أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th December,2000العدد:10317الطبعةالاولـيالاربعاء 1 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

لماذا لا تتواصل مظاهر العيد الجميلة في كل أيامنا؟
العيد مناسبة سعيدة، يتطلع إليه الجميع بالفرح والشوق والمحبة، وينتظرون قدومه انتظار الأب لابنه وترقب الأم الوالهة لولدها الذي طال غيابه، ويفرحون بأوبته فرحة من أنهكه البعد وأتعبه الفراق، ولا عجب في ذلك ففي العيد تغمر النفوس الطمأنينة والبهجة والسرور، وفيه يتجلى معنى الكامل والتلاحم، والغني يساعد الفقير، والكبير يرحم الصغير، في العيد لقاءات زاخرة بالحب والتسامح، زاخرة بتجديد الوشائج والأواصر، يترقب الجميع العيد لكونه موسما للتقارب والصفاء وللزيارات وصلة الأقرباء, فما أجمل العيد وما أجملها من مظاهر وما أحسنها من صور، ما أجمل العيد لأنه مناسبة تذوب فيها الحواجز ويتجلى فيها معنى التكامل والعمل الجماعي، ما أجمل العيد لما فيه من مشاعر فياضة بالحب والإخاء وبالتعاون والتآزر, من أجل هذه الصور الجميلة، ولأجل هذه المشاعر الفياضة ينتظر الجميع قدوم العيد ويتمنون استمراره ونتابع أيامه, من أجل هذه المظاهر الإسلامية الأصيلة والجميلة يتمنى الجميع أن تصبح جميع أيامهم أعياداً ولكن هيهات!!, فما أن تغرب شمس يوم العيد حتى تغيب معها كثير من هذه الصور، وما أن ينتهي يوم العيد حتى تغرب معه جملة من هذه المشاعر التي تفيض بالحب والإخاء والتي تزخر بالتسامح والتصافح، وما أن تغرب شمس يوم العيد حتى يتغير هذا الوجه الجميل ليظهر مكانه الوجه الآخر، وكأن هذه المظاهر الجميلة وهذه الصور الأصيلة والرائعة، بل كأن هذه المشاعر الإسلامية الجميلة مقصورة ومخصوصة بيوم العيد دون سواه، فلئن تجلت هذه الصور الرائعة والمشاعر الجميلة في يوم العيد بصورة أكبر ومنظر أوضح من غيره، فإن هذا لايعني غيابها واختفاءها في بقية الأيام، بل ينبغي لها أن تستمر وتتواصل، وأن تتواجد وتتتابع في جميع الأيام والمناسبات، بل إن على المسلم ان يتحلى بهذه المظاهر ويتمثل هذه المشاعر الإسلامية النبيلة دائماً وأبداً في كل حال ومحال، وفي كل مكان وزمان, وهنا يبقى التساؤل الذي يطرح نفسه والذي يستحق الإجابة الصادقة من الجميع وهو: لماذا لا تستمر مشاعر العيد الأصيلة وتتواصل مظاهره الجميلة كي تصبح جميع أيامنا أعياداً؟!
هذا والله نسأل أن يجعله عيد خير وبركة علينا وعلى جميع الأمة الإسلامية وأن تكون راية الإسلام خفاقة فوق أرجاء المعمورة.
علي المغيولي
عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved