أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th December,2000العدد:10317الطبعةالاولـيالاربعاء 1 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

إلى جنة الخلد بنيَّتي هالة
هالة تلك الطفلة الصغيرة الجميلة، تلك الوردة اللطيفة العبقة والزهرة المتفتحة، تلك الدمعة الصافية المضيئة السابحة على وجنات أمها وأبيها,, كانت هي حقيقة هالة ولموتها هالة , فالبيت بوجودها مشع ومضيء وبعد رحيلها تمزّع النور وانطفأ السراج وخمدت الأضواء ولبس المنزل ثوب الحزن وتدثر برداء الظلمة,, سنتان ومنزلنا متشبع بالفرح ومنبلج بالسرور وممتلىء حد الثمالة بالسعادة ولكن هيهات هيهات، فالقدر يقترب ومُشعِل الأحزان قد استعد والمرض الخبيث قد أحكم قبضته على البنيّة وأخذ يقطع بها ويمزِّق يوما بعد يوم ونحن واياها نتجرع الآلام ونعيش مرارة الأسى وليس لنا حول ولا قوة قدر الله وما شاء الله فعل ولكن الحمدلله على نعمة الاسلام، تزودنا بالايمان وتحصننا بالتوكل خفف آلامنا وطمأن نفوسنا.
عزيزتي الجزيرة,.
المسافة التي سأقطعها وأنا ممسك بقلمي وممتط ظهر ورقي ومتخذ من جرحي,, ومأساتي حديثا معللا ومروحا لسفري,, قد تطول ولا تنتهي ولكني سأكتفي بهذه الأحاسيس والمشاعر التي حركتها وأججتها بنيّتي فتولد منها هذه القصيدة:


قلبي على فقد الضنا يتفطر
ومشاعري مما بها تتفجر
وبنيّتي عانت مصائب جمّة
وقضت زمان حياتها تتحير
وبنيّتي أكل الخبيث عظامها
قد ظل دهراً في الحبيبة ينخر
وغزا جميع الجسم وهي هزيلة
وعلى فراش الموت باتت تصغر
والأم تنظر بنتها وبحرقةٍ
تبكي على وضعٍ تردى يدبر
كان المؤمل أن يرفرف شعرها
مثل البنات بطوله تتبختر
لكن أسباب المنية لاحقت
بنتي فحتّ الشعر لا يتضفر
ولقد أمرّ على البنيّة هائما
تمشي الى جنب الجدار وتعثر
وعلاجها مرضٌ لها ولأمها
تُسقاه كارهةً له بل تُجبر
جلساتها أودت بها غيبوبة
والورد مات لحالها يتبعثر
لم يبق إلا القلب منها سالما
وبسرعة هبط الفؤاد الأصغر
خرجت وفاضت روحها من بيننا
والجمع مندهشٌ بدمع ينثر
اتجلد الصبر النديَّ بدمعةٍ
أرنو إلى ربٍّ كريمٍ يجبر
وجدي على أملي وقد ترك الألى
يترحمون صغيرة تتكسر
أين الشعاع وهالة قد ودعت
دار العناء سقيمة تتعبر
رحلت ولم تسعد بأقرانٍ لها
عاشت وما علمت ولا تتخير
سكتاتنا تروي لنا أيامها
ودموعنا من حالها تتحدر
ألعابها تحكي لنا ضحكاتها
لكنها محمومة تتزفر
ولطفلتي أدوات مكتبة بها
حبر وأقلام كذاك الدفتر
كل الذي في البيت كان بكفها
بصماتها، لمساتها تتحفر
وجزى إله العالمين محمدا
خيرا فقد رسم الهدى يتصبر

عبدالرحمن بن علي السماعيل
مشرف النشاط في ثانوية عمرو بن العاص
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved