| مقـالات
لا شك أن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضايا العربية والإسلامية مواقف مشرفة منذ تأسيسها على يعد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز حتى وقتنا الراهن, ويأتي تحرير الأقصى الشريف ودعم صمود إخواننا الفلسطينيين لإقامة دولتهم الفلسطينية من أولى تلك القضايا, يشهد بذلك القريب والبعيد والداني والقاصي, وقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين لحملة التبرعات لصالح انتفاضة الأقصى المباركة وتبرعه بثلاثين مليون ريال وتهافت الشعب السعودي بجميع فئاته لتلبية هذه الدعوة وتبرعه بكميات كبيرة من الأموال والذهب والعقارات وغيرها في ملحمة لا يمكن أن تتكرر إلا في هذه البلاد المباركة, كما جاءت كلمة المملكة التي ألقاها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر القمة العربية في جمهورية مصر العربية كأقوى وأهم كلمة ألقيت في المؤتمر، حيث تضمنت موقفا حازما وثابتا وواضحا حول ما يتعرض له إخواننا الفلسطينيون من قبل العدو الصهيوني, يتجلى ذلك في إظهار مشاعر الألم والحزن والمعاناة تجاه ما يفعله جنود الاحتلال الصهيوني من أعمال إجرامية وعنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وتوجيه اللوم لراعي عملية السلام الذي لم يقم بالدور المؤمل منه, كما تجلى ذلك في دعوة سموه إلى إنشاء صندوقين الأول لصالح الأقصى والثاني لصالح الانتفاضة بمبلغ ألف مليون دولار تساهم المملكة ب 25% من رأس المال لرعاية المقدسات ودعم أسر الشهداء وتنمية الاقتصاد الفلسطيني,
وعندما يتطاول بعض الصغار على هذه المواقف النبيلة أمثال عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي الذي يمثل حالة شاذة لا تمثل الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال والذي ينطبق عليه المثل العربي الشهير اسم على غير مسمى والذي عرف عنه عقدته من كل ما هو خليجي فإن ذلك يتطلب ردا عليه وكشفا لتحليلاته المشبوهة, إن هذا الحاقد والشاذ لم يتورع في تصوير تبرعات المملكة على المستوى الرسمي والشعبي برسم كاركاتوري يظهر فيه عربي بزي خليجي منبطحا على الأرض يتقي بطفل فلسطيني ويدفع له شيكا والطفل تسيل منه الدماء, كما لم يتورع هذا الأفاق من تصوير دعوة المملكة إلى إقامة مؤسسات اقتصادية فلسطينية لا تعتمد على الاقتصاد الإسرائيلي بأن هذه الأموال لن تصل إلى الشعب الفلسطيني وضرب مثلا بتبرعات المملكة للبنان, كما روّج لفكرة صهيونية لا تزال إسرائيل تدعو لها وهي إفراغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من سكانها، حيث قال فضّ فوه: إن هناك خمسة ملايين آسيوي يعملون في الخليج ويجب أن يحل الفلسطينيون محلهم,
إن هذا الناعق الذي ينعق من بعيد كغيره من الناعقين الذين لفظتهم أوطانهم وشعوبهم، حيث لم يستنكف حمل الهوية الأجنبية بدلا من هويته العربية من أجل مصالحه الشخصية وحمل هوية البلد الذي أعطى اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين من خلال وعد بلفور سنة 1917م, كما أنه يعد واحدا من الطابور الخامس الذي يدس السم في الدسم ولن يستطيع هذا الصغير أن يتطاول على الكبار حتى وإن حاول أن يتذرع بالدفاع عن العروبة، فالعروبة منه براء عندما حمل الهوية الأجنبية وتخلى عن العربية, والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,
*عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة |
|
|
|
|