| عيد الجزيرة
* الطائف عليان آل سعدان
تمثل مناسبة عيد الفطر المبارك مناسبة اسلامية عظيمة تأتي كفرحة كبرى للإنسان المسلم بعد اتمام صومه وتصاحب هذه المناسبة منذ فجر الاسلام حتى يومنا الحاضر كثيرا من العادات الاسلامية والعربية الاصيلة والمميزة التي ظل البعض منها قائما من اكثر من 1420ه عاما وبدأ البعض من هذه العادات والتقاليد يختفي شيئا فشيئا نظرا لعوامل طبيعة الحياة وتطور المدن وتباعد البشر عن بعضهم ومشاهدة عادات وتقاليد سيئة جدا كان لها التأثير البالغ على البعض في تغيير السلوك والعادات.
ويشير الاستاذ عبدالله بن ماضي الربيعان وكيل محافظة الطائف والاديب المعروف على مستوى المملكة بان العادات القديمة التي كنا نشاهدها ونطبقها تلقائيا في مناسبة عيد الفطر المبارك قديما لم تعد موجودة ولو القليل منها ومن هذه العادات المميزة والتي كانت تعطي لهذه المناسبة طعما مميزا وفرحة كبرى التمام شمل الاسرة الواحدة مهما كانت الظروف في مثل هذه المناسبة العظيمة حيث كان الاقارب والاشقاء يزحفون سفرا من مناطق مختلفة ومتباعدة جدا وعبر طرق شاقة للتوجه لمنزل والدهم او شقيقهم الاكبر ليجتمع الاشقاء مع كافة افراد الاسرة في منزل واحد يشاركون معا بالفرحة الكبرى للعيد وحتى لو كان بينهم خلافات او خصام فهذه المناسبة تزيل كل الخلافات مهما كبرت ومهما كان حجمها ولاشك ان اجتماع مثل هذه العوائل في منزل كبيرهم والدهم او شقيقهم الاكبر يمثل مظهرا حضاريا هاما ومتقدما فيه تعبير صادق لروح واهمية هذه المناسبة للانسان المسلم وما عليه من واجبات هامة تجاه اسرته ومجتمعه بصورة عامة.
وقال الاستاذ الماضي هناك في الحقيقة كثير من العادات والتقاليد الاصيلة جدا التي لا تشابه لها اي عادات وتقاليد كانت موجودة وخلال مناسبة عيد الفطر المبارك نرى اكثرها حقيقة بدأ في الزوال وهذا شيء مؤسف للغاية ومحزن كثير ومن هنا اتوجه بالدعوة للجميع بصورة عامة ولاخواني المثقفين والمفكرين ورجال العلم والمعرفة والاعلام وكل من له تأثير بالغ بصوته او بكلمته او تعلمه الى النظر في كثير من العادات المميزة والجميلة التي بدأت تختفي خلال عيد الفطر المبارك والاسهام بالتوعية والارشاد والتوجيه بعدم التخلي عن هذه العادات ووضعها في مقدمة الاهتمامات والاولويات الهامة جدا والتجاوب معها لما لهذه العادات من اهمية بالغة وتأثير قوي على مصير ومستقبل اجيالنا واحفادنا القادمين.
فوارق كبيرة
واليوم كما يقول عبدالله بن ماضي الربيعان نجد ان هناك فوارق كبيرة جدا حدثت نتيجة لاختلاف الظروف والعوامل وما صاحب ذلك من انقلابات اخرى على بعض العادات والتقاليد فنجد ان هذه المناسبة لدى البعض تقتصر فقط على الثوب الجديد له ولاطفاله والذهاب لتأدية صلاة العيد مع الجماعة ومن ثم العودة للمنازل لاكمال النوم وهذا بالطبع خطأ كبير وفادح وسوف يلحق بالعلاقات الاجتماعية والاسرية ضررا بالغا وكبيرا ويجب على رب الاسرة وربة المنزل ان يكونا قدوة لابنائهما وموجهين لاكمال واجبات العيد بالذهاب للاشقاء والاخوة والمقربين من العائلة والجيران وغيرهم من اخواننا المواطنين والمسلمين عموما ومعاودة الجميع ونسيان الخلافات ان وجدت وازالتها بهذه المناسبة الكريمة.
|
|
|
|
|