| تحقيقات
تحقيق طلال حميد البلوي
ناقشت الجزيرة في وقت سابق من العام قبل الماضي موضوع عزوف المعلمين عن تدريس الصف الأول ابتدائي وطالبت في التحقيق الذي نشر بتاريخ 15 سبتمبر 1998م باعطاء مميزات وحوافز لمعلمي الصف الاول ابتدائي كما طالبت بتخصيص مشرفين للصفوف الأولية واقترح التحقيق تأهيل معلمين متخصصين للصف الأول ابتدائي من خلال كليات المعلمين.
وجاء ذلك التحقيق في وقت كانت وزارة المعارف قد ألغت عقود عدد من المعلمين المتعاقدين الذين كانوا يدرّسون الصف الأول ابتدائي، فظهرت مشكلة عزوف المعلمين الوطنيين عن تدريس الصف الأول ابتدائي,واليوم وعبر هذا التحقيق نواصل طرحنا لهذا الموضوع بعد أن أبدى عدد من مديري المدارس شكرهم وتقديرهم لوزارة المعارف لاعطائها حوافز ومميزات لمعلمي الصفوف الأولية، الا انهم في الوقت نفسه أبدوا ملاحظات واقتراحات على الحوافز والمميزات التي منحتها وزارة المعارف مؤخراً لمعلمي الصفوف الأولية حتى تم تطبيقها لأول مرة هذا العام,, فالى ما قاله مسؤولو التعليم عن هذه الحوافز:
بداية تحدث الأستاذ مطلق عبدالله الفقير العنزي مدير مدرسة وادي القرى الابتدائية بالحجر بمحافظة العلا وقال: لقد اطلعت على التحقيق الذي أجرته الجزيرة قبل أكثر من عامين والذي ناقشت فيه أسباب عزوف المعلمين الوطنيين عن تدريس الصف الأول الابتدائي كمعلمي فصل، كما ناقشت الاسلوب الأمثل لجذبهم وتشجيعهم ليتم حل هذه المشكلة التي واجهت مديري المدارس الابتدائية, وتجاوباً مع تحقيق الجزيرة تكرمت وزارة المعارف مشكورة بمنح معلمي الصفوف الأولية مميزات وحوافز تشجيعية تقديراً من الوزارة للجهود التي يقومون بها لهذه الصفوف التي تعتبر هي المرحلة التأسيسية للتلاميذ، ومن هذه المميزات الاجازة الطويلة التي يحصلون عليها.
لماذا الثاني والثالث
وأضاف العنزي بقوله: ولكن المشكلة التي تواجه مديري المدارس الآن هي نفس المشكلة السابقة والتي كانت قبل الحوافز وهي عزوف المعلمين الوطنيين عن تدريس الصف الأول ابتدائي تقولون لماذا,,؟ لأن المميزات تجاوزت الصف الأول الى الثاني والثالث فما دامت المميزات واحدة والاجازة واحدة فالجميع من المعلمين يحبذون الصفين الثاني والثالث ولا يرغبون أبداً الصف الأول.
وانني أقول ذلك من واقع التجربة عليه فانني أناشد وزارة المعارف باعادة النظر في الحوافز التي منحتها للصفين الثاني والثالث بحيث تُخفِّض المميزات والحوافز لديهم، ويُعطى معلم الصف الأول مميزات وحوافز تُميّزه عن معلمي الصفين الثاني والثالث، لأنه فعلاً يستحق منا كل التشجيع والتقدير.
أعاد المشكلة
أما الأستاذ أحمد علي نجدي مدير مدرسة الامام القرطبي بالعلا فقال إن أسباب عزوف المعلمين الوطنيين عن تدريس الصف الأول ابتدائي عادت من جديد والحقيقة اننا جميعاً لم نطالب بمميزات لمعلمي الصفين الثاني والثالث وكل حديثنا كان يتركز على الصف الأول، وأضاف بقوله: ان تجاوز المميزات والحوافز لمعلمي الصفين الثاني والثالث قد اعاد مشكلة عزوف المعلمين عن الصف الأول ابتدائي.
وطالب نجدي وزارة المعارف بحصر المميزات والحوافز لمعلمي الصف الأول ابتدائي فقط، لانهم يستحقون على ما يبذلونه من جهود عظيمة فهم يعتبرون المؤسسين للطلاب ويأتيهم الأطفال لا يقرؤون ولا يكتبون، وحقيقة معلم الصف الأول ابتدائي لا أحد من المعلمين يغبطه ولا أحد يحسده على ما أُعطي من مميزات وحوافز، أما معلمو الصفين الثاني والثالث فالحقيقة انهم لا يحتاجون حتى إلى نصف الجهود التي يبذلها معلمو الصف الأول واعطاؤهم للمميزات وخصوصاً الاجازة يدفع الكثير منهم الى رفض اكمال نصابهم من الصفوف العليا لأن ذلك يحرمهم من الاجازة,
واختتم نجدي حديثه بقوله: على وزارة المعارف ان تعيد النظر في الحوافز والمميزات التي منحتها للصفين الثاني والثالث وجعلها للصف الأول فقط.
الثاني والثالث لا يستحقان
وتحدث لالجزيرة الأستاذ عبدالله أبو ذياب وكيل مدرسة ابتدائية بقوله: ان ما تقدمه وزارة المعارف لمعلمي الصفوف الأولية يستحق الثناء، وتساءل ابو ذياب ما الصعوبات التي تواجه معلمي الصفين الثاني والثالث؟! فطلابهم يقرؤون ويكتبون حيث انهم جاءوا من عند معلمين استقبلوهم وهم كما يقولون عجينة أو طازة فبذلوا معهم معلمي الصف الأول جهوداً جبارة طوال سنة كاملة.
واختتم ابو ذياب حديثه بقوله: على وزارة المعارف ان تقنن هذه الحوافز والمميزات لمعلمي الصفين الثاني والثالث بحيث يتم شطب الكثير منها ويتم اعطاء بقيتها تحت شروط واضحة.
لمن هم فوق ال 90
وفي ختام هذا التحقيق توجهت الجزيرة الى ادارة تعليم محافظة العلا والتقينا الأستاذ دخيل الله عتيق القحم البلوي مشرف الصفوف الأولية بتعليم العلا حيث قال: أشكر صحيفة الجزيرة على اهتماماتها التربوية والمناقشات والملاحظات البناءة التي تطرحها وخصوصاً الاهتمام بموضوع الصفوف الأولية ومعلميها، واؤكد لكم ان معالي وزير المعارف قد أصدر تعليماته لكافة الادارات التعليمية والتي تؤكد علىتنفيذ آلية توظيف الحوافز لمعلمي الصفوف الأولية واستطيع ان أوجز لك ما تضمنته الآلية من شروط والتي منها:
أن يجمع معلم الصفوف الدنيا بين تدريس التربية الاسلامية واللغة العربية معاً وألا تقل خبرته عن سنتين وان يحقق الدرجة المطلوبة في استمارة الحوافز وحصول معلم الصف الأول على 90 درجة فأكثر في استمارة الحوافز ويخفض نصابه الى 21 حصة في الفصل الأول والى 20 حصة في الفصل الثاني، وتبدأ اجازة معلمي الصفين الأول والثاني مع بداية اجازة طلابهم وتكون عودتهم قبل بداية العام الدراسي باسبوعين، أما معلمو الصف الثالث تبدأ اجازتهم بعد نهاية الأسبوع الأول من اختبارات الصفوف العليا وعودتهم كمعلمي الصفين الأول والثاني قبل بداية الدراسة بأسبوعين.
كما يحصل معلمو الصفوف الأولية على الأولوية في التدريس الليلي وحملات محو الأمية، وعدم تكليفهم بالاشراف اليومي أو المناوبة أو حصص الانتظار.
وهذه المميزات الأخيرة يترك اعطاءها لادارات التعليم وادارات المدارس بخصوص الاشراف وحصص الانتظار فهذا حسب ظروف المدرسة وهذه الحوافز تعطى مع مراعاة، أن تتوفر في معلم الصفوف الأولية الشروط المهمة وحصوله على 85 درجة فأكثر في استمارة منح الحوافز ويعفى معلم الصف الأول من الانتظار مباشرة، أما معلم الصف الثاني والثالث فعليه الحصول على 90 درجة فأكثر في استمارة منح الحوافز وعدم تكيفهم بالملاحظة في المدارس الأهلية أو المتوسطة أو الثانوية في اختبارات نهاية الفصل، واعطاء هذا الحافز مرتبطاً باعطاء حافز الاجازة بمعنى ان من يحصل على حافز الاجازة يتمتع بهذا الحافز مباشرة, ويتضح لنا من خلال آلية الحوافز بأنها شاملة للصفوف الأولية.
من المحرر
من خلال جولتنا على عدد من المدارس وأثناء نقاشنا للموضوع فقد طالب بعدم اثارة موضوع المميزات والحوافز التي منحتها مؤخراً وزارة المعارف للصفين الثاني والثالث، بعكس معلمي الصفوف الأخرى والذين طالبوا الجزيرة باثارة الموضوع وقالوا: يجب ان تقتصر المميزات والحوافز على معلمي الصف الأول ابتدائي لانهم يستحقون ذلك ونحن لا نلومهم ولا نحسدهم ولا نغبطهم على هذه المميزات والحوافز التي منحت لهم.
وأضافوا اذا بقي الحال على ما هو عليه الآن من حوافز واجازات للصفين الثاني والثالث فسيكون هناك عزوف عن تدريس الصفوف العليا لاننا نرغب تدريس الصفين الثاني والثالث لنحصل على ما يتمتعون به من مميزات وحوافز.
|
|
|
|
|