناسك، ان الحرم المكي الشريف فيه الكعبة الشريفة حرسها الله، وهي قبلة المسلمين اينما كانوا ومهوى افئدتهم، وفيها اجتماعهم السنوي، ونحن حظينا بشرف وجود بيت الله الحرام في ربوعنا، وأنعم الله علينا بأن نكون خدمه فعلينا مهمة الحفاظ على كل ما من شأنه عدم الاساءة لهذه البقاع الطاهرة التي حبانا الله بها,
لقد لفت نظري بشكل واضح كثرة أولئك المتسولين القادمين على التحديد من بعض البلدان الأفريقية، وهم بهذا يسيئون لأنفسهم ولبلدانهم ولأمتهم ولإسلامهم جميعاً، لنا بهذا الخصوص رجاء من بلدانهم ملاحظة هذا الأمر الخطير لما فيه مصلحة الأمة جمعاء,
وفي بلادنا نرفع صوتنا بمطالبة الجهات المسؤولة بان تأخذ دورها بشكل يبعث الاطمئنان، وأن تأخذ المسألة بمحمل الجد، لا سيما اذا علمنا أن القضية قد تكون مرتبطة بعصابات منظمة، ويقف خلفها من يوجهها بشكل أشبه ما يكون بأعمال المافيا والعياذ بالله وعلى هذا فإن الأمر يجب أن يدرس، ويوضح بإطاره الصحيح، وتوضع الخطط المناسبة لحلها، والخلاص منها بشكل جذري سواء كانت عملاً إفرادياً أو مخططاً ومنظماً بحيث يتم اجتثاث القضية بشكل نهائي، ان المتسول بعمله انما يستهدف الأمة الإسلامية كلها، ولا سيما اذا علمنا ارتباط قضية التسول بشكل صريح بقضية السرقة والنشل وما شابه، فالمتسول الذي لا يحصل على ما يريد يتجه للأساليب الأخرى كحل أخير لتحقيق مآربه الشريرة,
اننا بالخلاص من هذه الظاهرة لا نحمي أنفسنا فقط، وانما نحمي كل زوار بيت الله الحرام الذين يأتون وقلوبهم عامرة بالإيمان، وشوقهم كبير كبير لتأدية السنن والفرائض، وكم سمعنا من مآسٍ تعرض لها هؤلاء الإخوة بسبب أولئك المحتالين والسارقين,
قضية أطرحها لتوضع على بساط البحث والتنفيذ، لانني أعلم أن الهمم عالية عند الأطراف ذات العلاقة، وأمن الوطن والزائر فوق كل اعتبار، وأملنا كبير بأن نرى الثمار على أرض الواقع قريباً جداً، وبهذا الخصوص أناشد كل الإخوة المواطنين والضيوف بأن يتعاونوا مع الأجهزة المعنية بالإبلاغ عن كل حالات التسول، وبنفس الوقت عدم اعطاء المتسول أي شيء، والحذر منه ما أمكن، وبتضافر الجهود والتعاون المطلوب يتحقق الهدف الطيب, والله ولي التوفيق,

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved