| عيد الجزيرة
* الرياض روضة الجيزاني
لمظاهر العيد في سوريا العديد والكثير من العادات والانماط التي تأخذ طابعا مميزا قديما كان السوريون يحتفلون بالعيد بشكل من اشكال الفنون الشعبية واعداد الحلويات الشامية اما في الوقت الراهن ومع تطور الاشياء الحياتية اتسمت مظاهر العيد بالبساطة مع الحفاظ على الهوية والعادات الشامية.
ففي الماضي اشتهرت سوريا بحماماتها الشعبية الاثرية التي تتميز بجمالها وتصاميمها المميزة للاستحمام فيها فعند انتهاء شهر رمضان تزدحم الحمامات الشعبية الخاصة بالنساء والرجال وهم يرددون مثلا شعبيا يقول (نعيم الدنيا الحمام) واستعدادا لعيد الفطر يستيقظ السوريون مبكرا للاستحمام وهناك بعض الحمامات خاصة بالرجال واخرى للسيدات وقد جرت العادة قديما ألا تذهب المرأة السورية الى الحمام بمفردها بل تصطحب معها اطفالها وقريباتها او جاراتها وتحضر معها مستلزمات الاستحمام فضلا عن الصابون الحلبي الذي تشتهر به سوريا.
كما تستعد المرأة السورية قبل انتهاء شهر رمضان بأيام بإعداد انواع عديدة من الحلويات ومن اشهرها المعمول بالتمر والمعمول بالفستق ويرش عليه السكر المطحون ويقدم للضيوف مع القهوة العربية في ايام العيد.
رقصة الخيول
ومن المظاهر المعروفة قديما ومازالت متواجدة حتى الآن في الاعياد انتشار الخيول في الشوارع والاحياء الشعبية حيث يربط حول عنق الخيل جرس ويقوم الحصان بمساعدة احد الرجال المتمرسين بالرقص مع الحصان لتصدر اصوات الجرس وهذا الصوت ينبه السكان ويدعوهم للخروج الى الحارة للمشاركة بالرقصة وخصوصا الاطفال منهم وهذه العادة تشاهد اليوم وطيلة ايام العيد كما ينتشر الباعة في الاسواق والحدائق والاماكن العامة ومن اشهر ما يتم عرضه وبيعه هو بائع العرق سوس وقمر الدين واصابع الذرة الصفراء.
الدبكة والسماح
وتنشط في ايام العيد الفرق الموسيقية حيث تشتهر مدينة دمشق (برقصة الدبكة) التي يؤديها الشباب والفتيات وهم يرتدون الملابس الشعبية الملونة وينشدون ويؤدون الرقصات والاغاني الشعبية والوطنية.
وتشتهر مدينة حلب برقصة السماح التي كانت تؤديها الجواري في قصور الخلفاء العباسيين وفي الاندلس ورقصة السماح تؤدى خلال الاعياد والمناسبات وهي عبارة عن حركة واحدة راتبة، اما اليوم فقد ادخلت عليها عدة تجديدات وتطورات حتى اصبحت حركاتها تزيد على الخمسين وسميت رقصة السماح بهذا الاسم لأنها تقدم بلا ابتذال او سفور.
وبالرغم من اندثار الكثير من العادات والتقاليد السورية ظل البعض يحافظ عليها فمن المعروف ان أبناء (جبل العرب) بسورية مازالوا متمسكين ببعض العادات ومن اشهر تلك العادات ما يسمى (المضافة) وهي تشبه الى حد كبير الديوانية في المجتمع الخليجي وهي ابرز غرفة في المنزل ومن الداخل عبارة عن اريكة من ثلاث جهات وتفرش عادة من السجاد وللمضافة دور اجتماعي بارز في حياة اهل الجبل هناك.
وباختلاف المظاهر بالعيد بين الحاضر والماضي، فللعيد في سورية نكهة خاصة وطابع مميز وفرحة كبرى تغمر قلوب ونفوس السوريين حيث يحرص الكثير منهم على تأدية صلاة العيد في المسجد الاموي الذي يتوافد عليه المصلون من جميع مدن ومحافظات دمشق وذلك لقدسية المكان دينيا وتاريخيا.
استعداد مبكر
الجدير بالذكر ان البيوت السورية تشهد استعدادات من نوع خاص قبل قدوم العيد بايام اذ تنشغل النساء في اعداد الحلوى والكعك فيما تنشط الاسواق بسبب اتجاه الجميع لشراء الملابس الجديدة، اما الاسر السورية فانها تتبادل الزيارات العائلية وتستقبل الضيوف والمهنئين بالعيد تعبيرا عن سعادتهم وفرحتهم بالعيد فيما يشهد سوق الحميدية بالعاصمة دمشق ازدحاما شديدا فهو يعتبر السوق الاول للسوريين من حيث تاريخه الطويل وتميزه بالبضائع والمنتوجات المحلية والتراثية كما يضم السوق القهاوي الشعبية التي تأخذ طابعا تقليديا للطقوس الشامية من حيث التصميم الهندسي والاكلات الشعبية الخفيفة مثل البليلة والفول النابت مع الكمون والحلوة الاكثر طلبا (الايمع) ويضفي على السوق جوا من المرح والخصوصية حيث يلاحظ ضارب الطبلة وهو رجل يمسك طبلة وتسمى باللغة الشامية (الدربكة) يقوم بالضرب عليها بايقاعات قوية بين المتسوقين الذين يعطونه بعض المال لقاء ما يقوم به.
|
|
|
|
|