قلبي على فقد الضنا يتفطر
ومشاعري مما بها تتفجر
وبنيّتي عانت مصائب جمّة
وقضت زمان حياتها تتحير
وبنيّتي أكل الخبيث عظامها
قد ظل دهراً في الحبيبة ينخر
وغزا جميع الجسم وهي هزيلة
وعلى فراش الموت باتت تصغر
والأم تنظر بنتها وبحرقةٍ
تبكي على وضعٍ تردى يدبر
كان المؤمل أن يرفرف شعرها
مثل البنات بطوله تتبختر
لكن أسباب المنية لاحقت
بنتي فحتّ الشعر لا يتضفر
ولقد أمرّ على البنيّة هائما
تمشي الى جنب الجدار وتعثر
وعلاجها مرضٌ لها ولأمها
تُسقاه كارهةً له بل تُجبر
جلساتها أودت بها غيبوبة
والورد مات لحالها يتبعثر
لم يبق إلا القلب منها سالما
وبسرعة هبط الفؤاد الأصغر
خرجت وفاضت روحها من بيننا
والجمع مندهشٌ بدمع ينثر
اتجلد الصبر النديَّ بدمعةٍ
أرنو إلى ربٍّ كريمٍ يجبر
وجدي على أملي وقد ترك الألى
يترحمون صغيرة تتكسر
أين الشعاع وهالة قد ودعت
دار العناء سقيمة تتعبر
رحلت ولم تسعد بأقرانٍ لها
عاشت وما علمت ولا تتخير
سكتاتنا تروي لنا أيامها
ودموعنا من حالها تتحدر
ألعابها تحكي لنا ضحكاتها
لكنها محمومة تتزفر
ولطفلتي أدوات مكتبة بها
حبر وأقلام كذاك الدفتر
كل الذي في البيت كان بكفها
بصماتها، لمساتها تتحفر
وجزى إله العالمين محمدا
خيرا فقد رسم الهدى يتصبر