أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th December,2000العدد:10317الطبعةالاولـيالاربعاء 1 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

نعم,, الجمعية الخيرية,, بر وتقوى,, ولكن!!
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله
الكتابة الراقية والصادقة والواعية,, هي هدف لكل شخص يتعاطى العمل الكتابي المتزن والمتسم بروح الصدق والأمانة والمسئولية الوطنية، والاختلاف في وجهات النظر والأفكار لا يصادر الرأي الآخر بل يحترمه,, والكتابة الراقية أيضاً هي المذيلة بأسماء تجلب الثقة للقارىء الكريم وتنم عن كاتب يتحرى المصداقية.
ورغبة مني بتوضيح ما أجملته في مقالي السابق المنشور بتاريخ 4/12/2000م بعنوان اقترح تنظيماً دقيقاً لعمل الجمعيات الخيرية,, والذي ردّ عليه الأخ محمد سالم مزيني الراجح من حائل بتاريخ 10/12/2000م بعنوان الجمعية الخيرية بر وتقوى,, أريد أن أقول لقد كان من الأجدى أن ترد الجمعية الخيرية عن طريق أحد مسؤوليها وليس بواسطة أحد المسئولين السابقين أو المهتمين مثل محمد سالم الراجح والذي ذكر ذلك بدافع الغيرة والاهتمام وكأنه لا يوجد أحد مهتم غيره أو كأن الدافع لي لم يكن كذلك على الجمعية خصوصاً أو المنطقة بشكل عام خصوصاً وانه يرد بلهجة لم يحترم بها الرأي الآخر حتى ولو كان مخطئا,.
حتى انه اتهمني بأنني موظف أتقاضى راتباً ولم يعلم أنني لا زلت طالباً أدرس الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في سنواتي الأخيرة.
إنني أستنكر على رجل حمل قلماً ووضع نفسه في موضع المدافع عن الجمعية جهله بمعنى كلمة تفاعل,, حيث ذكر أنني ناقضت نفسي في أن الجمعية مقصرة بعملها وأنها تتفاعل مع سكان الحي الذي أقطنه,, ولكن هذا ليس تناقضا لأن الجمعية فعلاً تتفاعل معهم ولكنه تفاعل غير منتج وغير صحيح,.
ان الجمعية الخيرية بحائل ملاك لا يخطىء ونظامها الذي تسير عليه كامل ولا يمكن تغييره,, هذا ما فهمناه من مقال الراجح, لقد نفى الخطأ عنها ولم يعترف بالتقصير,, والحقيقة عكس ذلك تماماً والواقع خير شاهد,, ولم أكن أنا بذلك المقال إلا كالمرآة اعكس رأي الشارع العام تجاه الجمعية,, وبما أنني تحدثت بشكل عام في مقالي السابق فإنني سوف أخص بعض الأنشطة الواضحة الخطأ في هذا المقال.
الجميعة الخيرية تدفع الكثير والكثير وهي بذلك مجتهده ولكن المشكلة انها مجتهدة,, لأن صدقاتها لا تلائم الاحتياجات,, فمثلاً تقوم بتوزيع أكياس رز وسكر وملابس على كل عائلة وفقير,, ولا تنظر الى المتطلبات الأخرى لها والتي هي من أساسيات الحياة وأهم من أكياس الرز,, وذلك مثل الدواء وحليب الأطفال وملابسهم وأدوات النظافة والمطبخ والمجلس والبيت والأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام ومتطلبات لا تنتهي من فواتير وغيرها,, بالإضافة إلى الأشياء الشخصية جداً والتي لايستطيع الشخص أن يشتريها لأهل بيته لخصوصيتها فضلاً عن ان توفرها الجمعية,, اذاً كان من الأجدى أن تقوم بتقديم دعم مادي في بعض الأحيان بدلاً من الأشياء العينية لتكون هذه الصدقة مرنةً تستفيد منها هذه العائلة بالطريقة التي تلائمها ووفق احتياجاتها الأساسية ومتطلباتها الضرورية.
يا جمعيتنا العزيزة,, توجد عوائل امتلأت أحواش بيوتها بأكياس الرز والتمر من الجمعية وغيرها,, حتى لدرجة أنهم يبيعونها للتخلص منها للاستفادة من ثمنها أو اهدائها,, إذن التخطيط والتنظيم الذي تسير عليه الجمعية كما ذكرت ذلك في مقالي السابق وأنكره عليّ محمد سالم الراجح انه نظام يحتاج إلى إعادة نظر,, والبحث عن آلية جديدة تحقق الهدف المطلوب,.
ذكر الأخ محمد سالم الراجح,, أن الحالات التي تقوم الجمعية بإيوائها والتكفل بها هي تسع حالات فقط,, ويتم اختيارها على حسب نظام قانوني طويل وروتيني للتقصي والتأكد من وضع الحالة,, فأقول انه ليس من الضروري لكي يصبح نظام الجمعية عادلاً وصحيحاً أن يكون طويلا وروتينيا يتصف بالتقصير والبيروقراطية,, صدقات الجمعية تصل الى اناس تنطبق عليهم الشروط ولكن غير محتاجين والعكس صحيح وهذا واقع وحقيقة لا محالة ولا يمكن إنكاره,, قد يكون هذا النظام خدم فعلاً عوائل كثيرة انطبقت عليها الشروط ولكن يجب ألا ننكر أبداً انها حرمت آخرين,, وليس هناك من عذر لا من نظام ولا غيره أمام الله,,ولو دققنا قليلاً في التسع حالات التي ذكرها الراجح نجد انها مبهمة ولا تعطي اي فكرة عن المحتاجين في المجتمع وبمعنى آخر هل هؤلاء فقط لا غيرهم المحتاجون,, وهل كل مطلقة محتاجة أو كل يتيم شرعاً محتاج,, ولماذا فقط المرضى النفساويون,, أين الجمعية من مرضى الفشل الكلوي والربو والسكري وغيرهم,, إن حصر المحتاجين في التسع حالات فقط غير مقنع وعدم التفصيل بها زاد الأمر غموضاً لديّ ولدى القارىء الكريم,.
الجمعية الخيرية تمتلك مدارس خاصة بمختلف المستويات تقدم لطلابها خدمات عالية تليق بها كمدارس خاصة يتهافت عليها المقتدرون لتسجيل ابنائهم بها ويعود ريعها لصندوق الجمعية,, ولكنها تقوم بزج ابناء بعض الأسر التي تكفلها في هذه المدارس,, وبهذه الطريقة فهي اخطأت من جهتين,, الأولى هي انها اشغلت مكانا من المفترض ان يكون فيه احد ابناء المقتدرين يدفع لصالح الجمعية والثانية هي انها زجت بهذا المسكين مع هؤلاء المقتدرين مما يؤثر على نفسية هذا الطالب وينعكس على دراسته سلباً بشكل أو آخر كما يعلم ذلك التربويون,, وهذه النقطة لمستها بنفسي من أحد الطلاب الذين أعرفهم وفي المقابل فإن المدارس الحكومية قد فتحت ابوابها لهؤلاء وغيرهم بالمجان وقد خرجت من هم الآن أطباء في عياداتهم وضباطا في ثغورهم ومهندسين في مشاريعهم وآخرين ممن تقلدوا المناصب القيادية والإدارات وكانوا ناجحين فعلاً في أماكنهم,, والدولة رعاها الله وفرت التعليم بالمجان ليتمكن هؤلاء وغيرهم من أخذ فرصتهم التعليمية على أكمل وجه,, إذن لماذا تقوم الجمعية باتخاذ مشاريع تعود عليها وعلى المجتمع بالفائدة ولكن لاتستغل الاستغلال الجيد.
الجمعية لا تبحث عن المحتاجين بل تنتظرهم ليتقدموا إليها ولم تعلم ان معظمهم في بيوتهم لايسألون الناس إلحافا,, فمن المفترض ان تقوم بالبحث عنهم ولا يسألني أحد كيف لأن هذا من مسؤليتها ومسئولية من حملوا أمانتها سواء عن طريق أئمة المساجد أو عمداء الأحياء أو بطريقة أو أخرى,, فالقرى خير مثال لذلك فهي مليئة بمن يبيتون الأيام ببطون خاوية.
أما بالنسبة لرواتب الموظفين فلا يهمنا نحن كمواطنين هل هم بضعة موظفين أم آلاف الموظفين,, الذي يهمنا انه يوجد موظفون قائمون ومتفرغون والنتاج ليس كما يتطلع المواطنون,, أما مجلس الإدارة الذين ذكرهم محمد سالم الراجح فإنه معروف لدى الجميع أنهم متطوعون ولا يتقاضون رواتب وأنهم أصحاب أيادٍ بيضاء ودعم مادي ومعنوي للجمعية,, ولكيلا يحرف الكلام إلى مسارات ومتاهات أخرى فإن المقصود هو ان الجمعية قائمة على أناس متطوعين أكثر بكثير ممن تبذل لهم الرواتب.
وبما أن الاعتراف بالحق فضيلة والوقوف عنده شجاعة والمقصود من كل هذا الكلام هو المصلحة العامة فإن اللبس اعتراني حيث ان الجمعية لم تحتفل إلا قليلاً منذ تأسيسها وهذا ما تأكدت منه واعتذاري اقدمه بكل ثقة وشجاعة.
ولكن يظل الأمل كبيراً بعد الله نحو تطوير مستوى خدمات الجمعية بمجيء مدير عام الجمعية الأستاذ سعود العبده الرجل الفاضل والتربوي المتميز وأمين عام الجمعية الأستاذ عيسى الحيان الأكاديمي المختص في الشؤون الاقتصادية ونتمنى منهما اتخاذ قرارات تصحيحية لوضع الجمعية التي لا ينكر أحد أبداً دورها الاجتماعي,, ولكن الهدف هو الارتقاء بمستوى خدماتها وأنشطتها إلى الكمال الذي ننشده حتى ولو كان صعباً,.
وأخيراً فإنني أطلب من المزيني الذي طلب مني ان اقف مع نفسي بضع دقائق للتثبت وإبراء ذمتي,, ألاّ يقف مع نفسه بضع دقائق بل يقف ساعة كاملة ليملأ نفسه جرأة وشجاعة وينصف الجمعية والقراء حتى لا ترجح عاطفته على تفكيره.
وللجزيرة التي فتحت المجال للتعقيب وإتاحة الفرصة لتبادل الآراء كل الشكر والتقدير,.
عبدالعزيز النخيلان الشمري
حائل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved